كشفت المقاومة الفلسطينية عن مقطع فيديو يظهر استهداف حافلة صهيونية من خلال صاروخ موجه أمس الإثنين؛ هذا المقطع حظي على مشاهدات خيالية، وفاجأ الصديق والعدو، فهو يبرهن أن الحصار المطبق على قطاع غزة لم يفت في عضد المقاومة بل زاد ضرباتها ثباتاً وإيلاماً.
مقطع الفيديو أثار الخوف في نفوس الصهاينة، وبات حديثهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث أجمعوا على أن : "مصير الجنود كان معلقًا بيد المقاومة وبيد مطلق الصاروخ الذي لو اختار ضرب الحافلة وهي مليئة لقتل العشرات"!
واعتبر آخرون أن المقاومة الفلسطينية غير معنية باندلاع حرب شاملة لأنها لو استهدفت الحافلة وهي مكتظة أو الجنود المنتشرين قرب المركبات لاندلعت الحرب دون شك" بحسب تعبيرهم.
عدد من المحللين والإعلاميين الإسرائيليين كشفوا اليوم الثلاثاء، عن تأثير المفاجأة عليهم جرّاء اكتشاف مسلحين فلسطينيين مساء الأحد، لقوة إسرائيلية خاصة أثناء تسللها إلى داخل القطاع، فيما أعربوا عن صدمتهم من استخدام الفلسطينيين لصاروخ مضاد للدبابات في تدمير حافلة تقل جنود.
بيد أن المفاجأة الثالثة بالنسبة لهم، كانت إطلاق صواريخ فلسطينية على مناطق "إسرائيلية" غير محمية بمنظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ مثل عسقلان، شمال قطاع غزة.
أشار المحلل العسكري في القناة الإسرائيلية العاشرة، ألون بن دافيد، أشار إلى "خطورة" الحادثة فالمفاجأة الأولى من قبل حركة "حماس" كانت الكشف عن الوحدة الخاصة الإسرائيلية التي توغلت في قطاع غزة مساء الأحد.
وقال بهذا الخصوص: "لقد تمكنوا (الفلسطينيون) من كشف العملية الخاصة التي قام بها الجيش الاسرائيلي، وللأسف قتل ضابط رفيع وأُصيب آخر".
أمّا فيما يتعلق باستهداف الحافلة، أفاد بن دافيد: "فقط قبل دقيقتين من إطلاق الصاروخ قام سائق الحافلة بتفريغها من الجنود الذين كانوا على متنها".
تعليقًا على ذلك كتب المحلل العسكري في "يديعوت احرونوت"، رون بن يشاي "إن إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على الحافلة، هو كسر للقواعد ويثبت أن الردع الإسرائيلي قد ضاع، وبدونه لا توجد فرصة للوصول إلى نتيجة نهائية".
وقال: يبدو أننا فقط في بداية جولة عنيفة أخرى في قطاع غزة، لقد أعدّت حماس لهذه الجولة وافتتحتها بحادث خطير لم نر مثيلًا له منذ سنوات: إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على حافلة مدنية وهو عمل خطير"، على حد تعبير بن يشاي.
واعتبر المحلل العسكري أن "إطلاق الصاروخ المضاد للدبابات، يشير إلى أن قوة الردع لدى الجيش الإسرائيلي ضد حماس وحركة الجهاد الإسلامي، قد انتهت".
وأدى القصف الإسرائيلي المتواصل لأهداف مدنية ومواقع للمقاومة منذ عصر أمس لاستشهاد سبعة مواطنين وإصابة 25 آخرين، وتدمير ست بنايات مدنية منها فضائية الأقصى، فيما أعلن الاحتلال عن مقتل ثلاث صهاينة وإصابة العشرات بقصف المقاومة مستوطنات إسرائيلية بأكثر من 400 صاروخ وقذيفة.
رسائل نارية للمقاومة:
قول المقاومة جاء بعد الفعل كما كل مرة؛ فعبر حسابه على تويتر هدد أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بتوسيع دائرة النار "إذا كان قرار العدو هو التمادي في العدوان".
وأوضح أبو عبيدة في تغريدة مقتضبة عبر حسابه في "تويتر" مساء الإثنين أن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في حالة تشاور جدي لتوسيع دائرة النار.
وأضاف "عسقلان البداية ونحو مليون صهيوني سيكونون بانتظار الدخول في دائرة صواريخنا".
وفي تعليقه على إصابة عدد من الإسرائيليين جراء سقوط صواريخ مباشرة في عسقلان. قال أبو عبيدة في تغريدة ثانية: "رسالة المقاومة.. ما حصل في عسقلان تتحمله قيادة العدو، وهو تحذير بأن القادم أعظم في حال استمر العدوان، ضرباتٌ لم تعرفوها من قبل."
من جهته أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال مساء اليوم الثلاثاء أن القبة الحديدية اعترضت 100 صاروخ من أصل 460 صاروخا أطلقت من قطاع غزة خلال اليومين الماضيين.
إتفاق وقف إطلاق النار .. هل ينهي رعب الاحتلال؟
الاحتلال دفع ثمن حماقته في خرق الهدنة، ثلاث قتلى وعشرات المصابين بصواريخ المقاومة، والكثير من التحليلات التي تعصف بكيانه وعقوله الاستخباراتية التي عجزت عن تحرير أسراه أو القضاء على المقاومة المسلحة رغم كل محاولات الإبادة بحق الانسان الفلسطيني والتي خرقت فيها كل القوانين الدولية بلا جدوى، فالصواريخ والمقاومة والإنسان والطبيعة وكل شيء لا يزال يقاوم في غزة.
نعم أعلنت الأذرع المسلحة للفصائل الفلسطينية المسلحة، في قطاع غزة، مساء الثلاثاء، عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكدة أنها ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به العدو الصهيوني، فهل سينهي هذا الإعلان رعب الاحتلال الذي عاش معظم أبطاله في الملاجئ؟ أم أنه سيفتح باب الخوف من مجهول كشفت عن بعضه المقاومة؟