فقه السيرة النبوية

الرئيسية » كتاب ومؤلف » فقه السيرة النبوية
IMG_20180217_0003

يتناول الكتاب السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة. ولأنه (فقه) لا مجرد (سرد) للسيرة النبوية، فيبدأ بمقدمات تفصيلية عن أهمية السيرة في فهم الإسلام، وكيف تطورت دراستها وكيف يجب أن نفهمها، ثم المنهج العلمي في رواية السيرة النبوية.

بعد ذلك يبدأ سرد السيرة النبوية على مراحل تاريخية من ميلاده حتى وفاته صلى الله عليه وسلم. ويختم بموجز جامع لتاريخ كل خلافة من الخلافات الراشدة، ويتحدث عن أهم الأحداث التي جرت في عهد كل خليفة، ويعقب عليها خاصة حين تتعلق بفتنة أوشبهة.

وجدير بالذكر أن الكتاب نتاج سلسلة دروس كان الشيخ يلقيها في مسجد الإيمان بدمشق، وهي متاحة على الإنترنت مسموعة ومرئية تحت نفس العنوان (فقه السيرة النبوية).

أقسام الكتاب:

1. القسم الأول: مقدمات
2. القسم الثاني: من الميلاد إلى البعثة
3. القسم الثالث: من البعثة إلى الهجرة مراحل الدعوة الإسلامية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
4. القسم الرابع: أسس المجتمع الجديد
5. القسم الخامس: مرحلة الحرب الدفاعية
6. القسم السادس: الفتح: مقدماته ونتائجه مرحلة جديدة من الدعوة
7. خاتمة في بعض صفاته صلى الله عليه وسلم وفضل زيارة مسجده وقبره
8. خلاصة عن تاريخ الخلافة الراشدة

وقفات مختارة من الكتاب:

1) الأديان السماوية الثلاثة

من التعقيبات المهمة التي يتعرض لها المصنف بالشرح في قسم المقدمات: "لا توجد ثلاثة أديان سماوية". وفيه يفصل وهم العبارة السائدة والمتناقلة بين المسلمين كما غيرهم على السواء، وظاهرها يبدو بريئاً وداعياً للإخاء في حين أن باطنها هدام للعقيدة وغاياتها تمييع الفروق التي على أساسها يكون فرقان الكفر والإيمان.

فالعقيدة واحدة والدين واحد، وهو الدين الخالص لله. ولا توجد أو يمكن أن توجد أديان سماوية متعددة والله تعالى واحد لا شريك له. وإنما تعددت الشرائع –لا العقيدة– بحسب كل قوم عبر التاريخ، ونسخ كل جديد منها سابقه (لا أنها تضاف تراكميا لبعضها فتتعدد!)، إلى أن استقرت الشريعة السماوية الأخيرة التي قضت حكمة الله أن يكون مبلغها خاتم الأنبياء والمرسلين، وتكون عامة شاملة جميع الخلق إلى يوم الدين.

2) فتنة الخلافة العثمانية والعلوية

ومن أحسن ما طالعت في تناول وقائع الفتنة في عهد الخليفتين عثمان وعلي رضي الله عنهما، ما ذكره المصنف في موجزه. ومعلوم أن كثيرا من الكتاب والمؤرخين –القدماء والمحدثين– خاضوا في تلك الحقبة الأليمة في تاريخ المسلمين، بل وسولت لهم أنفسهم في معظمهم أن يعيثوا فيها فسادا، بل ويحملوا على فرقة ضد الأخرى، فيتعاطفون مع طائفة، ويوغرون الصدور على الأخرى، ناسين أو متناسين أن من يتحدثون عنهم هم صحبة خير الخلق الذين اصطفاهم الله لصحبة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام. وكان نتاج ذلك حقبة شوهاء في تاريخ المسلمين، ومنطقة خطر لا يقدم على الحديث فيها أحد فيصيب، إلا من رحم ربي.

