كيف نقوم بالإعداد النفسي لأبنائنا؟

الرئيسية » بصائر تربوية » كيف نقوم بالإعداد النفسي لأبنائنا؟
Parenting_How-to-Vanquish-a-Childs-Low-Self-Esteem-473150256

مما لا شك فيه أن مرحلة الطفولة هي ساحة الصراع والنزاع الأولى بيننا كمربين مصلحين (اللهم اجعلنا كذلك) وبين الآخرين من المفسدين الفاسدين؛ وذلك لما تتمتع به مرحلة الطفولة من خصائص وسمات تتيح للمربي الماهر العمل على ترسيخ كل ما يريده من أفكار وقناعات وليس هذا وفقط بل تتيح له التأثير أيضاً على الحالة النفسية للطفل والتحكم اللاواعي فيها مما يؤثر على مستقبل الطفل في تلقيه للأحداث والمواقف من حوله، ولذا وجب التنبيه إلى أن نفسية الطفل من أهم وأخطر ميادين الإعداد التي نركز عليها في فترة الطفولة (الإعداد) ليخرج بها محصن أمام مستقبله.

النفس و الطفل والمستقبل

والأطفال ككنز بين أيدينا وأمانة الأمة لدينا وأفضل ميراث نتركه يحتاجون منا أن نوليهم اهتماما أكثر ومجهوداً أكبر وحيزاً من الوقت أطول ، وخاصة نفس الطفل (معنوياته)؛ فإنها روحه التي يستقبل بها الأحداث، ووقوده في طريق المسير نحو المستقبل، وزاده في رحلة العمر والحياة، والأمر ليس بسهل ولكنه ليس بمستحيل أيضاً ولكل مجتهد نصيب من النجاح وتحقيق المراد. ولكل غافل لاهٍ مغبون نصيب من غير ذلك، فمن أين نبدأ؟

من أين نبدأ؟ سؤال تطول الإجابة عليه ولا يسعها المقال المخصص لهدفنا ولكننا سوف نذكر وباختصار ما نريد توصيله للقارئ (المربي).

طفل واثق في نفسه (مثلث الثقة)

الثقة في النفس أول محطات النجاح وآخر محطات الفشل، ببنائها يبدأ المصلحون طريقهم نحو إعداد الطفل للمستقبل، وبهدمها ينهي المفسدون مؤامراتهم، فبالثقة يفتح الطفل قلبه وأفئدته وجوارحه وكل ما يملك أمام المربي لفترة إعداد مكتوب لها النجاح والتوفيق بإذن الله تعالى، والأمر لا يتوقف عند هذا الحد (الثقة بالنفس) ولكنه يتسع حتى يشمل (مثلث الثقة):

- طفل واثق من نفسه.
- يستطيع نيل ثقة الآخرين والمحيطين به.
- حذر يصعب خداعه ويقدر الأشخاص بشكل جيد.

الثقة في النفس أول محطات النجاح وآخر محطات الفشل، ببنائها يبدأ المصلحون طريقهم نحو إعداد الطفل للمستقبل، وبهدمها ينهي المفسدون مؤامراتهم، فبالثقة يفتح الطفل قلبه وأفئدته وجوارحه وكل ما يملك أمام المربي لفترة إعداد مكتوب لها النجاح والتوفيق

طفل حر مقاوم لا يقبل الضيم

كما أن الثقة من العوامل النفسية المهمة للأطفال في مرحلة الإعداد فكذلك نفسية الأحرار وعدم قبول الظلم والضيم من الأمور الهامة التي يجب غرسها في روح الأطفال والعوامل المؤثرة في جميع مناحي حياتهم بعد ذلك.

فإن الطفل الذي ينشأ في بيئة ترفض الظلم وتقاومه (وحبذا لو أنها تحاسب الظالم) يشب على نصرة الحق ومناصرة المظلومين ولا يرضى أبدا بالذلة والمهانة، ويضع الحاجات وفق الأولويات في منظومة الحق والباطل ويعيش حراً والحرية بداية كل الإبداع والإنتاج.

