أفكارنا تحت المجهر (2): المغناطيس الفكري

الرئيسية » بصائر تربوية » أفكارنا تحت المجهر (2): المغناطيس الفكري
lead-magnet-ideas

عندما سقطت التفاحه أدرك نيوتن (عالم الفيزياء الشهير) قانون الجاذبية الأرضية والذي توالت على أكتاف الفكرة العديد من التجارب والأبحاث وبنيت عليها العديد من الدراسات التي خدمت البشرية وكانت في صدارة القوانين التي انتفعت منها الإنسانية بأكملها هذا في المجال التطبيقي أو العملي الذي يعتمد على القوانين والحسابات والمعادلات التي تحكمه وتحده وتضبط عمله.

وفي مجال التربية (العلم الإنساني) الذي لا تحده القوانين ولا تضبطه أحكام المعادلات والتطبيق الحسابي فالأمور فيه تعتمد على القواعد والضوابط الإنسانية المتغيره والتي من الصعب اعتبارها قوانين ملزمة أو قواعد ثابتة كالعلوم التطبيقية إلا ما كان من (كتاب الله وقرآنه) وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم "إذ نعتبرها كمسلمين كالقوانين والدساتير الحاكمة" ولذا وجب علينا في مجال التربية وخاصة في عالم الأفكار أن نقتدي بما أورثنا إياه نبينا المختار صلى الله عليه وسلم من أفكار ملهمة في مجال التربية والتنمية النبوية وأهم ما ألهمنا إياه الصادق المصدوق [وكل ما كان منه مهم وملهم) هي فكرة (الجاذبية بالإيجاب والسلب).

إن الله عز وجل قد حدثنا عن مغناطيس الأفكار الإيجابية في العديد من الآيات القرآنية ومنها:

- {وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87].
- {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [البقرة:216].
- {فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء:19].
- {قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ} [الحجر:56]

وقال نبينا المختار صلى الله عليه وسلم قبل ما يزيد عن 1400 عام:

- «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل» (الصحيحين).
- «... وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ لا يَخَافُ إلا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ» (البخاري).

والأحاديث التي تنتهج التفكير الإيجابي كمنهج كثيرة لا نستطيع أن نحصيها في مقالنا هذا ولكن نضرب ببعضها النموذج والمثل كي نشير لها لنتعلم منها وننهل منها لتربية أفضل ولمستقبل أكثر إيجابية.

والتفكير الإيجابي لدى المربين يعتبر من أهم أعمدة الأفكار التربوية والتي ينبني عليه الكثير من الأفعال والأعمال والسلوكيات تجاه الأبناء، وأهم ما يجلبه التفكير بإيجابية وتفاؤل من نتائج مرغوبة التالي:

التفكير الإيجابي لدى المربين يعتبر من أهم أعمدة الأفكار التربوية والتي ينبني عليه الكثير من الأفعال والأعمال والسلوكيات تجاه الأبناء

- الثقة بالنفس: التفكير بإيجابية وتفاؤل يعطي الطفل ويبني فيه الثقة بالنفس وهي من أهم ما يترتب على التفكير الإيجابي من نتائج إذ إن ثقة (الإنسان عامة) والطفل خاصة بنفسه يعد أهم ركائز الشخصية السليمة وأهم دعائم النجاح وبداية كل خير هي الثقة بالنفس .

- الثقة من الطفل (المتربي) تجاه المربي: فالتفكير الإيجابي يولد الثقة في المربي ويجعل المتربي أكثر استشعاراً بدور المربي في حياته ويتأثر بكل أفكار وأفعال المربي فيكون بالنسبة له قدوة ومصدراً للأمان، ولا يكتفي المتربي في الثقة بالمربي فقط، بل يتخطى ذلك بأن يثق في المجتمع والبيئة المحيطة والقدرة على صناعة علاقات اجتماعية ناجحة.

- ثقة المحيطين بالطفل: وهذا هو الضلع الأخير في مثلث الثقة هو أن التفكير الإيجابي من المربي تجاه المتربي يخلق حالة من ثقة الآخرين (المحيطين) في الطفل (المتربي) ويجعله مصدر مسئولية لدى الآخرين .

- العدوى والتحريض للتقدم: فالتفكير الإيجابي يدفع للتقدم في أداء المربي والمتربي سوياً وجلب كل فكرة مفيدة وناجعة في اتجاه صناعة النجاح للعملية التربوية برمتها.

- الصحة النفسية: التفكير الإيجابي مصدر مهم من مصادر الصحة النفسية والسلام الداخلي ودافع قوي لتخفيف التوتر وعدم الاكتئاب والاضطراب.
- الاستمرارية والديمومة: كلما كان المربي متفائلاً كلما كان دافعه للاستمرار والديمومة على التربية أقوى، وكلما كان الأمل أقوى خلق حالة من الرغبة في الاستمرار والنجاح.

كلما كان المربي متفائلاً كلما كان دافعه للاستمرار والديمومة على التربية أقوى، وكلما كان الأمل أقوى خلق حالة من الرغبة في الاستمرار والنجاح

اذا كيف يفكر المربي بطريقة إيجابية؟

- استعن بالله ولا تعجز فالأمل مصدره الله ومنتهاه رضا الله.

- راجع أفكارك ومعتقداتك فأغلب التفكير السلبي ينبع منها.

- ممارسة التأمل والتفكر بين الحين والآخر.

- لاحظ كلماتك وألفاظك وحديثك مع الآخرين.

- لا تيأس فالفشل أن تستسلم لا أن تضعف  أو تتعثر فإذا سقطت أو تعثرت فقم مرة أخرى.

- خفف عن نفسك وهون الأمور لديك (وراجع الفكرة السابقة الكمال التربوي).

- راجع المحيطين بك .. فحتماً اليائسون يتسببون في عدوى الآخرين كما أن المتفائلين يعدون غيرهم.

- ممارسة الرياضة .. تفيد في تفريغ الطاقة السلبية وانبعاث الطاقة الإيجابية.

- عليك بالتوازن بين جوانب حياتك الشخصية والأسرية والوظيفية والاجتماعية والإيمانية والروحية وغيرها.

- فكر بواقعية .. ولا تستسلم للواقع واسع إلى تغيره إلى الأفضل.

- ابتسم وابتسم ثم ابتسم؛ فالبسمة من أهم أسباب التفكير الايجابي.

وفي النهاية النجاح فكرة قبل أن يكون واقعاً .. فلابد أن تبني النجاح بأفكارك قبل أن تسعى لتحقيقه وتنفيذه واقعياً أو عملياً .. وتفاءلوا بالخير تجدوه.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتب مصري ومستشار اجتماعي وإعلامي .. مهتم بمجال تربية الأبناء

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …