لا أعلم إن كان من الصحيح التجرؤ و الحديث عن الآباء وعلاقتهم بالأبناء، وقد جرت الكثير من الدراسات حول هذا الموضوع، ولكن إن تكلمنا عما يدور في محيطنا مثلاً من واقع تجربة حياة من جيل يواكب الحدث ويعاصر المرحلة، فبعض الأباء تاريخ متسلسل الأحداث، كلما تجمع الأبناء تحادثوا وتناقشوا وأخرجوا ما في جعبتهم من ذكريات طفولة عاشوها مع هؤلاء الآباء، فقد تكون كل تلك الثرثرات من البعض حزينة مؤلمة، وآخرون مضحكة ممتعة، وغيرهما خليط بين الاثنين، وقد تكون أحاديث عزة وفخار أو ثرثرات، ليس إلا من باب الضجر والغضب والتعليق على أحسن الظروف وأسوئها في مضمار ما فعله ويفعله الآباء، وما آلت إليه حالات البعض من نجاح أو فشل بسبب هؤلاء الآباء.
هل من المفروض كما في العرف والعادة أن التربية تقع على عاتق الآباء باعتبارهم الأكبر سناً دائماً؟ وهنا لا أخص بتحديد كلمة "آباء" الرجال تحديداً فهي كلمة جامعة للجنسين، بمعنى أن كل ما يطلبوه أو يفرضوه أو يفعلوه هو مقبول ومسلم به أم أن من واجب الآباء على الأبناء التروي والحكمة عند اتخاذ القرارات وإن كان بعضها خاطئة؟
وهل يقع على عاتق الأبناء التعديل والتعاون في التوجيه الصحيح والخروج من نصاب الأحداث العائلية بمجهود مشترك؟ أم التسليم لكل شيء دون النقاش والتصحيح أمراً وليس فضلاً.
هناك بعض الزوجات تظهر بدور الزوجة المطيعة أو الخائفة أو التي تعتبر أن كلمة الزوج نافذة ولا يحق لها الاعتراض على تربية الأب للأبناء في حين أنها ترتكب جرما في حق أبنائها.
بعض الأباء يستغل الدين في التحكم بأبنائه ويهددهم بالغضب عليهم في أبسط الأمور وأجلها، ولا أعرف حكم الدين في أمر كهذا، ولكن الغضب الذي يتحدث عنه ديننا ليس بالأمر الهين.
يبقى الاعتراف واجبا بأنه على كل أسرة أن تربي أولادها وفق رؤية على بن أبي طالب الذي قال: "ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم".