بعد استقراء الواقع الحياتي للمجتمع الإسلامي خاصة و العالمي عامة، لوحظ الانتشار الكبير لمختلف وسائل الانحراف وفي جميع نواحي الحياة التي ترتبط بالبشرية جمعاء.
ولعل المقدمات التي تقف وراء ذلك يمكن تشخيصها كونها تشكل الأساسيات في تعرض الأسرة إلى حزمة من المخاطر السيئة عليها و على مستقبل الأبناء، فبعد ظهور تنظيمات الأفكار الفاسدة و العقائد المنحلة و هيمنتها على الكثير من بقاع المجتمعات الإسلامية و استخدامها العنف المفرط مقابل الانخراط في معتقداتهم و إلا فالموت هو البديل لديهم فكانت تلك الوسائل الجاهلية بداية لانتشار الفكر المتطرف.
ولا ننسى ما تعرضت له الأمة من هجمة شرسة استهدفت و بالدرجة الأساس القاعدة المهمة فيها و ألا و هي شريحة الشباب الواعد؛ لأنه يُشكل الواجهة للأسرة و المجتمع معاً، فقد وجدت القوى الاستكبارية و أذنابها عبيد الدينار و الدرهم في إغراق المجتمع بشتى أشكال المخدرات و الممنوعات بل و جعلتها بأرخص الأثمان مما يحقق لها الأهداف و الغايات التي تسعى خلفها؛ لكي يقع الشباب في مستنقعات هذه الآفة الخطرة.
وقد وقع ما لا يُحمد عقباه فقد شهدت أغلب المجتمعات في الآونة الأخيرة الانتشار الكبير لمعامل صناعة حبوب الكريستال و كثرت فيها أيضاً حقول زراعة المخدرات و خاصة في العراق، البلد الذي كان يحتل بالأمس المراكز المتقدمة في خلوه من الممنوعات، فاليوم بات يتربع على رأس قائمة الدول الأكثر فساداً بحسب التصنيف العالمي لمنظمة الشفافية و السلامة الاجتماعية!
و كذلك وما يؤسف له أن العراق أصبح خارج التقرير الذي صدر مؤخراً من منتدى دافوس لجودة التعليم العالمي، وهذا يرجع إلى تردي الواقع الشبابي و تأثيره الكبير على التحاقهم بدور العلم و الدراسة، وهذا أيضاً يُعد مقدمة لانهيار هذه الشريحة و عزوفها عن تحمل مهام المسؤولية التي تنتظرها في إصلاح البشرية جمعاء، فقد وجدت في تعاطي المخدرات و الإقبال عليها الحل الأمثل للهروب من مآسي واقعهم المتردي يوماً بعد يوم مما دفع بهذه الشريحة المثقفة من شبابنا المسلم الواعد إلى ابتكار العلاجات المناسبة للنهوض بأعباء الواقع الشبابي وبعدة وسائل و أفكار جديدة تتناسب مع قدراتهم الذهنية و الفكرية و العلمية شكلت فيما بعد انعطافة كبيرة في المجتمع و باتت تمثل منتدى ثقافي تتلاقح فيه الأفكار و الرؤى الطيبة لهذه الشريحة المهمة التي وجدت في الراب الإسلامي الوسيلة التي تمكنها من بلوغ غاياتها الإنسانية النبيلة.
ولعل من أبرزها إعادة الشباب إلى جادة الصواب و كذلك القضاء على مخططات القوى الاستكبارية و جعل الشباب قادراً على تحمل المسؤولية التي تنتظرهم و بفارغ الصبر في بناء المجتمع الرسالي الإيماني التقوائي وفي كافة أرجاء المعمورة، فيعم بذلك الخير و السعادة و السلم و السلام تحت راية واحدة موحدة و بقيادة شبابنا المسلم الواعد .