وعليه فلابد من تنمية روح الحرية والثورة على الظلم في نفسية الطفل وما يلزمها من أمور معينة أخرى مثل المبادرة والفرق بين (الصبر والمذلة) وبين (المداراة والمداهنة) وبين (الإيجابية ودور الضحية) وبين (المقاومة والمظلومية)  .

الطفل الذي ينشأ في بيئة ترفض الظلم وتقاومه يشب على نصرة الحق ومناصرة المظلومين ولا يرضى أبدا بالذلة والمهانة، ويضع الحاجات وفق الأولويات في منظومة الحق والباطل ويعيش حراً والحرية بداية كل الإبداع والإنتاج

طفل مثابر يحمل روح الإصرار

فإن الطفل المثابر (لا يبرح حتى يبلغ) يتنفس إصراراً وصموداً ومثابرة على البلوغ للمراد وتحقيق الأهداف، فلو تعثر قام ولو غفل استيقظ ولو خرج عاد، ليس لديه مستحيل ما لم يكن مستحيلاً، لا يضع حداً ولا رقماً للمحاولة، عازم على النجاح، عيونه ترقب القمة وأذنه يصمها عن المعوقات، يحب رقم (1) ولا يحب غيره، لا ييأس فهو مؤمن ولا يقنط فهو مؤمن ولا يهن.

والمثابرة يلزمها صبر جميل وقوة تحمل وصلابة نفسية كما يلزمها عدم تعجل ولا استعجال للنتائج، فهو متأنٍ حتى يصيب هدفه، ومترقب حتى ينال مراده.

طفل شجاع لا يجبن

فالخوف أمر طبيعي مادام في سياقه الفطري، فالخوف من الحيوان المفترس أمر طبيعي والخوف من السقوط من الأماكن المرتفعة خوف طبيعي والخوف من المرض أمر طبيعي وفطري، غير أن هذا الخوف لو خرج عن سياقه فسوف يتحول إلى مرض الخوف، وفي هذه الحالة يصبح الإنسان جباناً وقد يتطور الأمر فيتعدى ذلك بأمراض نفسية أخرى.

فيجب على المربين أن يغرسوا في نفوس الأطفال روح المجاهد، تلك الروح التي تدفعهم للشجاعة ومقاومة الخوف ووضعه في حيزه الطبيعي الذي يدفعنا للحذر اليقظ لا للمرض المُقعد.

والشجاعة يلزمها بعض الأمور والنقاط المساعدة، ومنها عدم الشح والبخل، ومواجهة المخاوف بالتدريج والتدريب، كما يلزمها عدم الاستخدام الخاطئ للسلطة، والتقدير الجيد لشخصية وقدرات الطفل.

كما أن للقصص الخيالية والروايات الغير واقعية أثر سلبي على نفسية الطفل، إذ تدفعه للخوف من أمور ليست حقيقية ولا واقعية بالأساس.

طفل يحمل حب الله أولاً في قلبه

إن الطفل الذي يجعل حب الله وطاعته في أول سلم أولوياته فلن تضعف وتهون قواه أبداً، فإن هذا يدفعه إلى العديد والعديد من الأمور النفسية التي تجعل منه إنساناً جاهزاً لمهام المستقبل، مستعداً لكل عقباته وتحدياته ومنها:

- متيقن بنصر الله ومعونته.
- متوكل على الله وحده.
- مراقب ويخاف الله لا غيره.

إن نفسية الأطفال ميداننا الأول في الإعداد نحو غدٍ أفضل لهم وللأمة بأكملها، فالأمة تحتاج إلى كل طفل واثق في نفسه، حر ولا يقبل الضيم، مثابر شجاع لا يهاب غير الله، متيقن بنصره ومعونته .

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتب مصري ومستشار اجتماعي وإعلامي .. مهتم بمجال تربية الأبناء

شاهد أيضاً

شبابنا والإبداع.. مقومات ومعوقات (1-2)

لا شك أن شبابنا اليوم في العالم العربي والإسلامي لديه من القدرات والكفاءات والطاقات ما …