ثمانية مفاهيم خاطئة عن الزواج!

الرئيسية » بصائر تربوية » ثمانية مفاهيم خاطئة عن الزواج!
marriage17

صار الزواج فكرة ملحّة لكثير من الناس، ولكن مع الحرص عليه لا يحرص هؤلاء على الاستعداد له، وفهم شريك الحياة والإنسان نفسه بشكل صحيح واضح، وفي هذا المقال سنعرض لــثمانية مفاهيم ومعتقدات خاطئة عن الزواج والحياة الزوجية، بحيث يسهل التعامل والتفاهم بين الأزواج قبل وبعد الزواج، ويحدث التوافق والتقارب بإذن الله:

1- عدم إرساء القواعد ووضوح الرؤية:

من أكثر الأمور التي تسبب مشكلات في الزواج، وتؤدي إلى الطلاق، هي عدم وضوح الرؤية لكلا الطرفين أو أحدهما، وذلك فيما يتعلق بالطباع والعادات وأولويات كل من الطرفين، ومن الأمثلة اللطيفة والعملية لهذا الأمر، أذكر واحدًا:

في كتاب أحمد أمين "حياتي"، يقول فيه إنه كان يعاني من مشكلتين أساسيتين مع زوجته، إحدهما- أنه كان شديد الانطواء والاعتزال في مكتبه للقراءة والكتابة، وزوجته استنبطتْ من تصرفه ذاك أنه يكرهها، وقد أُجبر على الزواج منها، فما كان له إلا أن وضح لها الأمر، وأن هذا طبعه، وكانا قد اتفقا أن يتنازل قليلًا عن بعض عزلته؛ ليكون في صحبتها، وتتخلى هي عن بعض الصحبة في سبيل خُلوته مع نفسه.

أما المشكلة الثانية- فهي أن زوجته كانت كثيرة المشكلات مع الخدم، وكانت تطلب تدخّله لينصفها، ولما لم تَسِر الأمور كما أرادتْ، اتفق هو معها في النهاية أن تُسَيِّر هي الأمور بنفسها فتُحْضِر، وتَصرْف من تشاء، ولا تُشرِكه في الأمر.

بالمناسبة، قد قاما بحل تلك المشكلات بعد الزواج؛ لأنه في الزمن الماضي، العرف كان يقضي في كثير من الأحيان أن يتعرف الطرفان على بعضهما بعد الزواج، ونذكر هذا للرد على من يبرر المشكلات، أو عدم القدرة على التفاهم بعد الزواج، بأن التعارف لم يتيسر، أو لم يكن كافيًا قبل الزواج، والشاهد هنا أنه من أراد التفاهم وتطوير العلاقة مع الطرف الآخر سيفعل دون تردد، ولن يتحجج بقلة تعارف أو عدم حب أو غيره .

فإذن، بمعرفة طباع كل طرف، يتم وضع حد لأي نوع من التوقعات فيما يتعلق بالعادات أو الطبائع أو التصرفات، كذلك إرساء القواعد في التعامل مهم للغاية، وهو دليل على الاحترام والودّ بين الطرفين، فمن دلائل الحب احترام كل طرف لمشاعر صاحبه، ومحاولة التكيف مع عاداته، وإرساء القواعد مهم؛ ليعرف كل إنسان حده في التعامل، فلا يتجاوزه حتى لا يؤذي الطرف الآخر.

من دلائل الحب احترام كل طرف لمشاعر صاحبه، ومحاولة التكيف مع عاداته، وإرساء القواعد مهم ليعرف كل إنسان حده في التعامل

2- الحكم لا يكون من خلال المظهر الخارجي أو التفوق الشخصي:

فكثيرًا ما يحدث للأسف أن تُعجب البنات بالذات بمشايخ أو شباب يتكلمون في الدين -بالذات ردود الشباب على الآسك وخلافه-، ثم ينخدعن بحلو الكلام وينسينَ أن هذا لا يعكس بالضرورة جوهر الشخصية، فهناك فرق كبير بين أن يُحاضِر الإنسان في موضوع، أو يقترح حلًا ذكيًا وعمليًا لمشكلة، وبين أن يتعامل بذكاء حين يواجهه ذات الموقف الذي ينصح الناس حوله، فالمفتي المفوه، أو الطبيب المتقن، أو المدرس الناجح، ليس بالضرورة أن يكون زوجًا جيدًا ومتفهمًا.

ونضرب الإعجاب بالممثلين كمثل، فالإعجاب بهم غالبًا يكون إعجابًا بالدَّوْر الذي يلعبونه، لا بالشخص، والدليل أننا إذا اطلعنا على بعض الحقائق السيئة عنهم، أو حتى رأيناهم في دور مخالف، في الغالب ستتغير نظرتنا عنهم، ولن يستمر الميل الموجود داخلنا تجاههم.

