أنّى لإنسان أن يتوقع اللحظة التاريخية التي يمكن أن يشرق فيها الحرف في نفسه ويزهر إرادةً تدفعُ بهِ إلى التألق دونما حسابٍ سابق، وأنت وإن لم تتخط السادسة عشر، أو حتى إن تجاوزت الستين بإمكانك أن تستقل قطار النجاح في الحياة.
ولأن إيمان الإنسان بوزنه الفكري والمعنوي والاجتماعي والثقافي، سوف يجعله ببساطة واحداً من هؤلاء الناس الذين حلموا بالتفوق ورسموا طريقهم فوصلوا إليه.
وهذه حقيقة إذ ليس للنجاح زمن ولا عمر ولا ظروف ولا حالة، وإنما عادات، التزامات، مهارات، وأخلاق ، والعادات الخمس التي ستقرأها في هذا المقال أوردها الكاتب الشاب/ كريم الشاذلي في كتابة (امرأة من طراز خاص) ولكنني أجدها ملائمة للذكور والإناث، وجميع من يسعى ليكون صاحب شخصية من طراز خاص.
والإنسان نتاج عاداته، لذلك ضع هذه العادات الخمس في أولى صفحات مفكرتك لهذا العام، أو فوق مكتبك، سريرك، حائط وباب غرفتك، خزانتك، سيارتك، لعلها تكون محفزاً لك للنجاح وصناعة حياة تليق بك على الأقل وتجنب شجرة الخمول والراحة التي تورث السلبية.
إيمان الإنسان بوزنه الفكري والمعنوي والاجتماعي والثقافي، سوف يجعله ببساطة واحداً من هؤلاء الناس الذين حلموا بالتفوق ورسموا طريقهم فوصلوا إليه
العادة الأولى/ المبادرة
لا بد وأن تتمتع بصفة الإقدام، فتصنع حياتك بنفسك، وتمهد دربك، دون أن تنتظر ما قد يمن عليك به الآخرون من اختيارات وأماكن ومناصب وفرص.
وأظن أن من يقرأ قصة (روزا باركس) الأمريكية سوداء اللون التي أنهت العنصرية الظالمة من الأمريكيين البيض ضد السود، بأول (لا) قالتها لراكب الحافلة الذي طلب منها الوقوف ليجلس مكانها لمجرد أنها سوداء البشرة، بينما هو أبيض! هذه القصة تجعلك تعي قوة أن تكون شخصا مبادراً.
قيّم نفسك وانظر أين تقف: المبادر إنسان يتحكم في الدفة ويدير أموره بالتخطيط والعقل والتنظيم، ولا يستسلم للعوائق والظروف، ويتخطى المشاكل بحكمة، ويفكر فلا يتصرف بانفعال كردة فعل على ما يحصل حوله .
اسأل نفسك فأنت تعرفها أكثر منا جميعاً: أين أنا من هذه الصفات؟ وإن لم تبادر وتدير حياتك سيديرها الآخرون فـ "كل قصة استعمارٍ سبقتها قصةُ شعبٍ قابل للاستعمار" كما يقول مالك بن نبي.
العادة الثانية: الثقة بالنفسِ
الثقة بالنفس هي كلمة السر للنجاح في الحياة، والحصول على العيش الكريم؛ لأن النجاح يهرب من الإنسان ذي الشخصية المهزوزة والفكر الغائم والروح المشتتة ، لذلك عليك أن تبحث جدياً عن طرق الثقة بالنفس وتتعلم كيف تتمتع بها وتختبر ثقتك بنفسك باستمرار، وتداوم على التدرب وتقدم كل ما بوسعك للوصول إلى مستوى جيد جداً من تلك الثقة.
يقول شارلي شابلن: "لا بد للمرء أن يكون واثقاً من نفسه، هذا هو السر، حتى عندما كنت أعيش في ملجأ للأيتام، وحتى عندما كنت أهيم على وجهي في الشوارع والأزقة باحثاً عن لقمة أملأ بها معدتي الجائعة، حتى في هذه الظروف القاسية، كنت أعد نفسي أعظم ممثلٍ في العالم، وأشعر بالحماس الشديد يملأ صدري لمجرد أنني أثق في نفسي، ولولا هذه الثقة لكنت ذهبت مع النفايات إلى بالوعة الفشل".
ابحث جديا عن طرق الثقة بالنفس، تعلمها واختبر ثقتك بنفسك باستمرار، داوم على التدرب وقدم كل ما بوسعك للوصول إلى مستوى جيد جداً من الثقة بالنفس
العادة الثالثة: رسم الأهداف
"أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي اختراعه" حسب رأي آلان كاي، كما أن صناعة المستقبل تأتي برسم أهداف أولا للوصول إليها، لذلك ركز في صناعة أهدافك، وحدد طرق الوصول إليها .
"فالحياة بحرٌ ممتد الأطراف وحياتنا سفنٌ... وكلٌّ فوق سفينته ربان، وكي تصل السفينة إلى وجهتها ينبغي أن يكون لدى ربانها خريطة وبوصلة، وبطبيعة الحال يجب أن يكون هناك هدف محدد سلفاً يجب الوصول إليه" كما يقول كريم الشاذلي
العادة الرابعة/ الذكاء الاجتماعي والعاطفي (فن التواصل مع الآخرين)
تعلم كيف تصبح ذكياً اجتماعياً وعاطفيًا، فأنت لا تعيش وحدك على هذه الأرض، وحتى تلقى القبول في قلوب المحيطين ويسهل نجاحك فإن من حقهم عليك وواجبك نحوهم أن تعاملهم برفق وأدب وتهذيب.
تقبل النقد، تواضع، اهتم بلغة جسدك، حاور بعقل، تحدث بهدوء، تعلم فن الإصغاء؛ لأن الشخصية الساحرة تتحدث ضمن معايير خاصة لتحافظ على سحرها وجاذبيتها، تجنب الغضب فهو داء يبدد جمال الشخصية الجذابة في التواصل الاجتماعي.
العادة الخامسة/ إدارة الأولويات:
من يحب الحياة يحرص على استغلال وقته فيها، وإدارة أولوياته حتى لا يضيع عمره في أشياء فارغة، كما أن الإنسان الفاعل كالمطر أينما وقع نفع، والأشخاص الفاعلون أناس حاربوا لصوص الوقت ومضيعاته، وركزوا مجهودهم وتفكيرهم على أولوياتهم وما يريدونه من الحياة .
ابن بوصلتك التي تقودك لحياة أفضل، واعلم أن الأهم من سرعة انطلاقك نحو هدف ما، هو معرفتك إلى أين تنطلق؟
بالالتزام والصبر وقبلهما الإيمان بالله والتوكل عليه، ثم الإيمان بقدرتك على اجتياز الصعب وتكرار المحاولات تستطيع امتلاك حياتك والفوز بشخصية من طراز خاص
أخيراً...
يتعين عليك الالتزام والصبر وقبلهما الإيمانُ بالله، التوكل عليه، والإيمان بقدرتك على اجتياز الصعب، كرر المحاولة مهما فشلت، فحتى الفشل يعلّمك الكثير، أمام الاجتهاد والمهارة، يموت المستحيل، فإن الأعمال العظيمة لا تتحقق بالقوة وإنما بالمثابرة ، فهي طريقك لامتلاك حياتك وقرارك والفوز بشخصية من طراز خاصّ في عالم يكتظ بالتشابه وتكرار الشخصيات.