إن تنمية مهارات الاستيعاب القرائي، من التفكير النقدي والفضول والإبداع ستكون الطريقة التي نعدّ بها أولادنا لينجحوا بها في المستقبل القريب.
ما التفكير النقدي، وما أهميته؟
التفكير النقدي: هو القدرة على تجربة ومراقبة وتحليل المعلومات للتأكد من سلامتها، ففي عالمنا التكنولوجي المتغير بسرعة، يمكن الحصول على الكثير من الأخبار والمعلومات بنقرة واحدة من لوحة المفاتيح، لذا يلزم اليوم مهارات التفكير النقدي أكثر مما سبق، والتفكير النقدي يلزمه دقة الملاحظة، والتركيز على كل كلمة نقرأها أو نسمعها.
في الكثير من المدارس، ينصب التركيز في عالم اليوم على توجيه المعلمين إلى اختبار موحّد، ويعتبر الحفظ هو مفتاح النجاح، ولا يوجد اهتمام بالتفكير الناقد، إضافة إلى وجود عدد كبير من الطلاب في الفصل الدراسي، وقائد واحد فقط، لديه قائمة واسعة من المهام التي يجب القيام بها، وبالتالي، لا يمكن التعويل على المدرسة في تعليم الأطفال التفكير الناقد، ولابد للوالدين من أخذ هذه المهمة على عاتقهما.
في ما يلي بعض الأساليب التي يمكن للوالدين استخدامها؛ لمساعدة أطفالهم على تطوير مهاراتهم في الاستيعاب القرائي، والتفكير النقدي:
1- قراءة الأخبار معاً
اختر مقالات على الإنترنت، أو في الصحف المحلية، واقض بعض الوقت في قراءتها معًا، يجب أن تجعل طفلك يبحث عن تلميحات أو أدلة لمعرفة ما إذا كانت المقالة تحتوي على معلومات مفيدة، أم أن معلوماتها دعائية فقط؛ كي تروج لمنتج ما مثلًا.
2- طرح الأسئلة أثناء القراءة
كن فضوليًا، إن السماح لطفلك بطرح الأسئلة ذات الصلة بما قرأه والإجابة عنها، هو طريقة رائعة للمساعدة في تدريبهم على التفكير بشكل فعّال أثناء قراءتهم، كما أنه يساعد على تركيزهم على ما يتعلمونه حول موضوع معين، يُظهر طرح الأسئلة أنهم يمتلكون القدرة على فهم ما يقرؤونه، كما أنه يساعد الآباء على تحديد المناطق التي لم يفهمها أبناؤهم بشكل جيد، والمفاهيم غير الواضحة عندهم.
إن السماح لطفلك بطرح الأسئلة ذات الصلة بما قرأه والإجابة عنها، هو طريقة رائعة للمساعدة في تدريبهم على التفكير بشكل فعّال أثناء قراءتهم، كما أنه يساعد على تركيزهم على ما يتعلمونه حول موضوع معين
3- ممارسة ما وراء المعرفة
ما وراء المعرفة تعني التفكير في التفكير، أو امتلاك المعرفة والوعي بعمليات التفكير، وطريقة عمل العقل والذاكرة، يمكن أن نعلم طفلنا طريقة الخريطة الذهنية لتلخيص المقالة، وكذلك التنبؤ بالنتائج أثناء القراءة من أجل تعليمه مهارة الاستقراء والاستنتاج، وأن تطلب منه أن يشرح لك ما فهمه بطريقته الخاصة، وطرح الأسئلة الصحيحة بعد ذلك هي أمثلة على ما وراء المعرفة.
4- قم بتوصيل النقاط
بمجرد امتلاك طفلك القدرة على تحليل المعلومات، وتحليل المقالة إلى فكرة رئيسة ونقاط متعددة، وأدلة وأسباب ونتائج وغيرها، حينها يمكن أن تطلب منه أن يجد النقاط المشتركة بينها وبين معلومات سابقة قرأها، أو وجهة نظر أخرى لنفس الموضوع، هذا يدعّم عملية الفهم والربط وتوسيع أفق تفكير الطفل، إن ربط المعلومات الجديدة بمعلومات سابقة، يجعل عملية التذكّر أقوى، والتعلّم أعمق.
إن ربط المعلومات الجديدة بمعلومات سابقة، يجعل عملية التذكّر أقوى، والتعلّم أعمق
5- حل الألغاز وتأليف الألغاز
بدلاً من اللعب بالألعاب الإلكترونية طوال الوقت، حاول قراءة بعض الألغاز لأطفالك ومعرفة ما إذا كان بإمكانهم حلها، هذا يعلّم أطفالك على التفكير بشكل خلّاق أثناء تحليل المعلومات، كما أنهم يبدؤون في تأليف ألغاز خاصة بهم، شجعهم على ذلك حتى لو بدا لك اللغز الذي ألّفوه سخيفًا؛ كي يتطوروا أكثر.
هذه بعض الأفكار الرئيسة، ولا يمكنني التوسع أكثر في مقالة واحدة، وأترك لكم البحث أكثر عن هذه المفاهيم وتطبيقها مع أولادكم، حيث أصبحت زراعة عقلية ناقدة إحدى المهارات الأساسية للنجاح في عالمنا القائم على المعلومات والتكنولوجيا، من خلال غرس مهارات التفكير النقدي في مرحلة الطفولة المبكرة، فأنت تعلّم أطفالك كيفية التعلم والتفكير والنمو مدى الحياة.