ونفس الأمر ينطبق على من يُطَبِّق النصيحة، فمن ينصح بالصلاة أو الحجاب أو الإقلاع عن التدخين، ليس بالضرورة أن يقوم بتطبيق النصيحة ، فهناك المدرسون أو المفتون، وهؤلاء عليهم تقديم النصيحة، والفتوى الصحيحة بحكم عملهم، ودروهم في المجتمع، وهذا لا يعني ولا يعكس التزامهم الديني الشخصي بالضرورة.

3- المجاملة مهمة وليست نفاقًا:

نجد كثيرًا من الناس، يبرر ما هو فيه من المشكلات وسوء التفاهم في الحياة الزوجية بأنه صريح ويكره النفاق، فتجد البعض يقول كلامًا جارحًا لشريك حياته، ويُرجع هذا لصراحته وشفافيته، والإسلام لا يوافق مطلقاً على الإيذاء وجرح المشاعر بصفة عامة، فما بالكم بين الزوجين! لذا، فالمواربة، والمجاملة محبذان في الحياة الزوجية، ولا غضاضة عليهما، ودليل ذلك أنه من مواضع الكذب الحلال بين الزوجين، طالما كان للخير، ولم يكن فيه ضرر.

المواربة، والمجاملة محبذان في الحياة الزوجية، ولا غضاضة عليهما، ودليل ذلك أنه من مواضع الكذب الحلال بين الزوجين، طالما كان للخير، ولم يكن فيه ضرر

4- البحث عن السعادات المكتملة:

في أحد المقالات الأجنبية التي مرَّت عليّ، يقول الكاتب: "إننا كثيرًا حين نحلم أو نريد أمرًا ما، ننسى أننا حين نحصل على هذا الحُلم، في الغالب سنفقد بعضًا مما نملكه الآن، فمثلًا، المتزوجة ستفقد الكثير من وقت الفراغ بعد زواجها، والتي ترغب بالعمل، ستفقد كثيرًا من الوقت في سبيل الالتزام بالوظيفة، وهكذا... دائمًا هناك مقابل، وعلينا دفعه لا محالة، ولكن نحن من نختار دفعه أو لا".

5- عدم فهم ما وراء التصرف:

فهناك فرق بين انعدام وجود حوار بين الزوجين نتيجة سوء العلاقة أو تباعد الشخصين، وبين انخفاض الحوار اللفظي بينهما نتيجة طول العشرة، وفهم كل إنسان لطبع الآخر دون حاجة لكثير شرح وكلام، وهناك فرق بين ألا يهتم الإنسان بشريكه، وبين أن تكون طريقة تعبيره عن الاهتمام مختلفة، فهناك من يعبر بالكلام الطيب، أو بالهدايا، أو بتقديم المساعدة أو غير ذلك، ولا بأس أن يطالب الشخص شريك حياته بما يحب إذا أمكن، لكن في النهاية يجب تقبل طريقة من أمامنا؛ لأنها أحيانًا تكون طَبْعًا أكثر منها رغبة منه، والتغيير ليس سهلًا وقد يأخذ وقتًا .

6- الحب ليس معادلة رياضيات:

فمعايير نجاح الزواج تختلف من أزواج لآخرين، وتختلف على مدار السنين ودرجة الاحتياج، وما يحتاجه الإنسان في أول الزواج قد لا يحتاجه في آخره أو منتصفه، لذا، نجد أحيانًا أن الذين تزوجوا صغارًا، قد يقررون الانفصال لاحقًا رغم وجود الحب، لا لأن الأساس كان خاطئًا، أو أن الاختيار كان غير صائبٍ، ولكن لأن الظروف والاحتياجات والفكر قد تغيروا، فإذا لم تتغير ردود الفعل حسب تلك الأمور، قد يؤدي هذا الأمر إلى انهيار الزواج.

7- الاعتماد على تغير الشخص بعد الزواج:

ويعتبر هذا الأمر من الأخطاء الجسيمة، وأحد الأسباب المؤدية للطلاق؛ لأنها بشكل أو بآخر تعتمد على التوقعات، فقليل من الناس الذي يتغير من أجل نفسه، فما بالكم بتَغَيُّره من أجل آخر، حتى الوعود والأقسام لا يجب أن يعتمد الإنسان عليها، فكـــم من مُخْلِف للوعد ومُحَنِّث للــــقسم! لا بأس فـــي أن يــــأمل الإنســــان، ولكـــن عليه أن يبنــي قراره -في الزواج بالذات- على المعطيات لا على الآمال.

8- الإصرار على شخص بعينه:

فالكثير يستمرون في سؤال الله أن يرزقهم الزواج بفلان أو فلانة، ويستخيرون ويستشيرون ويتضح لهم عدم الخير في هؤلاء، ولكنهم يصرّون ويُلِحُّون في الدعاء، ويقول البعض: "إن لم يكن في فلان الخير، فيا رب اجعل فيه الخير"، فالأفضل أثناء الاستخارة في أي أمر، أن نسأل الله الخير بصفة عامة، ولا نحدد أسماء أشخاص أو أشياء، كذلك يجب الاستجابة للرسائل الربانية، والعلامات التي يهيئها الله لنا.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …