شكرا لك .... أداؤك جميل.... قمت بعمل هام.... أقدر لك..... أحدثت فرقا..
هل تتذكر شعورك في موقف أشاد فيه والدك، أو معلمك، أو زميلك بعمل قمت به، وأبدى إعجابه وتقديره لك؟؟
هل حلقت مشاعرك وأحاسيسك حين ذكر اسمك وأثنى عليك؟ هل ازدادت ثقتك بنفسك؟ وهل كان ذلك حافزاً لبذل المزيد من الجهد؟؟
هل تثني على أبنائك، أو طلابك أو زملائك ومن حولك، بعبارات التقدير والشكر؟ فما هو التقدير وما هو أثره؟
التقدير: هو ثقافة راقية تدل على مدى قيمة المبادئ والقيم المنبعثة من الإنسان نظراً للبيئة التي نشأ فيها والعالم المحيط به، فكم نحن بحاجة ماسة إلى نشر ثقافة التقدير بمختلف الصور بين أبنائنا والابتعاد عن لغة التهديد وثقافة الخوف؛ ليبقى الاستثمار الحقيقي بالبشر من خلال اكتشاف مواهبهم وقدراتهم وإمكانياتهم.
ويعتبر التقدير محكاً حقيقياً لزيادة الإنتاج بالعمل، من خلال روح الفريق الواحد المشبعة بالتقدير والتكريم، بمختلف أشكالها المتنوعة التي من شأنها تفجير طاقاتهم من أجل بذل الكثير في خدمة الآخرين.
يعتبر التقدير محكاً حقيقياً لزيادة الإنتاج بالعمل، من خلال روح الفريق الواحد المشبعة بالتقدير والتكريم، بمختلف أشكالها المتنوعة التي من شأنها تفجير طاقاتهم من أجل بذل الكثير في خدمة الآخرين
وقد وردت كلمة الشكر في القرآن الكريم بمشتقات دلالية متنوعة في تراكيب مختلفة أكثر من 60 مرة نظراً لقيمة هذه الثقافة وأهميتها في إعادة الشحن للبشر بصفة عام: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النحل: 121]. لذلك كان شكر الناس ورب الناس عبادة يقول عليه الصلاة والسلام "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" (رواه الترمذي).
كيف تنشئ تفافة التقدير؟
يبدأ خلق ثقافة التقدير من القمة، من المربي والمعلم والوالدين والآباء ومدير العمل، فإن إظهارك التقدير يعزز تفانيهم في بذل المزيد، ويمكن لك نشر هذه الثقافة من خلال مراعاة الأمور الآتية :
- استخدم أفضل الممارسات العصرية والتقنية للتعبير عن تقديرك لهم باستخدام البريد الإلكتروني ومنصات التواصل.
- اصنع إهداءات شخصية متنوعة وبسيطة، مرتبطة بالأداء وقدمها أمام الآخرين واجعلها عادة تمارسها كل يوم.
- لاحظ وعلّق على جهود من حولك: فلا تخجل من مدحهم وأخبر الآخرين عن إنجازهم وشاركهم تقديرك لجهودهم، واربت على ظهورهم.
- كن متفهمًا لأسباب ومستويات التوتر إذا أصابهم وقدم لهم المساعدة بالنصح فإن هذا يصنع جسر ثقة وتقدير.
أشكال التقدير:
إن للتقدير أشكالا متعددة ومتنوعة لتعبر عن مدى إعجابك وامتنانك لجهد الآخرين من حولك ومن أبرزها:
- الابتسامة حيث تعبر عن نظرة التقدير التي تحملها لهم.
- التقدير بالكلمة اللطيفة التي تعبر عن معاني الشكر سواء مباشرة أم غير مباشرة.
- التقدير المادي: بطاقة، أو هدية رمزية ....
- العمل فتنجز شيئا للآخرين تعبيراً عن امتنانك وتقديرك: فتساعد هذا وتقضي حاجة ذاك، ترسم ابتسامة، وتفرج هما، وتدخل سروراً على أبنائك وطلابك ومن يحيطون بك.
أثر التقدير:
الشكر والتقدير له سحر غريب وتأثير عجيب في حياة الانسان تمنح صاحبها النجاح بحسب قول الخبراء ويعتبر وصفة تتغلل في الأعماق، فتبذل المزيد حتى تستمر بنفس الأداء؛ كي تنال الثقة مرة أخرى، ومن أهم آثار التقدير:
- التقدير علاج للمشاكل اليومية: يؤكد الباحثون أن الشكر والتقدير لهما قوة هائلة في علاج المشاكل، لأن القدرة على مواجهة الصعاب تتعلق بمدى الامتنان والتقدير للآخرين لما يقدمونه، ولذلك فإن المشاعر السلبية تقف حاجزاً بين الناس وبين النجاح؛ لأنها مثل الجدار الذي يحجب الرؤيا الصادقة ويسبب التقاعس عن العمل.
- التقدير طريق سهل للنجاح: فالزوجة التي تشكر زوجها على ما يقوم به، والوالد والمعلم يقدران ما يبذل من جهد فإن هذا يحفز الأبناء للقيام بمزيد.
- التقدير والشكر طريقا الإبداع: للتقدير تأثير مذهل في حياة المبدعين لما يؤدي من شعور بالسعادة وتقليل الاكتئاب وبالتالي زيادة المناعة من الأمراض، وتحفيز الدماغ للاكتشاف.
ختاما ...
إن للتقدير قوة جذب خاصة تؤدي إلى كسب ثقة الآخرين ومحبتهم ودعمهم وهي دواء مجاني يعالج ضغوط الحياة.. مارس التقدير والشكر وتمتع ومن حولك بمشاعر السعادة.
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- موقع مركز تربية