إليك سرًّا: قد يحدث أحيانًا أن تضل الطريق في الحياة، وكثيرون منا يحدث معهم هذا الأمر في مرحلة ما من حياتنا، فنسأل أنفسنا أسئلة مثل: من نحن؟ وأين نحن؟ والأهم: لماذا نحن هنا؟ وهذه طبيعة البشر، وليس بالضرورة أن يكون ذلك الشعور بالضياع على نطاق واسع، فقد يحدث في الصداقة أو الحب أو العمل، ويحدث قطعًا في بعض الأحيان أن يمتد ليشمل كل جوانب الحياة جميعها.
كما أن اللائمة لا تقع على أحد، قد تلوم والديك أو أحد أصدقائك أو معارفك، ولكننا جميعًا نعرف أن هذا اللوم ليس في محله في معظم الأحيان، فلا أحد جعلك تحيد عن المسار الذي رسمته لنفسك، أو أجبرك على صناعة قرارات خطيرة كان يمكن تجنبها، أو هكذا الحال في معظم الحالات، علاوة على أنه لا يوجد طريقة للعودة إلى الماضي وتصحيح الأخطاء، ولكن هناك عدة خطوات بسيطة من شأنها مساعدتك إلى حد كبير؛ للعودة للمسار الصحيح في الحاضر والمستقبل:
1- لُمْ نفسك على الوضع الذي وصلت إليه:
لُم نفسك ولكن لدقيقة فحسب! وضع في اعتبارك أنك حين تلوم نفسك على أي عمل في الحياة ، فإنك كذلك تملك السلطة . فحين تلوم نفسك ستخبرها: "انظر كيف قادتني قراراتي إلى هنا". وحينها ستدرك أن قراراتك لها القدرة على تحديد مستقبلك كما فعلتْ مع ماضيك. فأنت تستطيع القيام بقرار الآن يغير من مسار حياتك ويخرجك من دائرة الفشل أو الضياع التي وقعت فيها. فاللوم ليس عملية إصدار أحكام فحسب، بل هو قوة محركة.أنت تستطيع القيام بقرار الآن يغير من مسار حياتك ويخرجك من دائرة الفشل أو الضياع التي وقعت فيها. فاللوم ليس عملية إصدار أحكام فحسب، بل هو قوة محركة
2- العب لعبة "ماذا لو؟!"
فاسأل نفسك مثلًا: "ماذا لو كنتُ اخترت مهنة أخرى؟" أو "ماذا لو كنتُ قطعتُ صلتي بفلان ذاك من عدة أعوام؟" أو "ماذا لو سافرتُ إلى مكان كذا بدل كذا؟" اسأل كل الأسئلة التي تخطر على بالك على غرار الأسئلة السابقة، واترك العنان لمخيلتك لتحلق بك في كل الاحتمالات. ثم اجعل من تلك الاحتمالات واقعك الجديد! فقد انتهيتَ لتوِّك من تخيل ما تريد في الحياة، فماذا تنتظر؟! ابدأ في تنفيذ الخطة!
3- كن قادرًا على التخلِّي:
فمن الواضح أن هناك شيئًا أو وضعًا غير سوي في حياتك الآن، وهذا ما يسبب لك الشعور بالضياع: الوظيفة، أو المدينة، أو شخص ما في حياتك. ومن أصعب القرارت في الحياة أن تقول: "لقد تخليت عن هذا الأمر، أو "أقلعت عن تلك العادة"، فمن الصعب التخلي عن جزء من حياتنا، فنحن كبشر نميل للأشياء التي ألفناها واعتدنا عليها.
من أصعب القرارت في الحياة أن تقول: "لقد تخليت عن هذا الأمر، أو "أقلعت عن تلك العادة". فمن الصعب التخلي عن جزء من حياتنا
كما أننا نخشى من المساحة الفارغة التي سَتَلِي قولنا لعبارة "قد تخليتُ". فلوهلة، سيغدو جزء من حياتنا فارغًا. ربما وظيفتك التي تقضي فيها معظم اليوم، وربما شريك حياتك الذي اعتدت وجوده إلى جانبك، وغيرها من الأمور. ولكن المفتاح في شعور عدم الراحة ذاك هو الذي يقود إلى التغيير . وحين نشعر بالضياع والفشل، ففي أغلب الأحيان يكون التغيير هو بالضبط ما نحتاج إليه.
4- كن مدركًا لمشاعرك:
قم بكتابة كل الأمور السلبية، واحرص على مواجهتها وتفنيدها والتعديل عليها من حين لآخر، فهي التي تقف عائقًا في طريقك . قم بطرد كل الأصوات بداخلك التي تخبرك بأنك "لا تستطيع"، فبالاعتراف بوجود هذا الصوت والاستماع إليه، سيتسنى لك فرصة مواجهته بما يدفعك في النهاية للقيام بخططٍ وأهدافٍ تعينك على دحض ذلك الصوت بالعجز في داخلك.من الصعوبة بمكان أن يشعر الإنسان بالضياع والعجز، ومن المحزن كذلك أن ينظر الإنسان حوله ويتمنى لو أن كل شيء يتغير في لحظة وينتهي الأمر . ومن المؤلم أن يشعر أحيانًا أن التغيير هو خارج نطاق سيطرته، بالإضافة إلى أنه إذا عرف أن غيره في مكان ما يعاني نفس المعاناة، فإن هذا لا يخفف مطلقًا ذلك الشعور بالضياع، ولكن أسوأ تجربة قد تمرّ بالإنسان في تلك المرحلة هو أن يحصل على نصيحة غير مرغوب فيها، لذا فإنني سأتجاوز تلك المرحلة، وبدلًا من ذلك سأكتفي بأن أقول: استمر في اللوم والتجربة والتغيير، حتى تصل إلى اليوم الذي تجد فيه مبتغاك وطريقك الصحيح، ولكن إذا اتضح لك أنه طريق خاطئ آخر، فحينها على الأقل ستعرف ما يتوجب عليك فعله!
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- https://psychcentral.com/blog/so-youre-lost-the-advice-youd-never-expect/