ماضون في تحقيق أهدافنا ومتمسكون بخيار المقاومة حتى تحرير كل فلسطين.
الملاحقات والاعتقالات لن تكسر إرادة حماس في مشوارها الجهادي، وجاهزون لأي انتخابات جديدة.
فلسطين قضية المسلمين الأولى والتطبيع مع الاحتلال "مرفوض" وسنبقى خط الدفاع الأول عن أمتنا.
واحد وثلاثون عاماً ومازالت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” التي تحتفل بانطلاقتها تتصدى لكل كل المؤامرات التي تحاك من القريب والبعيد ضد القضية الفلسطينية والمقاومة على وجه الخصوص، ففي مثل هذا اليوم تكون حركة حماس قد قطعت في مسيرة عمرها الحادية والثلاثين عامًا، المليئة بالعطاء، مسيرة قدمت فيها كل غالٍ ونفيس من دماء ومال وجهد، في سعيها لتحقيق طموحات شعبنا في الاستقلال والحرية.
وخلال مسيرتها، واجهت الحركة تحديات هائلة ومحاولات مكثفة لقمعها ومحاصرتها وكسر إرادتها وصمودها وإعاقة تطورها في كل المجالات، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، ونجحت الحركة في بناء ذاتها، وتطوير قدراتها بل وقفت سدًا منيعًا أمام المخططات الصهيونية ومشاريعه التصفوية بكل قوة.
حول انطلاقة حماس ومسيرتها وأبرز التحديات التي واجهتها وواقعها كان لموقع "بصائر" هذا الحوار مع القيادي في الحركة بالضفة الغربية الشيخ حسن يوسف:
بصائر: واحد وثلاثون عاماً مضت على مسيرة حركة حماس منذ انطلاقتها، كيف تصفون هذه المسيرة وأبرز التحديات التي واجهتها؟
حسن يوسف: واحد وثلاثون عاماً مضت من مسيرة الحركة ومازالت ملاحقة ومطاردة من قبل الاحتلال والتنسيق الأمني للأسف مع السلطة زاد الأمر تعقيدا، لكن هذه الحركة في كل يوم تصوب نفسها وتتقدم أكثر من أي وقت وتزيد شعبيتها على مستوى الشارعين الفلسطيني والعربي، ورغم كل ما أصيبت به حماس من اغتيالات واعتقالات وملاحقة بكل الوسائل التي تستخدم ضدها من جميع الأطراف، إلا انها مازالت تقدم الشهداء والجرحى والأسرى وتتقدم بأبنائها الصفوف، والأيام الماضية مؤشر على ما تقوم به الحركة من إنجازات على كل الأصعدة، ولا أحد يستطيع كسر إرادتها بإذن الله.
بصائر: لا شك أن غياب الشخصيات المؤسسة لأي حركة أو مؤسسة له تأثير كبير على مسيرتها ونهجها، وبالتالي كيف كان تأثير ذلك على حماس خاصة وأنها قدمت الصف الأول من قيادتها بين شهيد وأسير في سجون الاحتلال؟
حسن يوسف: لا شك أن غياب الشخصيات له دور مؤثر وكبير على الساحة الفلسطينية وله تداعيات ملموسة وواضحة على الواقع الفلسطيني كله، ونحن في حماس تألمنا كثيرا لغياب شخصيات مؤثرة وفاعلة ولها قامة كبيرة على مستوى الساحة الفلسطينية والحركة، ولكن الحركة مرتبطة بمشروع وفكرة ولها استراتيجيات واضحة وكبيرة، وبالتالي الأجيال تحمل الراية وتسلم بعضها البعض وهناك نماذج معطاة كبيرة في هذا الجانب، وهؤلاء الشباب الذين يتقدمون الصفوف ويقدمون أرواحهم هذه الأيام وخلال السنوات الماضية لم يكونوا موجودين حينما تأسست وانطلقت، لكنهم قاموا بدور كبير جدا شرفوا به أمتنا وشعبنا وكل الأحرار في العالم، وقاموا بالعديد من الإبداعات كمسيرات العودة وغيرها من الإنجازات، وهذه الإبداعات التي تقوم بها حركة حماس هذه الأيام هي من شباب لم يكونوا موجودين عندما أسست حماس، وبالتالي هناك رؤى واستراتيجيات واضحة تنتقل من جيل إلى آخر، ولذلك لا تتأثر حماس بغياب أي قامات أو شخصيات لها دور فاعل.
