هل أنت سعيد بما حققت....
وهل تريد المزيد من الإنجازات.... هل تشعر بالراحة والطاقة الإيجابية وانت تذكر إنجازاتك؟
الناجحون يتنفسون إنجازا، يرتقون قمة ويتطلعون للقمة الأعلى بنفس الوقت، والناجحون يتحدثون عن إنجازاتهم، وأما الآخرون فيتحدثون عن تضحياتهم.
وإذا أردنا ان ننجح، فعلينا أن نغيّر طريقة حديثنا، فننتقل من الحديث عن الماضي إلى الحديث عن الحاضر والمستقبل، كما يجب علينا أن نستبدل ما نفخر به، فلا يكفي أن نفخر بالماضي وما أنجزه الأجداد والآباء، بل يجب أن نفخر بما ننجزه في الحاضر وما نخطط لإنجازه في المستقبل، ويبقى الماضي دروساً وعبراً نستذكرها لشحذ الهمم وإثارة الحماس من أجل الإنجاز الجديد، قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا}[الملك:2] وهذا هو إعلان التسابق في الإنجاز.
فما هو الإنجاز؟
الإنجاز كلمة تدل على وصول مرحلة تحقيق الأهداف وتظهر الرغبة في التفوق واحترام الذات وتأكيدها من خلال القيام بالمهام بكفاءة عالية وسرعة، معلنة القدرة على تجاوز الصعوبات وتحويلها إلى نتائج في أكمل وجه، وهي بذلك تشكل رابطا قويا بين الأفراد أو المؤسسات وبين النجاح.
وقوة الإنجاز هي تلك القوة الدافعة التي تكتسبها بمجرد تحقيق هدف ما، وهي تلك الطاقة الإيجابية التي تساهم في تحقيق المزيد من الأهداف والمزيد من النجاحات.
كيف ننمي ثقافة الإنجاز في مجتمعاتنا؟
صناعة الإنجاز ليست من الإعجاز. و لا بد من ترسيخ قيم الإنجاز في وعي المجتمع، وتحويلها إلى ثقافة قادرة على إثارة الطاقات والمواهب الكامنة، وتحريكها إلى مواقع البناء والعمل الصالح، وهذا يعد قاعدة انطلاق لتحقيق التغيير في المجتمع، ومن أهم السبل التي تنمي ثقافة الإنجاز الآتي:
• تعد العلاقات الوالدية من أهم العوامل المؤثرة في تنمية دافع الإنجاز خاصة التي تزيد من وعي الأبناء وتكثر من استشارتهم الفكرية وتدريبهم على الاستقلالية في الفكر والعمل.
• تشجيع الطلبة في المدرسة على تصميم مشروعاتهم التعليمية والترفيهية وتشجيع الشباب على إقامة مشاريع إنتاجية واستغلال إجازة الصيف بالعمل سواء التطوعي أو التدريبي أو ذي المردود المادي.
• التواصل مع نماذج مرتفعة الإنجاز "معلمين، مربين، مبدعين، مخترعين “ ليسهل محاكاتها.
• يشكل غرس القيم في الحياة اليومية مصدراً قوياً لدافع الإنجاز حيث تركز هذه القيم على العمل الجاد والسعي المستمر.
• اعتماد مبدأ التخطيط للحياة بتفاصيلها وتنظيم الوقت وإدارة أحداثها بأسلوب مميز وتحدي العوائق.
• كتابة الإنجازات في سجل خاص ومراجعتها باستمرار يشحذ الهمة ويعمل على تحصيل طاقة إيجابية وهي طاقة الإنجاز والشعور بحلاوة النجاح.
سمات المنجزين:
هل الرغبة في تحقيق الأهداف وإنجاز المهام تختلف من شخص لآخر؟
نعم فكل شخص له أهدافه الخاصة التي تختلف باختلاف نمط حياته وتفكيره وما يصبوا إليه ويرغب فيه، فلكل إنسان أحلامه وطموحاته التي يسعى من أجل إنجازها، فما هي سمات المنجزين؟
• يظهرون مواظبة عالية في عملهم وأنشطتهم، وصفة استثنائية في الأداء حيث يقومون بالأنشطة بدرجة عالية الكفاءة.
• يتحملون المسؤولية، ولا يفضلون الاعتماد على الآخرين ويتغلبون على الصعوبات التي تواجههم ولا يستسلمون، بل يتطلعون إلى الموقف الذي يتطلب تحديا.
• يخططون بذكاء، ويستغلون الوقت ولا يهدرونه ويهربون من لحظات الشعور بالملل من الفراغ.
• يثقون بالله أولا ثم بأنفسهم، ولديهم حب المنافسة والحوار والإصرار ويتمتعون بالنظرة الثاقبة.
وختاما ....
تأمل في سير الأنبياء والصحابة والعلماء والعظماء حينها سترى كيف صنعوا الإنجاز، فلا بد من وجود تحديات وصعوبات عديدة، ولو كان الإنجاز أمرا يسيرا لاكتظت الحياة بها، ولكن الأمر يحتاج إلى ثقة وبذل ومواصلة وسير صحيح وأهداف واضحة، وخلف كل إنجاز أصحاب همم فكن منهم ..... والعالم يحكم عليك من خلال ما أنجزته وليس من خلال ما بدأت عمله ولم تنجزه، واحرص على إنجاز يدوم بعد وفاتك، وإذا حققت إنجازا ولو كان يسيراً فاحمد الله على تحقيقه واشكره على توفيقه وابدأ بالإنجاز الذي يليه في الحال.