مع بدء العام الدراسي الجديد .. كيف نهيئ أبناءنا وأنفسنا لاستقباله!

الرئيسية » تحقيقات وحوارات خاصة » مع بدء العام الدراسي الجديد .. كيف نهيئ أبناءنا وأنفسنا لاستقباله!
VB_02-09-18_Pearl Academy-8

انتهت العطلة الصيفية، وبدأ عام دراسي جديد يحمل معه كثيراً من الآمال والطموحات والأحلام لأجيال عديدة جديدة من مختلف المراحل والأعمار، ويعتبر بدء العام الدراسي من أكثر الأمور التي ترهق وتؤرق الأمهات والآباء، فيبدؤون بشراء وتحضير القرطاسيّة والأغراض اللازمة ولكنهم يغفلون أن هناك العديد من الاستعدادات النفسيّة والعقليّة لتهيئة الطفل، وجعله يذهب للمدرسة بروحٍ مرحة محبّة للدراسة، فكيف نهيئ أنفسنا وأبنائنا خاصة الجدد لاستقبال العام الدراسي الجديد؟

في هذا الإطار قال مدرب التنمية البشرية "محمد أبو القمبز" أن التهيئة النفسية للأبناء ضرورية، بحيث يتقبل الطفل فكرة الابتعاد عن والديه وخاصة الأم وعن المنزل ساعات طويلة، ولذلك يجب أن تحاول الأم تعويد الطفل الانفصال عنها شيئاً فشيئاً من خلال دفعه للاختلاط واللعب مع الأقارب أو الأطفال في الحدائق ومناطق الألعاب، بحيث يشعر أن البعد عن والدته ليس شيئاً مخيفاً.

ولفت أبو القمبز لبصائر إلى أنه يجب أن يذهب أحد الوالدين أو كلاهما معاً لمرافقة الطفل للمدرسة في يومه الأول، خاصة وأن هناك أطفالاً شاهدوا تجارب أشقائهم في المدارس، كما أن آخرين يشكلون أولى التجارب لأسرهم.

**تنظيم المواعيد والانضباط

أبو القمبز: التهيئة النفسية للطلبة هي مسؤولية مشتركة ومتكاملة بين أولياء الأمور والمدرسة

وأشار إلى أنه يجب على أولياء الأمور، تهيئة الأبناء لنقلة نوعية بعد شهور طويلة من اللعب واللهو إلى نوع من الروتين والانضباط، لذلك يجب تهيئة الأبناء لهذه النقلة بشكل تدريجي، على الأقل قبل بداية الدراسة بفترة كافية، من خلال تنظيم مواعيد نوم أطفالهم واستيقاظهم، وتعويد الأبناء على نظام حتى يكونوا في قمة النشاط الذهني والبدني، مع الأخذ في الاعتبار أن الطفل في المراحل الابتدائية وحتى الإعدادية، يحتاج إلى ساعات نوم كافية لتتكون لديه القدرة على الاستيعاب والتفكير والحضور.

والتهيئة النفسية للطلبة تُعد من أهم العوامل المؤثرة في تكيّفهم مع الحياة المدرسية الجديدة مهما اختلفت صفوفهم الدراسية سواء المستجدين منهم أو المنقولين إلى صفوف ومراحل عليا ومدارس أخرى.

وتعد مسؤولية التهيئة النفسية للطلبة هي مسؤولية مشتركة ومتكاملة بين أولياء الأمور والمدرسة ويجب عليهم القيام بالدور المناط بهم بتكوين اتجاهات نفسية إيجابية نحو المدرسة والمرحلة الدراسية الجديدة؛ حتى يكون العام الدراسي الجديد عاماً مثمراً وأن يتكلل بالنجاح الباهر للطلبة.

وشدد أبو القمبز على ضرورة الحديث بشكل إيجابي عن المدرسة، ومحاولة اصطحاب الطفل عند الذهاب لشراء الزي المدرسي والكتب، فضلا عن أهمية عرض مقاطع فيديو من اليوتيوب للطفل عن أول يوم دراسي، حتى تتكون لديه صورة ذهنية إيجابية، فمهما كان عمر الطفل صغيراً فسوف يستوعب هذه الأشياء، كما يجب أن تقوم والدته أو الوالدين معا بالذهاب مع الطفل في أول يوم دراسي، وخاصة في مرحلة الروضة، وتمضية بعض الوقت معه، والتعرف على أصدقائه ومدرسيه ليشعر الطفل ببعض الثقة.