بصائر: حماس عمرها قصير مقارنة مع الأحزاب والفصائل الأخرى لكنها استطاعت أن تجمع الشعب والشارع الفلسطيني حولها، كيف نجحت في تحقيق ذلك؟
حسن يوسف: حركة حماس هي ليست حركة جديدة على المشروع الوطني وبالتالي قبل أن تقوم حماس كنا دائماً في ظهر شعبنا الفلسطيني ونشاركه في الصغيرة والكبيرة والمناسبات والفعاليات وما زلنا جنبا إلى جنب مع شعبنا ولذلك حينما انطلقت قبل 31 عاما كان هناك الالتفاف الشعبي وما زلنا نقف إلى جانبه ولم نخذله ونقدم مانستطع تقديمه من عون ودماء وأرواح وشهداء، وشعبنا الفلسطيني والأحرار في كل العالم يرقبون الواقع الفلسطيني وعطاء حماس وما تقدمه وبالتالي مازال التأييد والالتفاف يتعاظم يوما بعد يوم.
بصائر: كيف تقيم تجربة الحكم والانتخابات التي خاضتها حماس قبل اثني عشر عاماً، وهل مستعدة الحركة لخوض التجربة من جديد خاصة وأنها واجهت العديد من العراقيل والصعوبات؟
حسن يوسف: نحن حركة شعبية فلسطينية جماهيرية لنا قواعدنا ومؤيدونا وأنصارنا موجودون على الساحة الفلسطينية، ولم نتقدم في المرحلة الأولى إلا استجابة لضغوطات الشارع الفلسطيني علينا لتغيير الواقع السياسي الفلسطيني وحماية المشروع الوطني والنسيج الاجتماعي وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، واليوم وفي الشارع الفلسطيني بالضفة والقطاع هناك تأييد شعبي واسع لهذه الحركة رغم كل القيود المفروضة عليها والملاحقات والاعتقالات وبالتالي جاهزون لأي انتخابات في أي وقت وحين رغم كل القيود والملاحقات والاعتقالات التي نتعرض لها.
بصائر: لكن البعض يقول أن حماس بعد دخولها الانتخابات والحكم قد تخلت عن بعض من مبادئها خاصة في قضية قبولها في الـ 67 أو قضية انفتاحها على العالم، كيف تردون؟
حسن يوسف: القبول بحدود الدولة الفلسطينية على حدود ال 67 كان من خلال توافق فلسطيني ونحن لانريد أن نقف عائقاً أمام الأهداف القريبة للمجموع الفلسطيني ولذلك من أهدافنا القريبة أن تقوم دولة فلسطينية على حدود عام 1967 على أن لا ننسى أرضنا وترابنا التاريخي في كامل أرضنا الفلسطينية ولا يمكن أن نكون عائقا في سبيل تحقيق ذلك، وبالتالي هذه الفكرة تمهد الطريق نحو الأهداف البعيدة التي تسعى لتحقيقها حماس وكل فصائل العمل الوطني والإسلامي وهي إقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس على كامل التراب الفلسطيني.
بصائر: كيف تصفون واقع حماس في الضفة الغربية خاصة وأنها تتعرض للاستئصال وأبناءها للاعتقالات والملاحقة من قبل السلطة والاحتلال معا؟ وهل هناك من مخرج من هذا الواقع؟
حسن يوسف: ما يجري في الضفة يؤلمنا خاصة وأن جزءاً من شعبنا الأصيل يلاحقنا ويعتقل المجاهدين ويزج بهم في السجون وينسق مع العدو الصهيوني لملاحقة نشاطاتنا ومجاهدينا ومقاومينا، وهذا الأمر يؤلمنا ونرفضه بشكل قاطع، ورغم أن المجلس المركزي طالب أكثر من مرة بالتخلي عن التنسيق الأمني إلا أن الأمر ما زال حبراً على ورق، ولم ينفذ أي شي، سوى مجرد شعارات زائفة، وبالتالي رغم هذا النزيف والمعوقات التي تصيب شعبنا وحركة حماس على وجه الخصوص، إلا اننا ماضون في طريقنا ولن تؤثر علينا أي ملاحقات أو اعتقالات، ولا يمكن أن يكسروا إرادة حماس في مواصلة مشوارها الجهادي؛ لأن حماس حركة كبيرة ولها شعبيتها في الشارع وبالتالي لن تنكسر مهما فعلوا.
بصائر: هناك سباق عربي للتطبيع مع الاحتلال لاسيما في ظل جرائمه المتواصلة ضد شعبنا الفلسطيني، كيف تنظرون في حماس لهذا الأمر وما مدى تأثيره على علاقتكم مع هذه الدول؟
حسن يوسف: هذا التطبيع ليس في صالح القضية الفلسطينية وقوى المقاومة ويشرعن للاحتلال ارتكاب المزيد من الجرائم والتغول ضد شعبنا ومقدساته وحقوقه، ويشكل ضغطاً كبيراً على السلطة لتقديم كل شيء في سبيل محاولة إنجاح ما يسمى بعملية التسوية، وبالتالي الدول التي تطبع مع العدو تعينه على تضييع القضية الفلسطينية وشطبها وهذا الأمر له تداعيات خطيرة على الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية في أرضه ووطنه، وعلى وحدة وتماسك الأمة وشعوبها المناهضة لهذه السياسات غير المنسجمة مع المزاج العام لشعوب الأمة العربية والإسلامية.
نحن في حماس لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة كانت؛ لأن العديد من هذه الدول لها موقف سلبي مع الحركة، لكن علينا التفريق بين النظام الرسمي والشعوب العربية، فنحن في قلوب هذه الشعوب وهناك الأصوات التي تفخر بمسيراتنا ومقاومتنا وتقف معنا جنباً إلى جنب بغض النظر عن موقف حكوماتها السلبي ولو معنويا. وبالتالي نحن في حماس نؤكد على أن التطبيع لا يجوز ومن المحظورات الوطنية والعربية، ولا يجوز أن يكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوقنا خاصة وأنها قضية العرب الأولى والمسلمين وفيها الأقصى والمقدسات وقبلة المسلمين الأولى وإرث الأمة، ومن حقنا على أمتنا أن لا تقدم أي تنازلات للاحتلال ولا أي شكل من أشكال التطبيع خاصة أننا ندافع عنها وفي الخندق الأول للدفاع عن مجدها وحقوقها وتاريخها.
بصائر: ماذا يمثل قرار الأمم المتحدة الأخير فيما يتعلق بعدم إدانة حركة حماس ومقاومتها للاحتلال، وكيف يمكن استثمار هذا المواقف من قبل الحركة في تفعيل كل أشكال المقاومة؟
حسن يوسف: هذا القرار الأممي رد على الخطوات الأمريكية والإسرائيلية من أجل إدانة الحركة وهو انحياز لشعبنا الفلسطيني ورافعة كبيرة للمقاومة الفلسطينية بشكل عام والحركة بوجه خاص، وبالتالي نتوجه بالشكر لكل الدول العربية والإسلامية والحرة في هذا العالم التي وقفت إلى جانب حق شعبنا في المقاومة والدفاع عن نفسه، والقانون الدولي والأمم المتحدة والذي وقعت عليه كل الدول تحت مظلتها يؤكد أنه من حق شعبنا أن يدافع عن حقوقه بكل الوسائل المتاحة وبالتالي هذا انتصار لشعبنا.
بصائر: كلمة توجهها حركة حماس في ذكرى انطلاقتها للشعب الفلسطيني خاصة والعالم العربي والإسلامي عامة؟
حسن يوسف: نؤكد لشعبنا وأمتنا العربية والإسلامية ولكل الأحرار أننا ماضون في تحقيق أهدافنا التي انطلقنا من أجلها وهي تحرير كل فلسطين ومتمسكون بخياراتنا في المقاومة وحق شعبنا في الدفاع عن نفسه والعودة وتحرير الأسرى، لن نفرط في ذرة تراب من أرض فلسطين ولن نتراجع عن مقاومة الاحتلال مهما كان الثمن، ونقول لكل شعوبنا العربية: حماس التي مازالت تقدم الشهداء والأسرى والأشلاء والقادة قبل الجند، هي أكثر شدة صلابة بإذن الله.