ماذا يحتاج أطفالنا؟ (1-3)

الرئيسية » بصائر تربوية » ماذا يحتاج أطفالنا؟ (1-3)
المرشدة التربوية أسماء عزارة: حُب الفضول عند بعض الأمهات وتصرفاتهن الخاطئة كأن تطلب الأم من طفلها بأن يتلصص على أقاربه لتعرف أسرارهم، ينمي عند الطفل حب الفضول والميل إلى كشف أسرار الآخرين
المرشدة التربوية أسماء عزارة: حُب الفضول عند بعض الأمهات وتصرفاتهن الخاطئة كأن تطلب الأم من طفلها بأن يتلصص على أقاربه لتعرف أسرارهم، ينمي عند الطفل حب الفضول والميل إلى كشف أسرار الآخرين

ماذا يحتاج الأطفال منا؟

نعم إنه لسؤال مهم يحتاج لإجابة بحجم السؤال وبمستوى أهميته لكل مربٍ ولكل (أب وأم) يتعاملون مع هذه المرحلة العمرية الهامة (الطفولة)، وقبل الإجابة على هذا السؤال الهام يجب أولاً أن نوضح للقارئ أهمية السؤال كي يستشعر معنا أهمية الأمر، وتكمن أهمية السؤال في:

- لأن الحاجات الإنسانية هي الدافع والمحرك للسلوك البشري فالجائع يبحث عن الطعام، والعاري يبحث عن الملبس، وهكذا فالطفل الخائف يبحث عن الأمان والاستقرار الأسري .

- لأن حاجات الطفولة التي لا يتم توفيرها تدفع المراهق الذي لم تتحقق له تلك الحاجات في مرحلة الطفولة إلى البحث عنها ومحاولة إشباعها بشكل أكثر توحشاً، فالطفل الذي لم يتم إشباع حاجة الحب والعاطفة لديه تنتقل له حاجته للحب إلى مرحلة المراهقة بشكل أكثر احتياجاً لتلبيتها وتحقيق المراد منها ولكن في مرحلة قد يستطيع فيها بالفعل سد هذه الحاجة ولكن بالوسائل الغير صحيحة والغير مقبولة للوالدين ولا للمجتمع.

- لأن سد هذه الحاجات وتوفيرها يتيح للطفل القدر الكافي من الوقت والمجهود والقدرة على تحقيق العديد من الأهداف التربوية، ويساعده على تنمية واستثمار العديد من المهارات والطاقات التي يتمتع بها مما يفيد الطفل والمجتمع المحيط به والأمة بأكملها.

فهيا بنا نجيب على السؤال من خلال هذه النقاط:

1. يحتاجون إلى الحب والمودة (غذاء العاطفة):

فكل طفل يحتاج من والديه والبيئة المحيطة به الشعور بالحب والمودة وهذا الشعور يحافظ على نفسية الطفل من أي عوار أو مرض أو اضطراب نفسي قد يتعرض له الطفل تحت الضغوط التي تأتيه من بعض الأحداث أو الأشخاص المحيطين به.

كل طفل يحتاج من والديه والبيئة المحيطة به الشعور بالحب والمودة وهذا الشعور يحافظ على نفسية الطفل من أي عوار أو مرض أو اضطراب نفسي قد يتعرض له الطفل تحت الضغوط التي تأتيه من بعض الأحداث أو الأشخاص المحيطين به

توصيات تربوية للوالدين:

- الأحضان الأبوية بشكل مستمر على مدار اليوم وتكون مصاحبة لها اللمسات الدافئة من الوالدين.

- كلمات الحب الصريحة التي يوجهها الوالدان بشكل دائم في محاولة بعث رسائل مفادها (لا تقلق نحن نحبك وبأنه شخص محبوب من والديه والمحيطين به وأنهم يكنون له العاطفة).

- اللافتات التي يكتبها الوالدين والتي تحمل صياغات متنوعة لهدف واحد (أننا نحبك) مثال بابا وماما يحبون سمير، فهذه الرسائل مهمة للغاية وفي حالة الأطفال الأقل من مستوى القراءة بمفردهم يمكن تحويل الصياغة من كلمات لرسوم مثال رسم قلب ويتم تعليقها في غرفة الطفل.

