قد تأتي الرسائل متأخرة، أو تأتي مبكراً ولا ينتبه لها الوالدان، إلا أن صداها يصبح مشكلة لاحقا كلما تأخر وصولها ويظهر على شكل مشكلات نفسية وسلوكية يستعصي حلها.
حين يصرخ الطفل وتفصح ظروفه بقسوة: لمَ لمْ تعلماني كذا؟
فيما يلي عدة رسائل على الوالدين أن يعياها جيدًا قبل فوات الأوان:
1. علمني أن أعترف بخطئي مع الآخرين، وأقول: "آسف لقد أخطأت".
لأن ثمة علاقة وطيدة بين تمتّع الطفل بصفات الشجاعة والثقة بالنفس وتحمّل المسؤولية وبين قدرته على الإقرار بالأخطاء التي يرتكبها ومدى استعداده النفسي لمواجهة عواقبها.
2. علمني متى أقول: "من فضلك أو لو سمحت"، إذا أردت شيئاً من إنسان، و"شكراً لك، وجزاك الله خيراً" إن قدّم لي أحدهم شيئاً أحبّه.
لأن الحياة العائليَّة في الإسلام أدبٌ فاضل ينشر حسن الخلق، واحترام مُوَقَّر يحمل المودَّة في القربى وبين المجتمع.
3. علمني احترام الناس، الجيران والكبار خصوصاً.
يأتي احترام الطفل للناس كنتيجة احترام والديه له، فالاحترام سبب مباشر لبساطة وسهولة العيش وتوفر الثقة والنشاط والثبات فيها، كما يساعد في انسجامه الفردي والاجتماعي ويقضي على الخلافات، ويجعل الطفل شاكراً لوالديه ومحترماً إياهم.
4. اقبل أعذاري إذا تأسفت، واغفر لي إذا أخطأت؛ لأتعلم فضيلة التسامح، لا تجعلني أشعر أن أخطائي لا تغتفر، لأن ذلك يضيق عليّ وسع الحياة.
المسامحة أشبه بالتحدي، سامح طفلك واغفر له حين يعترف بخطئه ويعتذر منك، فبذلك يتخلص الطفل من الضغائن، ولا يرى الحياة بمنظور مقدار الأذى الذي تعرض له، وسيشعر بالتعاطف والتفاهم .
5. كن حازما معي، فالحزم مفيد والتردد رديء، فإن قلت لا، فاجعلها لا، وإن قلتِ نعم فاجعلها نعم؛ حتى أشعر بالأمان والثقة.
ليكن الحزم سمة تعاملك مع طفلك فذلك يدعم نجاح الطفل في حياته، وقدرته على اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب.
ليكن الحزم سمة تعاملك مع طفلك فذلك يدعم نجاح الطفل في حياته، وقدرته على اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب
6. أرجوك لا تفسدني بالدلال، ولا تعطني كل ما أطلب من طعام وألعاب أو مال.
أكدت الدراسات التربوية أن الإفراط في تدليل الطفل ينطوي على مخاطر كثيرة ربما تكون أشد خطورة من ضربه، خاصة إن كان الطفل وحيداً، فذلك يجعله أنانياً، يستمتع بالسيطرة على كل من حوله إلى درجة يصبح فيها ديكتاتوراً.
7. أرجوك لا ترهق أعصابي بالإهمال، ولا تتركني أصرخ وأتألم فوق الاحتمال.
يصنف الإهمال ضمن العنف ضد الأطفال ويمكن أن يتسبب إهمال الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة في حدوث تأثيرات ضارة على النمو الجسدي والعاطفي والإدراكي يمكن أن تستمر حتى مرحلة البلوغ.
8. لا تتركني أصنع أشياء رديئة وأعتاد عليها، فالمرء هو نتاج عاداته.
لا بد من التركيز على فكرة إبقاء يدي الطفل مشغولتين بأمور مفيدة تلهيه عن ممارسة عادات غير محببة.
لا بد من التركيز على فكرة إبقاء يدي الطفل مشغولتين بأمور مفيدة تلهيه عن ممارسة عادات غير محببة
9. لا تهني أمام الغرباء ولا أمام الأقرباء إن أخطأت، فالنصيحة في السر أفضل.