وأعفن الثمار التي أثمرتها مثل تلك الكتب المفسدة والمخاضات الباطلة الفارغة من أي خير أو نفع حقيقي، تشويه صور بعض أولئك الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، بصورة مباشرة أو بالتلميحات والإيحاءات. أو الإفراط في محبة بعضهم دون بعض، والغلو في مناصرة بعضهم على بعض، إلى حد التأليه أو التقول عليهم ما لم يقولوا، رضي الله عنهم أجمعين. ولفترة طويلة ظل ذلك الموضوع يثير في نفسي شغفا لمعرفة المزيد، فلم أجد مما وقع بين يدي من المؤلفات إرواءً لغليلي ولا إطفاءً لظمئي لمعرفة الحقيقة الخالصة التي تعنيني، دون تشويه أو تشويش بالخوض فيما لا يعني ويفيد بل ويزيد الحيرة! حتى منّ الله عليّ ووقعت على هذا الكتاب، فما فرغت من قراءته حتى هدأت نفسي وسكنت، وذاب لدي كل فضول لمزيد خوض في تلك الحقبة مرة أخرى.

ولأن العرض الذي قدمه المؤلف في "موجز" الخلافة موجز بالفعل، فلا مجال لبسطه هنا دون نقل كامل أو إخلال بمحاولة الاختزال منه. لذلك على من يود العلم على بصيرة والفهم في حدود الأدب، المسارعة لمطالعة هذا الكتاب النفيس، أو الاستماع لدروسه.

مع المؤلف:

محمد سعيد رمضان البوطي (1347 - 1434هـ / 1929 - 2013م) عالم سوري متخصص في العلوم الإسلامية وصاحب مؤلفات غزيرة في مختلف مجالات الشريعة وارتباطها بالحياة ومجابهة الشبهات الأجنبية بالحجج العقلية. اختاره المركز الإسلامي الملكي للدراسات الإستراتيجية في الأردن في المرتبة 27 ضمن قائمة أكثر 500 شخصية إسلامية تأثيرًا في العالم لعام 2012. كان أبوه الملا محمد هو معلمه الأكبر، وألف كتابا يحكي صلته به بعنوان "هذا أبي". ولما توفيت والدته وعمره ثلاثة عشر عاماً، تزوج والده من زوجة تركية، فكانت سبباً في إلمامه باللغة التركية بالإضافة إلى اللغة الكردية والعربية، وانعكس هذا الإلمام في اتساع معارفه وآفاقه في مصنفاته.

وقد ناهزت مصنفاته الخمسين مؤلفا ومجلد، منها: "الإنسان مسير أم مخير"، "هذه مشكلاتنا"، "هذه مشكلاتهم"، "هذا والدي"، "محاضرات في الفقه المقارن"، "الإسلام ملاذ كلّ المجتمعات الإنسانيّة"، "الحب في القرآن ودور الحب في حياة الإنسان"، "من الفكر والقلب"، "يغالطونك إذ يقولون"، "منهج الحضارة الإنسانية في القرآن"، "اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية"، "السلفية مرحلة زمنية مباركة وليست مذهبا إسلاميا"، "المرأة بين طغيان النظام الغربيّ ولطائف التشريع الربانيّ"... إلخ. وأبرز مؤلفاته الكبرى على الإطلاق: "شرح وتحليل الحكم العطائية" في4 مجلدات، و"كبرى اليقينيات الكونية" في مجلد، و"فقه السيرة النبوية" الذي نعرض له الآن.

بطاقة الكتاب:

العنوان: فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة
المؤلف: محمد رمضان البوطي
الناشر: دار السلام – القاهرة
الطبعة: 26
عدد الصفحات: 400

كتب ذات صلة بالموضوع

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومحاضِرة في الأدب والفكر وعُمران الذات. محرّرة لغوية ومترجِمة. مصممة مناهج تعليمية، ومقدّمة دورات تربوية، وورش تدريب للمهارات اللغوية. حاصلة على ليسانس ألسن بامتياز، قسم اللغة الإنجليزية وآدابها.

شاهد أيضاً

تراث القدس.. سلوة النفس

يعد هذا الكتاب القيّم تراثًا مقدسيًّا فلسطينيًّا مبسّطًا - إلى حد ما - ومجمّعًا بطريقة …