وأشار إلى أنه يفضل أن يحمل الأسبوع الأول من الدراسة نشاطات وبرامج ترفيهه، مما يخفف الرهبة والخوف لدى الأطفال، ويحل محله شعور بالألفة والطمأنينة.

ويؤكد مدرب التنمية البشرية على أهمية تغيير نظرة أبنائنا للدراسة، قائلا: إنها قد تعني الدوام الطويل والمذاكرة المرهقة للبعض، لكن يجب التأكيد على أنها مكان لتطوير الذات، واكتساب علاقات جديدة مع المعلمين والطلاب، لافتاً إلى أن آلية التحفيز تعتمد على إعادة تحديد مفهوم المدرسة في ذهن الطالب، بإكسابه قناعة جديدة.

***برامج تشجيعية

د. فضل أبو هين: على المدرسة أن تقوم بوضع برنامج شامل يساهم في تعويد الطفل وتشجعيه على الإقبال على المدرسة

الأخصائي النفسي الدكتور فضل أبو هين يقول أن المدرسة لها دور أيضاً، في تهيئة الطفل ومساعدته على التكيف مع أجواء الدراسة، من خلال وضع برنامج شامل يساهم في تعويد الطفل وتشجعيه على الإقبال على المدرسة، لافتا إلى أهمية الاستقبال الجيد بالترحيب والتعارف فيما بينهم وبين مدرسيهم، وممارسة الأنشطة الترفيهية.

وأضاف:" المعلم يجب عليه بث الطمأنينة في نفوس الطلاب، وتعريف الطلاب بقوانين المدرسة وسياستها بطريقة بسيطة وسهلة، ومحاولة خلق جو من الود بين الطالب وجميع الهيئة التدريسية في المدرسة، لكسر أي مخاوف أو قلق من المدرسة. بالإضافة إلى التركيز على الأنشطة الترفيهية والرياضية في أول أسبوع دراسي، لتحفيز الطالب وتشجعيه على حب الدراسة.

وقدم المختصان جملة من النصائح لأولياء الأمور حول كيفية الاستعداد الأمثل لاستقبال العام الدراسي:

– الاجتهاد في تغيير عادة السهر، ومحاولة ضبط الساعة البيولوجية لدى الأبناء قبل الدراسة على الأقل بأسبوعين.

– تجهيز غرفة الأبناء ومكاتبهم، والأماكن التي يحفظون فيها أغراضهم المدرسية، لإشعارهم بجو الدراسة، والتشجيع على استقبال الدراسة بشوق وفرح.

– شراء كميات من الأدوات المدرسية (كراسات-مساطر- ممحاة- أقلام وغيرها)؛ فهي أقل تكلفةً وتبقى بالمنزل وتوفر الخروج لشرائها من آن لآخر.

– يفضَّل تحديد مكان المذاكرة قبل بداية الدراسة، ويشترط في المكان: ضبط الضوء - الهدوء – النظام والنظافة.

– يُفضل التدرج في تهيئة الطفل نفسيًّا للدراسة حتى لا ينتقل من اللعب واللهو إلى المذاكرة مباشرةً.

– يفضل اختلاطه بأطفال آخرين قبل التحاقه بالمدرسة (خاصةً في أول مرة) التحدث معه عن المدرسة والمدرِّسات والتلاميذ والكتب بطريقة واقعية؛ بلا مبالغة في مدح المدرسة وما بها من مغريات؛ حتى إذا ذهب إليها ولم يجد ما قيل لا يُصدَم.

– يفضل قبل الدراسة بأسبوعين الاطلاع على الكتب الجديدة للعام الجديد؛ بقراءة فهرسها وعناوين الدروس لأخذ فكرة عن المقرر.

– تشجيع الطفل ووعده بهدية في نهاية الفصل الدراسي أو مع كل علامة جيدة تحفزه وتساعده على التفوق.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
صحفي فلسطيني مقيم في قطاع غزة، حاصل على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية بغزة عام 2000، عمل في العديد من الصحف والإذاعات والمواقع الإلكترونية العربية والدولية أبرزها: العودة اللندنية، العرب اللندنية، القدس الفلسطينية، موقع إخوان أون لاين. وله العديد من المقالات في مجالات متنوعة، يعمل حاليا مديرًا لموقع الرسالة نت الفلسطيني بغزة وكاتب في موقع " بصائر " الالكتروني.

شاهد أيضاً

طفلي بلغ السابعة.. كيف أبدأ بتعويده على أداء “الصلاة” ؟

مما ينعش قلب الأبوين أن يقف إلى جوارهما طفلهما الصغير في سنوات عمره الأولى وهو …