تحدثنا في مقال سابق عن الأشياء التي يقوم بها الأشخاص الناجحون بشكل مختلف والتي تساعدهم على تحقيق النجاح المستدام، في هذا المقال سنتحدث عن مجموعة أخرى من الأشياء والعادات، التي يقوم بها هؤلاء لتحقيق أهدافهم وإحداث فرق في حياتهم:
7 . يميلون إلى البساطة
قال ليوناردو دافينشي ذات مرة : "البساطة هي التطور الأسمى." لا شيء يمكن أن يكون أقرب إلى الحقيقة من هذه المقولة، هنا في القرن الحادي والعشرين، حيث تتدفق المعلومات بسرعة الضوء وتبدو فرص الابتكار بلا نهاية، لدينا مجموعة وفيرة من الخيارات عندما يتعلق الأمر بتصميم حياتنا ومهننا، ولكن للأسف، فإن وفرة الخيارات غالبًا ما تؤدي إلى التعقيد، والارتباك، والتقاعس عن العمل.
وقد أظهرت العديد من الدراسات التجارية والتسويقية أنه كلما زاد عدد المنتجات التي تُعرض على المستهلك، قلّت المنتجات التي يشترونها عادة، بالتالي فإن وضع أفضل منتج ضمن مجموعة من ثلاثة خيارات هو بالتأكيد أسهل بكثير من وضع أفضل منتج ضمن مجموعة من ثلاثمئة خيار، إذا كان قرار الشراء صعبًا، فسيتراجع معظم الناس عن قرار الشراء، وبالمثل، إذا كنت تُعقّد حياتك من خلال إغراق نفسك بالكثير من الخيارات، فإن عقلك الباطن سوف يتراجع.
الحل يمكن في التبسيط، إذا كنت تبيع منتجات، فاحرص على البساطة، وإذا كنت تحاول اتخاذ قرار بشأن شيء ما في حياتك، فلا تهدر وقتك في تقييم كل التفاصيل في كل خيار، اختر شيئًا تعتقد أنه سيحقق المطلوب، إذا لم ينجح الأمر، فستعرف ما الذي يمكنك فعله لأنك اكتسبت خبرة من التجربة، واختر شيئًا آخر واستمر.
لدينا مجموعة وفيرة من الخيارات عندما يتعلق الأمر بتصميم حياتنا ومهننا، ولكن للأسف، فإن وفرة الخيارات غالبًا ما تؤدي إلى التعقيد، والارتباك، والتقاعس عن العمل
8. يركزون على إجراء تحسينات صغيرة ومستمرة
قال هنري فورد ذات مرة: "لا شيء صعب بشكل خاص إذا قمت بتقسيمه إلى قطع صغيرة." المفهوم نفسه الذي يؤسس له جواب السؤال: كيف تأكل فيلًا؟ والجواب هو: قضمة واحدة في كل مرة، هذه الفلسفة صحيحة لتحقيق أهدافك الكبرى، إن إجراء تغييرات صغيرة وإيجابية مثل تناول الأطعمة الصحية شيئًا فشيئًا، والتمرن قليلاً، وخلق بعض عادات الإنتاجية الصغيرة، على سبيل المثال؛ هو طريقة رائعة للتأثير على حياتك والوصول ببطء إلى مستوى النجاح الذي تطمح إليه.
إذا بدأت بإجراءات صغيرة، فإنك لا تحتاج إلى الكثير من الدافع للبدء أيضًا، وسرعان ما ستجد نفسك في دوامة إيجابية من التغييرات، ابدأ بنشاط واحد فقط، وضع خطة لكيفية التعامل مع المشاكل عند ظهورها ، على سبيل المثال: إذا كنت تحاول إنقاص وزنك، ضع قائمة بالوجبات الخفيفة الصحية التي يمكنك تناولها عندما تشتاق لتناول الوجبات الخفيفة، سيكون الأمر صعبا في البداية، ولكن سيصبح أسهل مع مرور الوقت، وهذا هو بيت القصيد؛ مع نمو قوتك، يمكنك مواجهة تحديات أكبر.9. يقيسون ويتتبعون التقدم الذي يحرزونه
لا يجتهد الأشخاص الناجحون فقط في وظائفهم أو أعمالهم التجارية، بل يعملون أيضًا على ذلك. إنهم يتراجعون خطوة لتقييم تقدمهم بانتظام، يتتبعون أهدافهم ويعرفون بوضوح ما الذي يجب القيام به لتحقيق التميز والنجاح.
لا يمكنك التحكم فيما لا تقيسه بشكل صحيح، إذا كنت تتبع الأشياء الخاطئة، فستعجز تماما عن رؤية الفرص المحتملة عند ظهورها في الأفق، تخيل أنك إذا كنت تدير نشاطًا تجاريًا صغيرًا، أن تجعل نقطة الارتكاز لقياس تقدمك هو عدد أقلام الرصاص والأوراق التي استخدمتها! هل هذا منطقي؟ لا! لأن أقلام الرصاص والأوراق ليست مقياسًا لما هو مهم بالنسبة إلى النشاط التجاري، أقلام الرصاص و الأوراق، لا تؤثر على الدخل، ورضا العملاء، ونمو السوق، إلخ.
