-توطئة:
يبدأ المؤلف كتابه بتعريف: ما هو الكسل؟
• لغة: التثاقل والفتور عما لا ينبغي التثاقل عنه.
• اصطلاحاً: كما يقول الإمام النووي هو: "عدم انبعاث النفس للخير، وقلة الرغبة فيه مع القدرة عليه" .
ثم يفرّق بين نوعين من الكسل يقع فيهما الناس:
• الكسل الطويل الذي يحرم الخير الكثير في الدنيا، وتتبعها الآخرة، (فمن لم يحرص على استثمار دنياه كان على آخرته أقل حرصاً).
• الكسل المؤدي إلى الوقوع فى الحرام، كأن يجرّ صاحبه إلى ذنب، أو تفريط في فريضة، وذلك أن الكسل إشارة تحذيرية صفراء، معناها أنك توشك أن تنتقل إلى الدائرة الحمراء "دائرة الحرام"، فمن تمادى فيه كان أحرى أن يجرّ إليها، أما من تنبّه لجرس الإنذار الذي انطلق عند تسرّب الكسل عبر قلبه الحي، فقد قطع الطريق على الشيطان سارق الإيمان!
-محاور الكتاب:
يفصّل المؤلف وسائل علاج الكسل في عشرة أبواب أو "طلقات"- كما يسميها في الحرب عليه-، على النحو الآتي:
1. الدعاء:
فمن غفل عن أقوى سلاح مع أنه لا يكلّف غير حضور قلب وتحريك لسان، كان عن غيره أغفل!
2. الخوف من النفاق:
فلو لم يكن للكسل شؤم سوى أنه سِمَة المنافقين الأبرز لكفاه! ولذا فضحهم ربنا في قوله: {ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون}[سورة التوبة، آية: 54].
3. اليقين بالجزاء:
والجزاء يشمل الثواب: فمن لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال!
والعقوبة: فاليقين بالعقوبة يقضي على الكسل المؤدي إلى الجريمة، فلا تستصغر ذنباً بعد اليوم، ولا تحتقر إثماً.
4. وضوح الهدف:
الأهداف الشامخة هي وحدها من تطرد الكسل، وتستنفر كل ذرة جهد، وإذا لم يكن لك هدف واضح في الحياة، فقد أسلمت زمامك للشيطان ، يصنع لك أهدافك، لكنها هذه المرة أهداف تهديك إلى النار!
5. المحاسبة:
كشف حساب للأمس بهدف تصحيح الغد.
6. سِيَر المجتهدين:
النظر في سير السابقين هي طريقة القرآن في تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وهي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في تثبيت قلوب أصحابه رضوان الله عليهم.
7. ذكر الموت:
فكل كسل لا صمود له في مواجهة ذكر الموت؛ إذ كيف تنشط لدنيا نشاطاً لم تنشطه لآخرة، مع أن آخرتك أبقى لك وأرقى!
8. الموعظة:
إذا زارك الفتور، وهبت عليك رياح الكسل، فزر صاحبًا وسَلهُ النصيحة ، وليست مجالات الكسل واحدة، فاطلب طبيباً خبيراً بنوع مرضك: فصاحب القرآن غير الخبير بأمراض القلوب، غير المنظم في وقته المتوازن في حياته، ولكل واحد نقطة تميّز، فلتحرص على اختيار الأنسب لحالتك.9. بين صحبتين:
الحد الفاصل في فراق صحبتك الغافلة، أو الاستمرار معها، هو تأثيرك فيها أو تأثرك بها، إذا كانت يدك هي العليا فكنت الداعي إلى الخير، والهادي لهم إلى ما غاب عنهم من الحق، فنِعْمَ ما صنعت، أما إذا كانت يدك السفلى، وهمتك الدنيا، وأطفأ كسلُهم شعلتَك، وغادر الإيمان فور قدومهم قلبك، فالنجاة النجاة.
تنويه: الفراق هنا ليس فراق الصحبة السوء نحو الفراغ، بل إلى صحبة أخرى لازمة تغري بالخيرات.
10. التفاؤل:
كلماتك تصنعك، وترسم مستقبلك وحروفك، إما أن تحرفك عن الطريق، وإما أن تضعك على جادّته. وقد تعلَّم الصحابة الدرس من المعلم الأعظم عليه السلام، فكان عبد الله بن عباس رضي الله عنه يكره أن يقول: "إني كسلان".وفي الحديث: (لا يَقُولَنَّ أَحدُكم: خَبُثتْ نفسي، ولكن لِيَقُلْ: لَقِسَت نفسي" [رواه البخاري]، (واللَّقَسُ:الغَثَيان والمنازعة للشر، وإِنما كَرِه خَبُثَتْ؛ هَرَباً من لفظ الخُبْث والخبيث).
-اقتباسات من الكتاب:
1. من طلب المقام العالي فلا بد له من بذل الغالي.
2. الإفراط يؤدي إلى تفريط، وإن نعلاً فقدت أختها لسريعة اللحاق بها.
3. ارتدِ رداء الكسل صباحاً، وتلحف بغطاء الراحة مساء، وأبشر بخمول ذكرك، ودنو قدرك، وخسارة معركة العمر، من جراء كسلك!
4. توازنك في أهدافك ضرورة، ونشاطك وهمتك لا بد لهما من أن يتوزعا على الواجبات المنوطة بك، وإلا كان نجاحك في ميدان هو عنوان فشلك في ميادين أخرى، وقد تكون ميادين أهم وأخطر.
5. لا تصحب الكسلان في حالاته ** كم صالح بفساد آخر يفسد
عدوى البليد إلى الجليد سريعة ** كالجمر يوضع في الرماد فيخمد
-مع المؤلف:
دكتور صيدلاني من مصر، ترك العمل في المجال الطبي؛ ليتفرغ للمحاضرات الدعوية والتأليف الديني، له موقع شخصي، وسلسلة كتب ومحاضرات مرئية، من مؤلفاته المشهورة: "أول مرة أصلي"، "هبي يا ريح الإيمان"، "ليلى بين الجنة والنار"، و"الحرب على الكسل"، والأخير هو الكتاب الذي نعرض له في السطور الآتية.
معلومات الكتاب:
اسم الكتاب: الحرب على الكسل.
اسم المؤلف: خالد أبو شادي.
دار النشر: طيبة للنشر والتوزيع - القاهرة
عدد الصفحات: 112