لا تقل: إنه مجرد طفل! النصح بين الجماعة وأمام الآخرين حتى لو كان رشيدًا فهو ضرب من ضروب التوبيخ والإهانة، والانفراد بالنصح بلطف له مفعول السحر في نفس المتلقي .
10. لا تكثر من لومي وسبّي، فأنا حينئذٍ سأصمّ أذنيّ.
هناك العديد من الوسائل البديلة للشتم واللوم، ومنها التعليم أثناء اللعب أو تمرير النصيحة والمعلومة خلال الموقف بدون إهانة.
11. حاورني إذا استفسرت، وأجبني إذا سألت؛ حتى نتصادق دومًا ولا أبحث عن بديل.
الحوار يعلم الطفل الطلاقة في الكلام، ويساعده على ترتيب أفكاره، كذلك فهو يدربه على الانتباه والإصغاء، كما ينمى شخصيته، يقوى ذاكرته، ويزيدكما قربا .
12. علمني الصلاة وحب الله تعالى ورسوله – صلى الله عليه وسلم - بالترغيب وطمعـًا في الثواب لا بالترهيب والعقاب.
هذا الترغيب وهذه المحبة ستجعل الأبناء طوعا في يد الآباء كصفحات بيضاء نقية يسطرون عليها معاني الإيمان والخير والصفاء والعبودية التامة لله تعالى.
13. قدرني معنويـًا إن أحسنت أو أكلت، ولا ترشني ماديـًا إن غضبت أو عن الطعام امتنعت، فالتربية تحتاج إلى وعي وحكمة.
يدفع التقدير المعنوي بالطفل إلى وضع أهداف سامية في حياته والسعي لتحقيقها، وقبلها يتقبل الطفل نفسه، ويشعر بأنه مهم وناجح، وذو كيان موجود وشخصيه مستقلة.
14. أنا مقلد لكما، سأحاكي فعلكما قبل قولكما.
المناهج والنظريات التربوية بحاجة إلى من يُطَبِّقُهَا ويعملُ بها، كي لا تظلّ حِبراً على ورق، لذلك يفضل تحويل نصائح الوالدين إلى سلوكٍ عَمَلِيٍّ يسيران عليه في مشاعرهما وسلوكهما وأفكارِهما .
15. علمني الحب والحنان والرحمة ومبدأ العطاء في مقابل الأخذ.
ويمكن ذلك بالقصص والحكم خلال المواقف. ولكن من المهم الانتباه إلى تحويل الكلمات الجميلة إلى فعل؛ ليشعر الطفل بمعناه، وأن يكون العطاء جزءاَ من نظام حياتنا نمارسه بتلقائية وسعادة.
16. لا تنس أن الحب أفعال وليس أقوال، وكلما حسن فعلك زاد حبي لك وللناس، أعطني الأمان، أعطني الحنان، أكن لك خير الأنام.
يعتمد المنهج الإلهي في إصلاح البشرية على وجود قدوة تحول تعاليم الشريعة ومبادئها إلى سلوك عملي وحقيقة واقعة أمام البشر جميعاً.
يعتمد المنهج الإلهي في إصلاح البشرية على وجود قدوة تحول تعاليم الشريعة ومبادئها إلى سلوك عملي
17. لا تقول إنك لا تخطئ؛ لأنني إذا صدقتك وأخطأت فقدت الثقة بك، لأني سأصدم وأكتشف حقيقتك.
لذلك وجب الحذر؛ فالطفل مثل العجينة القابلة للتشكيل بحسب توجيهك وتربيتك، لينشأ طفلا سويًا لا تكونا متناقضي الفعل مع القول.
18. علمني آداب الاستئذان في البيت.
وتلك نقطة مهمة جداً فالآداب التي تطبق داخل البيت ستصبح منهج حياة في عمر الطفل بأكمله.
19. وأخيرا. اشغلني بشيء مفيد حتى لا أشغلكم.
تساعد الأعمال اليدوية في إطلاق العنان للمخيلة، وتنمية مهارة التركيز، والصبر، والإبداع وبالتالي التفرد في الإنجاز.