- الابتسام الدائم في وجه الطفل، وهذه من الوسائل القوية والأكثر سرعة في توصيل المضمون المطلوب (نحبك)  .

- الاهتمام بكل ما يحبه الطفل وتوفيره له (قدر المستطاع) فهذه وسيلة أخرى في تحقيق هذا الاحتياج (الحب).

2. يحتاجون إلى الشعور بالأمان والاستقرار الأسري:

البشر أجمعون يحتاجون للأمان كشعور وكواقع يحيونه مع كل نفس يتنفسونه فما بالنا بالأطفال، فهذا الشعور يعطيهم المزيد من الثقة في أنفسهم وفي الوالدين والبيئة المحيطة بهم كما أنه يزودهم بالطاقة والقوة النفسية والصلابة المعنوية، وهذا الشعور والاحتياج يسده الطفل ويكتسبه من تصرفات الوالدين وسلوكهم الحكيم تجاهه عند قيامه بسلوك خاطئ، فعدم استخدام الضرب وعدم السباب والنهر والتعنيف اللفظي والتخلي عن نصيبهم في معاقبته وإنفاذ غضبهم يبعث بشعور الاطمئنان والأمان للطفل في رسالة واضحة (أنت آمن معنا - أنت في أمان).

البشر أجمعون يحتاجون للأمان كشعور وكواقع يحيونه مع كل نفس يتنفسونه فما بالنا بالأطفال، فهذا الشعور يعطيهم المزيد من الثقة في أنفسهم وفي الوالدين والبيئة المحيطة بهم كما أنه يزودهم بالطاقة والقوة النفسية والصلابة المعنوية

توصيات تربوية للوالدين:

- الامتناع عن الضرب فلو اضطر الوالدان يكون ضرباً برفق (بقلم - سواك) كنوع من إبراز وإظهار الاستياء لما قام به الطفل وإن كان عدم الضرب أولى.

- عدم استخدام التعنيف المعنوي (الهمز والتنابز بالألقاب والسباب والشتائم الخ) من تلك الأدوات التي تسيء للطفل وتصيبه نفسياً.

- عدم الكذب على الأبناء، وامتثال القدوة؛ فهذا يعطيهم مساحة من الشفافية والصراحة معنا كمربين.

- عدم الشجار أمام الأبناء وعدم إهانة أي من المحيطين أمام الطفل (فضلا أن لا يحدث نهائياً).

- إظهار الاهتمام كبادرة أولى عند حدوث الأخطاء الفجائية الغير مقصودة مثل (الاصطدام بالأكواب الزجاجية- سقوط الطفل- اصطدامه بأحد الكراسي- الخ) فهذه البادرة تضع الطمأنينة في نفوس الأطفال ورسالة مفادها (أنت الأهم).

3. يحتاجون إلى الانتماء والتواصل الاجتماعي:

فالإنسان مخلوق اجتماعي بفطرته وبما تفرضه عليه الحياة بعد ذلك من تواصل اجتماعي من أجل أن يتكيف وسط البيئة المحيطة به، والأطفال يكتسبون هذا الشعور (الانتماء) عندما يشعرون أنهم مقبولون في البيئة والمجتمع الذي يعيشون فيه ويحيون بداخله ، فبمجرد أن يتشارك الطفل الحديث واللعب مع أقرانه هذا فقط كفيل بأن يشعر الطفل بأنه منتمٍ لهذه المجموعة من الأقران بل وتدفعه لمزيد من المطالبة بقضاء مزيد من الوقت معهم، وهذا نابع من أن الطفل يميل إلى أن يكون ذا قبول لدى الآخرين وأن يكون ذا تأثير فيهم.

توصيات تربوية للوالدين:

- اصطحاب الأطفال معنا خلال الزيارات الاجتماعية والعائلية.

- تشجيع الأطفال على تكوين علاقات وسط الأقران مع متابعتهم والإشراف عليهم.

- تشجيع الأطفال على الحديث والحوار وعدم كبت ذلك فيهم.

أطفالنا أمانة في أعناقنا والله رقيب علينا ومطلع على أفعالنا وتصرفاتنا تجاههم نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الجهد والوقت والعمل الصالح.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتب مصري ومستشار اجتماعي وإعلامي .. مهتم بمجال تربية الأبناء

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …