عقدت في معهد الدوحة للدراسات العليا أمس الأحد ندوة نظمها "شباب قطر ضد الطبيع" مؤكدين فيها على ضرورة تشكيل جماعات ضغط شعبية للوقوف بوجه كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في قطر وباقي الدول الخليجية، و اعتبر المشاركون أن الأزمة الخليجية الراهنة ساهمت بشكل كبير في زيادة سياسة التطبيع مع "إسرائيل" بشكل غير مسبوق.
وأكد المشاركون على ضرورة نشر الوعي المجتمعي والتركيز على قضية التطبيع وعدم الانجرار وراء محاولات إحلال أعداء آخرين بدلاً من العدو الإسرائيلي في المنطقة؛ معتبرين أن كل محاولات إيجاد العدو البديل عن الاحتلال الإسرائيلي باءت بالفشل بسبب ضمير الأمة العربية الذي ما زال يرفض كل محاولات التطبيع من حكوماته.
الناشط والعضو في مجموعة "شباب قطر ضد التطبيع" هاني الخراز قال في مداخلته إن الخطوات التي قام بها المجتمع القطري طيلة العقود الماضية رفضا لمحاولات التطبيع، معتبرا أن المظاهرات التي خرجت في قطر ضد العدوان الثلاثي على مصر في 1956 والمظاهرات التي أعقبت نكسة 1967 للمطالبة بالوقوف في وجه "إسرائيل" بالإضافة إلى تأسيس لجنة قطر لدعم الانتفاضة الفلسطينية عام 1988 التي كانت تضم شرائح عدة من المجتمع، وأخيرا مجموعة شباب قطر ضد التطبيع تدل جميعها على أن المجتمع القطري رافض لأي محاولة للتطبيع.
أما الأستاذ في القانون الدستوري بجامعة قطر، حسن عبد الرحيم السيد، فطالب المجتمعات بعدم الارتكاز على الحكومات في مقاومة التطبيع باعتبارها واجباً شعبياً على كل عربي، مشدداً على أن العمل الجماعي ضد التطبيع هو الذي سيجبر الحكومات على أن ترفض هذا التطبيع إرضاء لشعوبها.
من جانبها أكدت الناشطة القطرية العضوة بمجموعة "شباب قطر ضد التطبيع"، إسراء المفتاح، أن ثمة محاولات متزايدة لتصوير وجود خطر أكبر من "إسرائيل" على المنطقة، تروجها بعض الأنظمة ومثقفوها ووسائل إعلامها مع الحديث عن كل شأن فلسطيني.
الناشطة القطرية دعت كل المثقفين والصحفيين ووسائل الإعلام إلى تذكير الناس بخطورة التطبيع على القضية الفلسطينية، وتأثيره المباشر على الشعب المرابط في القدس وغزة.
ولفتت الانتباه إلى نجاح العديد من حملات مقاطعة الشركات المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي في السابق؛ مما يدل على أن الشارع العربي ما زال حياً رافضاً للتطبيع.