شيعت جموع غفيرة من الأردنيين المفكر الدكتور إسحاق الفرحان رئيس ملتقى القدس الثقافي والذي توفي في العاصمة الأردنية عمان أمس الجمعة عن عمر ناهز 84 عاماً إثر وعكة صحية ألمت به في أيامه الأخيرة.
ونعى دعاة ومفكرون وسياسيون وأحزاب الدكتور الفرحان؛ مجمعين على أن الأمة الإسلامية خسرت رجلاً من رجالاتها والعاملين لقضاياها العلمية والدعوية والسياسية.
من هو الدكتور إسحاق الفرحان؟
ولد المفكر الفرحان في عين كارم بمدينة القدس عام 1934 حيث تلقى تعليمه الابتدائي خلال الفترة ما بين (1941- 1948م)، ثم أتم تعليمه الثانوي في مدينة السلط بالأردن.
نال الفرحان شهادات علمية كثيرة، إذ حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم (كيمياء) بامتياز من الجامعة الأميركية ببيروت عام 1957، والماجستير في الكيمياء الفيزيائية بامتياز من الجامعة الأميركية أيضاً، ودكتوراه في التربية من جامعة كولومبيا بنيويورك عام 1964.
وفي الأردن تقلد الفرحان منصب وزير للتربية والتعليم، ثم وزيراً للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في وزارة وصفي التل عام 1970، ثم وزيراً للتربية والأوقاف كذلك في وزارة أحمد اللوزي الأول عام 1971، واحتفظ بهذا المنصب في وزارة أحمد اللوزي الثانية عام 1972، ثم وزيراً للأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في وزارة زيد الرفاعي عام 1973، حيث استقال منها بعد خمسة أشهر.
يعد المفكر الفرحان أحد قادة عملية تطوير المناهج والكتب المدرسية في الأردن بين سنتي (1964 و1973م)، التي اشتملت على حوالي ثلاثمئة كتاب مدرسي ودليل معلم، للتعليم العام.
كان الفرحان يعشق الحديث عن القدس والمسجد الأقصى، ويشارك في كافة الفعاليات التي ترتبط بثالث الحرمين الشريفين حتى ارتبط اسمه بالقدس، فكلما ذكر إسحاق الفرحان يتبادر لذهن السامع جهوده في التوعية بالشؤون المقدسية، وقد أنشأ الفرحان مؤسسة "ملتقى القدس الثقافي" والتي حمل على عاتقه من خلالها توعية الناس بالقضية المقدسية، وعقد الملتقى آلاف الدورات في الجانب الثقافي والتعريفي بالقدس والمسجد الأقصى ولا يزال صرحاً قائماً يحمل هم الفرحان في التعريف بالقضية.
مؤلفاته:
ولدى الفرحان العديد من المؤلفات والأبحاث والتقارير الفنية والمقالات العلمية والمترجمة، والتي ركز في جزء كبير منها على القضايا العربية والإسلامية أبرزها:
• نحو خطاب إسلامي معاصر
• الإسلام والعالم
• البعد الإسلامي للقدس والقضية الفلسطينية
• الشباب والتحديات الثقافية (الوقاية والعلاج)
• مواقف وآراء سياسية في قضايا عربية وإسلامية
• الموقف الإسلامي من المشاركة السياسية
• أزمة التربية والتعليم في الوطن العربي من منظور إسلامي
• التربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة
• مشكلات الشباب في ضوء الإسلام
الفرحان في ضيافة بصائر:
وكان موقع بصائر قد استضاف الدكتور إسحاق الفرحان رحمه الله في أحد حواراته عام 2014؛ حيث تنبأ الفرحان بأن الهبة الجماهيرية الفلسطينية التي نحياها هي بداية زوال الاحتلال بإذن الله.
وأضاف: "أنا متفائل بأننا نقف على أبواب انتفاضة جديدة؛ إذ طال عهد الاحتلال في فلسطين والضفة الغربية منذ عشرات السنين على أرض ليست أرضه ووطن ليس وطنه؛ وهي تزيد في التعنت والاستيطان والمفاوضات غير المفضية إلى أي نوع من التفاهمات أو النتائج، نحن على أبواب انتفاضة جديدة وعلى أبواب مقاومة لن تنتهي إن شاء الله إلا بنهاية الاحتلال الصهيوني على الأقل في المرحلة القادمة بالضفة والقدس".
ووجه الفرحان كلمته للمرابطين في فلسطين فقال: " كلمتي للمرابطين في فلسطين فعليهم أن يستمروا بالمقاومة على القدر الذي يستطيعونه، سواء أهل القدس أو الضفة أو إخواننا في 48، فإلى أن ينسحب هذا الاحتلال يجب أن تبدأ المقاومة بداية جديدة تؤتي أكلها بإذن الله، وأنا أتصور أن بداية انتفاضة حقيقية يعني أن الاحتلال الاسرائيلي لن يمكّن أكثر من بضع سنين، والبضع ما بين (3-9) سنوات، وان شاء الله لن يبلغ السنة العاشرة إلا وهو زائل".