المثالية عند الأطفال.. الأسباب والعلاج

الرئيسية » بصائر تربوية » المثالية عند الأطفال.. الأسباب والعلاج
how-mindset-affects-your-childs-success-in-school_orig

يميل بعض الأطفال للمثالية كنمط شخصية، ويحبون الكمال.

بينما يكتسب الأطفال الآخرون حب الكمال نتيجة تعامل أهلهم معهم، إذ لا يقبلون منهم أي عمل إلا إذا كان على أتم وجه، لذا يظن هؤلاء الأطفال أن حب أهلهم لهم وقبولهم لديهم، مرهون بتحقيقهم أقصى درجات الكمال.

ومن الممارسات الخاطئة للأهل والتي تجعل الطفل لا يقبل إلا بالكمال، هو أن غالبية الأهل يحكون لأولادهم عن طفولتهم وكيف أنهم كانوا مطيعين لوالديهم، والأوائل في مدرستهم، و فتوة الحي أيضاً!

تكون غاية الأهل من ذلك أن يشجعوا أولادهم، لكن وبما أن الكمال محال، والنقصان والخطأ سمة بشرية، فإن حديث الآباء هذا عن طفولتهم، يجعل أبناءهم تحت ضغط نفسي، لأنهم يظنون أن المشكلة بذاتهم . ويدخل ضمن ذلك الإيحاءات التي يوصلها الأهل للطفل بتوقع حصوله على علامات كاملة، أو الدرجة الأولى.

كيف يكون العلاج؟

على الوالدين أن يركزوا على الجهد المبذول من الطفل أكثر من تركيزهم على النتيجة ، فمثلا يقولوا له (أحسنت أنك استغليت الوقت المخصص للدراسة بشكل صحيح، أحسنت أنك بحثت عن الإجابة بشكل صحيح، أحسنت بطريقة التفكير) ... بدلًا من قولهم: (أحسنت أن درجاتك كاملة).

مؤكد أن الدرجات تعتبر طريقة لقياس العمل وتدل عليه، لا أقصد إهمالها وإنما أقصد أن يكون التركيز الأكبر والمديح على الجهد وحسن استغلال الوقت، بينما التركيز الأقل على النتيجة، لأن كل إنسان له ميول وطاقات محددة.

لابد أن يكون التركيز الأكبر والمديح على الجهد وحسن استغلال الوقت، بينما التركيز الأقل على النتيجة، لأن كل إنسان له ميول وطاقات محددة

إجمالاً نعاني كباراً وصغاراً من استعجالنا الحصول على نتائج عملنا، وأن تكون النتائج مرضية لنا، وإن لم نحصل على ذلك سريعاً فإننا نترك العمل، وهذا أحد أسباب فشل الكثير من المشاريع، وكل هذا جاء نتيجة عدم تربيتنا وترويض أنفسنا منذ الصغر على التركيز على عملنا، واعتبار النتائج كمقياس فقط تساعدنا على تقييم العمل، وليست هدفاً بحد ذاتها.

علينا أن نساعد أبناءنا على جعل سقف توقعاتهم واقعياً، اجعل ولدك يقسّم العمل إلى أجزاء، كلما أنهى جزءا، انتقل للذي بعده، وبذلك إن لم يستطع إنهاء كل العمل فإنه لا يصاب بالإحباط، لأنه استطاع إنجاز بعض أهدافه ، حيث إن بعض الأطفال بسبب قلة خبرتهم، وبسبب اندفاعهم يريدون أداء عمل كبير في وقت واحد.

الصغار كما الكبار يظنون أن النجاح يأتي بخطوة واحدة ، ويتوقعون ذلك من أنفسهم، علينا أن نقرب لهم الفكرة بضرب الأمثال، كأن نقول لهم أنه لا يمكننا الوقوف على أعلى درجة في السلم فوراً، وإنما نصعد عليه بالتدريج، وكذلك لا يمكن أن نصل إلى أفضل ما نريد دفعة واحدة.

حدثوهم دوما عن المصور الذي التقط مئة صورة وأكثر وثم اختار منها صورة واحدة جميلة وعرضها.

وعن الكاتب الذي كتب مئة صفحة، ثم اختار منها صفحتين أو ثلاثة وعرضهم.

وعن الممثل الذي أعاد المشهد عدة مرات، كي يعرض علينا مشهداً واحداً.

يمكنكم أن تجدوا نماذج من ذلك على الإنترنت.

وفي كل الحالات يمكن للوالدين والمربين أن يذكروا الطفل باستمرار أن الوضع الطبيعي هو أن لا نحقق الكمال دوماً.. وعلى الوالدين أن لا يتوقعوا تجاوباً سريعاً من الطفل، بل أن يعطوا الطفل وقتاً كي يقتنع بذلك وينفذه.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
صيدلانية، ومستشارة أسرية، صدر لها عام 2016 كتابين للأطفال، وكتاب للكبار بعنوان "تنفس". كتبت الكثير من المقالات التربوية والفكرية والاجتماعية على بعض المواقع والمجلات، و قدمت العديد من الدورات التطويرية والتربوية.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …