من السهل جداً أن تمضي حياتك دون تحديد أي أهداف جديرة بالاهتمام، من السهل جداً تجنب التحدي المتمثل في وضع الأهداف والمسؤولية المترتبة عن تحقيق تلك الأهداف.
ولكن من دون أي أهداف، ستنهار حياتك وستفتقر إلى أي هدف ذي معنى، أسوأ ما يمكن أن يحدث لك هو عندما تصل إلى نقطة النهاية وتنظر إلى حياتك، وتتساءل كيف أفسدت الفرصة المذهلة التي مُنحتَها لبناء حياة مجزية بشكل لا يُصدق !
في هذه المقال، سنكتشف الأسباب التي تدعو إلى البدء في تحديد الأهداف المستقبلية، التي ستساعدك على بناء حياة مُرضية.
لماذا تحتاج إلى تحديد الأهداف المستقبلية
لأنها مصدر للسعادة: وجود أهداف ذات معنى يجعل حياتك ذات معنى ، يعطيك سببًا للاستيقاظ في الصباح، ومغادرة السرير وعيش حياة بوجهة محددة، تمنحك الأهداف الطاقة والحيوية وشيئًا ما تهدف إلى تحقيقه كل يوم، في نهاية المطاف، ستزداد سعادتك عندما تبدأ في رؤية أنك تحرز تقدمًا في تحقيق أهدافك.
الأهداف هي خارطة طريق: تمنحك الأهداف خارطة طريق لما ستكون عليه حياتك، على سبيل المثال يمكن أن تكون أهدافك مرتبطة بحياتك المهنية، تخيل أنك تريد يومًا ما بدء مشروعك الخاص، تبدأ تلك الفكرة مثل صورة في ذهنك، ثم تشرع في تخيل كيف ستكون عليه أعمالك، ستسأل نفسك: كيف؟ كيف سأبدأ عملي الخاص؟ ماذا علي أن أفعل للبدء؟ هذه الأسئلة هي بدايات الخطة، والهدف ببساطة هو خطةٌ للمستقبل.
ستكون لديك نية واضحة للعيش: تتركز حياتنا كلها حول الأهداف، الاستيقاظ للذهاب إلى العمل في جو بارد ورطب صباح الإثنين يتطلب هدفًا، مغادرة السرير في وقت مبكر ليس هدفًا ممتعاً للكثيرين، لكنه هدف رغم ذلك، هدفك هو الوصول إلى المنزل في وقت العشاء مع عائلتك.
يحتاج كل شيء نريده ونقوم به في حياتنا إلى نية تحقيق شيءٍ ما، هذا هو ما تعنيه الأهداف: نية القيام بشيء ما في وقت محدد.
يحتاج كل شيء نريده ونقوم به في حياتنا إلى نية تحقيق شيءٍ ما، هذا هو ما تعنيه الأهداف: نية القيام بشيء ما في وقت محدد
كيف تبدأ في تطوير الأهداف المستقبلية
ابدأ برؤيتك: ابدأ بتحديد ما تريد تحقيقه، سواء كان ذلك هدفًا مهنيًا أو شخصيًا، فأنت بحاجة إلى رؤيةٍ واضحةٍ لما تريد تحقيقه .
خصص بعض الوقت لمعرفة ما ستكون عليه النتيجة النهائية، أغلق عينيك، وشاهد، تخيّل نفسك تحقق هدفك، استشعر ما ستُحِسّ به من مشاعر وعواطف، وابتسم.
اطرح الأسئلة الصحيحة: أفضل سؤال لطرحه هو: ماذا علي أن أفعل...؟ هذا سؤال قوي بشكل لا يُصدَّق لأنه يفتح عقلك أمام إمكانية تحقيق هدفك، الطريقة التي تمت صياغة هذا السؤال بها تعني أنك تفكر فقط في طرق لتحقيق ذلك، وليس الطرق التي لا يمكنك تحقيقها.
والسؤال الخطأ الذي لا ينبغي طرحه هو "كيف يمكنني تحقيق هذا الهدف؟"، فكثيرًا ما يثير هذا السؤال الإجابة المغرية "لا يمكنك ذلك"، ما ينبغي عليك القيام به هو فتح عقلك على الاحتمالات والإجراءات التي يجب عليك اتخاذها لتحقيق هدفك.
ما ينبغي عليك القيام به هو فتح عقلك على الاحتمالات والإجراءات التي يجب عليك اتخاذها لتحقيق هدفك
الآن "ماذا علي أن أفعل؟" غالبًا ما يثير السؤال الإجراءات التي قد ستشعر في البداية بأنها مستحيلة، لذا عليك طرح السؤال مرة أخرى.
على سبيل المثال، لنفترض أنك ترغب في بناء مستقبل مالي آمن لك ولعائلتك، وستأتي إجابتك الأولية برقمٍ قدره مليون دولار أمريكي، الآن، إذا كنت تكسب 50.000 دولارًا أمريكيًا في السنة، فهذا يعني أنك ستضطر إلى العمل لمدة أربعين عامًا على الأقل لتوفير نصف راتبك كل شهر.
لنكن صادقين هنا، لن يكون ذلك سهلًا ولأربعين عامًا، وربما يستحيل الأمر، لذلك سوف تحتاج إلى طرح السؤال مرة أخرى: "ما الذي يتعين علي فعله لتحقيق وفورات تصل إلى 1 مليون دولار أمريكي في الوقت الذي أتقاعد فيه؟" ستأخذك الإجابات التي تحصل عليها من طرح هذا السؤال مرة أخرى نحو تحقيق هدفك في خطوات محددة قابلة للتحقيق.
تحقق من عاداتك اليومية: عاداتنا وسلوكنا اليومي هي القوة الدافعة وراء النتائج التي نحققها في حياتنا، إذا كنت تدخن 20 سيجارة في اليوم، سيكون لذلك تأثير سلبي عميق على صحتك، إذا لم تتسبب في موتك، فمن المؤكد أنك ستواجه صعوبات في صحتك في وقت ما.
لأن عاداتنا وسلوكنا لها تأثير كبير على ما سنكونه، يجب أن تخصص بعض الوقت لتحليل عاداتك وسلوكياتك، ستكتشف أن تلك السلبية منها ستنتج نتائج سلبية على حياتك مع مرور الوقت، لذلك مارس العادات الجيدة، واستخدم وقتك بطرق أكثر إيجابية.
ضع موعدا نهائيا: إذا لم يكن لأهدافك جدول زمني وتاريخ انتهاء، فستجد أعذارًا لتأجيل ما تحتاج القيام به لتحقيق هدفك .
يمكنك، بالطبع، تعديل الموعد النهائي إذا وجدت أنك كنت طموحًا قليلاً مع حماسك الأوليّ أثناء تحديد الأهداف، لكنك رغم ذلك تحتاج إلى موعد نهائي، تحديد التواريخ والمواعيد النهائية يمنحك الشعور بالإلحاح الذي تحتاجه لإحراز التقدم، لا يتعين عليك تحقيق "الهدف الأكبر" في العام الأول، ولكنك تحتاج إلى تحقيق هدف سنوي يقترب كل يوم وشهر وسنة نحو الهدف الكبير والمستقبلي.
راجع أهدافك بانتظام: مهما كانت أهدافك المستقبلية، يجب أن تضعها أمامك على الدوام لتذكرك بوِجهتك النهائية، من خلال وضعها على لوحة في غرفتك على سبيل المثال، تعلّق عليها صورا ومخططات وملصقات لما تريد تحقيقه، سوف يساعدك ذلك في الحفاظ على دوافعك عندما تشعر بأنك لست في حالتك المزاجية الصحيحة، سيمنحك المخطط المرئي المساعدة لمراجعة تقدُّمك وتعديل المواعيد النهائية إذا لزم الأمر.
نحن جميعا مختلفون، ونريد أشياءً مختلفة في حياتنا، كثير منا يريد بناء مشروع تجاري ناجح، والبعض الآخر يريد تطوير مهنة ناجحة في مجال الطب أو القانون.. إلخ، أياً كان ما تريده من الحياة، إنها حياتك، والأمر متروك لك لتحققه، لديك الفرص كلها لتتمكن من اتخاذ القرار والتصرف وتحقيقه، وكل ذلك يبدأ بفكرة ورؤية، ثم بعض الأسئلة التي ستعطيك الإجابات عنها خطةً ووجهةً لتنطلق نحوها.
لا تُضيّع هذه الفرصة، فبدل الندم والخيبة، أنت في نهاية المطاف تريد أن تشعر بالسعادة لأنك حققت طموحاتك، وأحلامك، وعشتَ حياةً غير عادية بشروطك.
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- https://www.lifehack.org/821949/future-goals