الطريقة الصحيحة هي معرفة هدفك الأساسي ومن ثم تتبع الأشياء التي ترتبط مباشرة بتحقيق هذا الهدف، خذ بعض الوقت لتحديد هدفك الرئيس، وتحديد أهم الأشياء بالنسبة لك لتتبعها، ثم ابدأ في تتبعها على الفور ، على أساس أسبوعي، قم بترتيب الأرقام في جدول بيانات واستخدم البيانات لإنشاء رسوم بيانية للاتجاهات الأسبوعية أو الشهرية حتى تتمكن من تصور تقدمك، ثم قم بضبط نشاطاتك لاستثمار تلك الاتجاهات لصالحك.
10. يتمتعون بالإيجابية ويتعلمون من أخطائهم
يركز الأشخاص الناجحون على الإيجابيات، فهم يبحثون عن الجانب الإيجابي في كل أمر، هم يعرفون أن إيجابيتهم هي التي ستأخذهم إلى العظمة، إذا كنت تريد أن تكون ناجحًا، فأنت بحاجة إلى نظرة إيجابية تجاه الحياة، ستختبرك الحياة مرارًا وتكرارًا، إذا استسلمت إلى السلبية الداخلية، فلن تتمكن أبدًا من تحقيق الأهداف التي تحلم بها.
تذكر، كل خطأ تقوم به هو تقدم، الخطأ يعلمك دروسًا مهمة. في كل مرة ترتكب فيها خطأ، ستكون خطوة واحدة أقرب إلى هدفك، الخطأ الوحيد الذي يمكن أن يؤذيك حقًا هو أن تختار عدم القيام بأي شيء ببساطة لأنك خائف جدًا من ارتكاب خطأ ما.
لذا لا تتردد، ولا تشكك في نفسك، لا تدع سلبيتك تحطمك، تعلّم بقدر ما يمكنك أن تتعلم، وحقق النجاح الذي تطمح إليه.
يركز الأشخاص الناجحون على الإيجابيات، فهم يبحثون عن الجانب الإيجابي في كل أمر، هم يعرفون أن إيجابيتهم هي التي ستأخذهم إلى العظمة
11. يقضون الوقت مع الأشخاص المناسبين
ينجح الأشخاص الناجحون في التواصل مع أشخاص الذين يشبهونهم في التفكير،الذين يمتلكون التركيز العالي، والداعمين. تربطهم علاقات مع الأشخاص الذين ينشرون الطاقة عندما يدخلون أي مكان مقابل أولئك الذين يخلقون الطاقة عندما يغادرون، وهم يسعون للتواصل مع المؤثرين الذين يطمحون دوما لتحقيق أحلامهم وأهدافهم.
أنت حصيلة للأشخاص الذين تقضي معهم وقتك، إذا كنت تلتقي بالأشخاص الخطأ، سيؤثر ذلك عليك سلبًا، أما إذا كنت تلتقي بالأشخاص المناسبين فستكون أكثر قدرة على تحقيق النجاح من أي وقت مضى، اعثر على مجموعة الأشخاص المناسبين الملهمين لتتواصل وتتفاعل معهم من أجل إحداث فرق في حياة كل واحد منكم.
أنت حصيلة للأشخاص الذين تقضي معهم وقتك، إذا كنت تلتقي بالأشخاص الخطأ، سيؤثر ذلك عليك سلبًا، أما إذا كنت تلتقي بالأشخاص المناسبين فستكون أكثر قدرة على تحقيق النجاح من أي وقت مضى
12. يحافظون على التوازن في حياتهم
إذا طلبت من معظم الناس تلخيص ما يريدون من الحياة، فسيخبرونك بقائمة من الأشياء مثل: "الوقوع في الحب"، "كسب المال"، قضاء بعض الوقت مع العائلة، "العثور على السعادة"، تحقيق الأهداف ولكن للأسف، لا يوازن الكثير من الناس حياتهم بشكل صحيح لتحقيق هذه الأشياء، عادةً ما يحققون هدفا واحدًا أو اثنين منهم، بينما يُهملون البقية تمامًا.
الحياة غير المتوازنة تمنع الناس من الاستفادة من إمكاناتهم الكاملة، عندما تترك حياتك العملية (أو الحياة الاجتماعية، الحياة الأسرية، إلخ) تستنفذك، وتركز كل طاقتك في هذا المجال، فمن السهل للغاية أن تفقد توازنك، في حين أن الديناميكية والتركيز هما أمران مهمان، إذا كنت تنوي إنجاز الأمور بشكل صحيح، والنجاح حقًا في ذلك، فأنت بحاجة إلى الموازنة بين الأبعاد المختلفة لحياتك ، إهمالٌ واحد فقط لأحد الأبعاد سيؤدي بك إلى الإحباط والتوتر على المدى الطويل.
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- مقال مترجم بتصرف: http://www.marcandangel.com/2012/01/22/12-things-successful-people-do-differently/