ينصح علماء بريطانيون الآباء الذين يشعرون بأن أطفالهم يعانون من القلق بالابتعاد عن استعراض المشاكل التي يعانون منها أمام الأطفال وضرورة تغيير نمط حياتهم.
وأضافت الدراسة بأن الأطفال حساسون جداً، وأن قلق الآباء المتزايد وحالتهم العصبية تؤثر بلا شك على تطور الأطفال، وأن الآباء قد "يعدون" أطفالهم بهذا الشعور.
الدكتور عمار التميمي أخصائي الصحة النفسية قال إن الشعور بالقلق هو أمر شائع بين جميع البشر، ولا يفرق بين طفل وامرأة ومسن؛ لأنه أمر فطري غريزي موجود في جبلة كل إنسان وهو ليس سلبي دائماً.
وأضاف التميمي في حديث خاص لبصائر: ربما يكون قلقاً إيجابياً يحفزنا على العمل والأداء والعبادات، لكن بنفس الوقت ممكن هذا يكون مرضياً أيضاً.
ويشير التميمي بأن القلق يعتبر أمراً شائعاً ومنتشراً لدى الأطفال، وهو مرتبط بعدة أسباب منها الجانب المتعلق بالجينات وهو ما يرثه الطفل عن أبيه، وكذلك الجانب البيئي المرتبط بعملية التربية والتنشئة، وقال: "صحيح أن الطفل يولد صفحة بيضاء والأهل ينشئون عليها ما يريدون، ولكن الطفل يرث الصفات النفسية لأبويه كما يرث الصفات الجسدية".
ويؤكد التميمي أن نمط التربية المستخدم هو الذي يؤثر في شخصية الطفل، فهو الذي يجعل هذا الطفل قلقاً وهذا الطفل واثقاً.
وعن أبرز ما يثير قلق أطفالنا يقول التميمي إنها تتخلص في الحماية الزائدة من قبل الوالدين، وفرض قيود أو ضوابط كثيرة وممنوعات خوفاً عليه من السقوط أو على صحته، وهي تجعل الطفل يعيش ضمن إطار محدد ويسبب له القلق لعدم تجاوز هذه الحدود، فإذا بادر بتجاوز هذه الحدود يصيبه القلق وإذا امتنع يصبح حائراً متردداً.
وأشار التميمي إلى أن الدلال الزائد هو أحد مسببات القلق، فإذا اعتاد الطفل على تلبيه جميع طلباته من الأهل وكلمة لا غير موجودة في حياته يقلق إذا خرج عن إطار والديه للمدرسة مثلاً ويتعرض لمواقف لم تلبى أو تشبع فيها حاجاته، الأمر الذي يجعل منه عرضة للقلق والتوتر.
ويلمح التميمي إلى أن الأسرة المعنفة تزيد من توتر وقلق الأطفال، وذلك بسبب كثرة تعرضهم للضرب والنقد، كما أن توقعات الأهل المبالغ فيها عن أداء الطفل خلال الصفوف الأولى من عمر الطفل وطلبهم منه أن يحصل على أعلى الدرجات والتفوق يجعل من الطفل شخصية قلقة كونه يسعى دائماً أن لا يخطئ لكي يصل إلى هذه المعايير.
ويرشد التميمي الآباء والأمهات بالقول إن اللعب يعتبر أحد أسرار النمو النفسي والانفعالي السوي للطفل، فمشاركة الطفل في اللعب وإعطائه الفرصة للتعبير عن نفسه لاكتشاف ينمي جوانب كثيرة لديه منها القدرة على الخيال والقدرة على الإدراك والاستبصار وإدراك التفاصيل، وهي ما تجعل الطفل أقل قلقاً.