خمس طرق لتنمية مهارات التفكير عند الأطفال

الرئيسية » بصائر تربوية » خمس طرق لتنمية مهارات التفكير عند الأطفال
child18

يهتم الآباء بزيادة معارف أولادهم، وزيادة تحصيلهم الدراسي، لكن في عالم اليوم، وفي ظلّ تحديات العولمة والعمل العابر للقارات، وزيادة صعوبات الحياة، لا يكفي لنجاح أولادنا تسلّحهم بالمعرفة فقط، بل لابدّ من تعليمهم مهارات التفكير التي تساعدهم في اتخاذ القرار الأنسب وحل المشاكل التي تظهر يوميًا، ولتعليم أولادنا مهارات التفكير، إليكم خمس طرق مفيدة لذلك:

1. الحوار: إن الحوار يؤدي إلى زيادة كمية ونوعية الأفكار التي يمتلكها الطفل، ويزيد وعيه بهذه الأفكار وتقييمها، وأهم طرق الحوار هي طرح الأسئلة الصحيحة التي تحفز التفكير، مثل: هل أعجبك الأمر الفلاني، ولماذا أعجبك؟ وكذلك طرح أسئلة المقارنة مثل سؤالنا: ما أوجه التشابه والاختلاف بين الإنسان والشجرة؟ وكذلك أسئلة الاستفسار مثل: لماذا لا نستطيع الطيران؟

2. اللعب: هو أكثر من مجرد متعة، هو بالنسبة للأطفال وسيلة تعليمية، يتعرض الطفل من خلال اللعب للكثير من المواد، والكثير من المواقف والمعارف، مما يزيد الروابط داخل دماغه، ويزيد عنده حب البحث والاستكشاف، وكذلك فإن اللعب الإيهامي أو التمثيلي يزيد عند الطفل دقة الملاحظة، ويعرّفه كيف يتصرف في المواقف المختلفة، وليس ذلك فحسب، بل يرى العالِم "كارت" أن اللعب يساعد على نمو الأعضاء -لاسيما المخ والجهاز العصبي-؛ لأن الألياف العصبية تكون غير مكسوة بالأغشية الدهنية، وبما أن اللعب يحتاج إلى حركات تحفز المراكز العصبية، فإن ذلك يثير المراكز العصبية إثارة تؤدي إلى تكون الأغشية الدهنية.

يتعرض الطفل من خلال اللعب للكثير من المواد، والكثير من المواقف والمعارف، مما يزيد الروابط داخل دماغه، ويزيد عنده حب البحث والاستكشاف

3. القصة: لا أحد منا لا يعرف أهمية القصة في التربية، لكن لكي تكون القصة ذات فعالية في تنمية التفكير، يجب أن تكون مناسبة لعمر الطفل ومستواه المعرفي، يستعجل بعض الآباء في إحضار قصص لأولادهم أكبر من عمرهم، وذلك لا يفيد، هذا إن لم يضر، للأعمار الصغيرة قبل ست سنوات، يجب أن تدور أحداث القصة حول الأشياء التي توجد في بيئة الطفل، وكذلك أن تكون أحداثها سريعة، وهذا يكفي، أما للأعمار الأكبر يمكن أن نلعب معهم لعبة اختر نهاية مختلفة للقصة، أو بدّل الكلمات، بحيث يستخرج من القاموس أو من ذاكرته كلمات جديدة تحمل نفس المعنى لبعض الكلمات التي في القصة، ويمكن أن يختار كلمة من القصة ويبحث عن معلومات حولها بشكل موسّع.

4. الرسم: يستخدم علماء النفس الرسم لقياس ذكاء الأطفال، إن التفاصيل التي يضيفها الطفل على الرسومات تدل على دقة ملاحظته للتفاصيل في الحياة الواقعية، كما أن رسوماته تدل على موقفه من الحياة، ورؤيته لنفسه وللآخرين، إن ممارسة الرسم يزيد عند الطفل مهارة التحليل والتدقيق، الوعي بالعلاقات، استغلال الفراغات، ابتكار أشكال جديدة غير موجودة في الواقع، وكلما ازداد نضج الطفل تزداد قدرته على إدراك النسب بين الأشياء.

ممارسة الرسم يزيد عند الطفل مهارة التحليل والتدقيق، الوعي بالعلاقات، استغلال الفراغات، ابتكار أشكال جديدة غير موجودة في الواقع

5. مهارة حل المشكلات: يستعجل الأهل عادة في حل المشكلات التي تعترض أولادهم، وهذا يضرّ الأطفال، يجب أن تقاوموا رغبتكم في طرح الحل على أولادكم، وتتركوا لهم الفرصة كي يفكروا ويجدوا حلولهم الخاصة بهم، وفي كثير من الأحيان، ستتفاجؤون بقدرتهم على ابتكار حلول لم تخطر في بالكم، حوّلوا كل شيء حولكم إلى ألغاز، إذا استفسر عن شيء فلا تعطوه الإجابة فورًا، بل اطرحوا عليه بعض الأسئلة أو التلميحات، مثلًا، لو سألكم: إلى أين سنذهب اليوم؟ قولوا له سنذهب إلى مكان فيه بحيرة صغيرة، يحتاج منا نصف ساعة كي نصل إليه... وهكذا، حتى يجد الجواب بنفسه.

هذه الأمور كلها تساهم في تنمية مهارات التفكير عند الأطفال، وتزيد بالتالي ثقتهم بأنفسهم، وتقلل مشاعر الإحباط عندهم.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
صيدلانية، ومستشارة أسرية، صدر لها عام 2016 كتابين للأطفال، وكتاب للكبار بعنوان "تنفس". كتبت الكثير من المقالات التربوية والفكرية والاجتماعية على بعض المواقع والمجلات، و قدمت العديد من الدورات التطويرية والتربوية.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …