ذكرنا في الموضوع السابق أن حاجيات الطفولة من الضروريات التي على الوالدين والمربين أن يكونوا على دراية بها وبكيفية التعامل معها لسدها بالشكل المناسب والطريقة المثلى، وخلال هذه النقاط القادمة نستكمل ما بدأناه بإذن الله تعالى:
4. يحتاجون إلى الحرية والاستقلال:
وهذا الاحتياج من أهم الاحتياجات الهامة التي يسعى إليه الأطفال وخاصة الأبناء في مرحلة الطفولة المتأخرة (9-12) سنة، فقد يراودهم الشعور بالحرية والاستقلال بشكل مستمر وهي الحاجة للاختيار بحرية وأنه صاحب الاختيارات التي تحدثها له المواقف وتفرضها عليه،وسد الاحتياج للحرية والاستقلالية يساعد الطفل للاعتماد على نفسه وإحساسه بالمسؤولية وعدم سد هذه الثغرة قد يعرض الطفل لمزيد من اللامبالاة والشعور بالضيق وتقييد الحريات الدافع لقبول المهانة،أو التمرد في أحيان آخرى.
توصيات تربوية للوالدين:
- مشاركة الأبناء وتشجيعهم على تحديد الأهداف الخاصة بهم (حتى لو كانت الأهداف خلاف ما يريده الآباء أو ما يرونه واجباً وضرورة).
- ترك حرية الاختيار للأطفال في بعض الشؤون الخاصة بهم مثل (المأكل- المشرب- الملبس.. الخ) فمثل هذه الحرية في الأمور الصغيرة تصنع الحرية والشعور بها في الأحداث الكبرى والمواقف العظمى.
- ترك المساحة للأطفال في التعبير عن آرائهم وترك المساحة لهم في الحوار والمناقشة في الموضوعات المختلفة داخل إطار الأسرة.
- الاستقلالية المالية من أهم أنواع الاستقلالية الداعمة في تكوين شخصية الطفل المستقلة فيجب على الوالدين مساعدة الطفل على أن يمتلك زمام أمره المالي.
- عدم مواجهة العناد أو المطالبة بالحرية أو الاختيار بمفرده بأساليب القمع الأبوية أو بالاستخدام الخاطئ للسلطة الأبوية.
- تشجيع الطفل على المشاركة في الأنشطة المختلفة داخل المؤسسات المختلفة (المدرسة- الأندية- المؤسسات المجتمعية ..الخ).
الاستقلالية المالية من أهم أنواع الاستقلالية الداعمة في تكوين شخصية الطفل المستقلة فيجب على الوالدين مساعدة الطفل على أن يمتلك زمام أمره المالي
5. يحتاجون إلى النجاح والإنجاز:
وهذا الاحتياج يعد من الاحتياجات الهامة المطلوب تحقيقها ومساعدة الطفل على أن يسدها، وهو النجاح وتحقيق الإنجاز، ولهذا لابد أن لا يغالي الآباء والأمهات في وضع الأهداف والمهام المطلوبة من الأطفال حتى يستطيعوا (الأطفال) تحقيق تلك الأهداف ومن ثم الشعور بالإنجاز وتحقيق النجاح فيدعم سد الحاجة وتحقيق المأرب منها.
كما أن النجاح والإنجاز يساعدان في إكساب الطفل العديد من الإيجابيات ومنها:
- شعور الطفل بالثقة بالنفس.
- إكساب الطفل بالعديد من المهارات والقدرات الجديدة.
- إكساب الطفل التفكير الإيجابي.
- إكساب الطفل روح المنافسة والمسارعة للتفوق.
توصيات تربوية للوالدين:
- تحديد أهداف ذات مستويات متدرجة مما يساعد الطفل على تحقيق الأهداف ومن ثم تحصيل النتائج وتحقيق النجاح.
- تشجيع وتحفيز الأطفال بالمزيد من الجوائز والهدايا الدافعة لمزيد من التقدم والإنجاز.
- استخدام لوحة الشرف (لوحة التعزيز) لدعم الطفل معنوياً لتظل كأحد معززات النجاح والإنجاز لدى الطفل.
- ضرورة تهيئة المناخ المناسب للأطفال والذي يساعدهم على الإنتاج والإنجاز والنجاح.
- ضرورة مراجعة بيئة الأقران لدى الطفل فإنها من أهم أسباب النجاح والتفوق وهي أيضاً من أهم أسباب الفشل والتراجع.
- لابد من تدريب الطفل على قوة التحمل والصبر وعدم اليأس والتدريب على التكرار للمحاولات وأن الفشل خطوة من خطوات النجاح.
- احتفل مع أطفالك بتحقيقهم للنجاح والإنجاز فهذا يدعم السلوك الإيجابي والتفوق.
- ساعد الطفل على تحديد هواياته ومهاراته وساعده على تنميتها واستثمارها بالشكل الأنسب لتحقيق النجاح.
- استخدم القصص كأحد محفزات الاقتداء لديهم فالقصص التي تتناول حكايات وتاريخ الشخصيات الناجحة مثل الأنبياء والصحابة والأبطال والقادة والعلماء عبر التاريخ خير محفز للاقتداء.
لابد من مراجعة بيئة الأقران لدى الطفل فإنها من أهم أسباب النجاح والتفوق وهي أيضاً من أهم أسباب الفشل والتراجع
6. يحتاجون إلى تقبل السلطة:
قد يتصور البعض أن السلطة فرض وتجبر من الآخرين علينا وهذا لتاريخ الظلم والتجبر والسمعة السيئة عن السلطة ومن مارسوها على مر التاريخ غير أن الحقيقة أن السلطة احتياج ليس للإنسان فقط ولكنها للكون ككل، فالسلطة الصالحة والتي تواكب السنن الكونية والشريعة ضرورة واحتياج هام لانتظام الكون ككل، فالطاعة احتياج كي تنتظم أمورنا كبشر وكخلق في العموم، وهذه السلطة هي احتياج لدى الطفل لابد أن يزرعه الوالدان بشكل معتدل متوازن ما بين الطاعة المبصرة والتي تؤدي للانتظام وتحقيق الأهداف، وبين الطاعة العمياء والتي تكون حماية من الوقوع في غير طاعة الله والشرع وسننه الكونية، وأن يعلم أن لكل أمر ناجح حدود وقوانين يجب الالتزام بها والسير وفقها دون انتهاك لها ولحقوق الآخرين.
توصيات تربوية للوالدين:
- استخدام السلطة الأبوية بشكل متوازن ومنضبط دون إفراط أو تفريط.
- توضيح أهمية الحدود والقوانين الأسرية أو المدرسية وغيرها.
- وضع دستور للبيت وتبيانه للأطفال.
- امتثال القدوة الحسنة للأبناء باحترام قوانين البيت وتطبيقها.