تعلمت من حياة نبي الله يوسف عليه السلام (1-3)

الرئيسية » بأقلامكم » تعلمت من حياة نبي الله يوسف عليه السلام (1-3)
reading quran

إن حياة كل نبي من أنبياء الله جميعاً مُلهمة ومُفعمة بالعبر والعظات ويفوح منها عبق الدروس التي لا تنتهي ، فكلما اقتربت من أحدهم شعرت وكأنك في معين لا ينضب وأثير لا يتوقف، وغمرتك كوة من النور لا تود الخروج منها أبداً لما يعتريك من هدوء وسكينة وأمن وأمان وإيمان.

لقد اخترت لنفسي أن أخوض هذه التجربة مع نبي الله يوسف عليه السلام لما في حياته عليه السلام من تنوع يناسب ما يعترينا من أحداث في أيامنا هذه، ومن جرس تسكن معه النفس ووقع تطرب له الروح وتفاصيل يتغذى عليها العقل ونفحات يستقر معها شتات القلب.

لقد جرت العادة أنه عندما يُذكر اسم يُوسف -بصفة عامة- فإنه يُلقي في الذهن ظلال الجمال والعفة والأمانة والطهر والقدرة على تحمل المسؤولية وذلك تيمناً بنبي الله يوسف عليه السلام، فما بالنا إذا كنا نذكر الاسم بصفة خاصة قاصدين الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم جميعاً من الله تعالى السلام.

أولاً : بعض الأحاديث النبوية التي تحدثت عن نبي الله يوسف عليه السلام وفضله

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: " إِنَّ الكريمَ ابنَ الكريمِ ابنِ الكريمِ ابنِ الكريمِ، يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ خليلِ الرَّحمنِ وقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: لوْ لَبِثْتُ في السِّجْنِ ما لَبِثَ يوسُفُ، ثمَّ جاءني الداعي لأجَبتُه، إذ جاءه الرسولُ، فقال: ارجعْ إلى ربِّك، فاسأله ما بالُ النِّسْوةِ اللَّاتِي قَطَّعن أيدِيَهُنَّ، إِنَّ ربِّي بكَيْدِهِنَّ عليمٌ، ورَحْمَةُ اللهِ على لوطٍ، إِنْ كانَ لَيَأْوِي إِلى رُكْنٍ شديدٍ، إِذ قال لقومِه: لو أَنَّ لي بكم قُوَّةً، أو آوي إلى رُكْنٍ شديدٍ، وما بعث اللهُ من بعدِه من نَبِيٍّ إِلا في ثَروَةٍ مِنْ قومِه" (رواه أحمد).

2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: " أُعطِيَ يوسفُ شَطرَ الحُسنِ " (صحيح الجامع).

3- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: " أُعطِيَ يوسفُ وأمُّه شَطرَ الحُسنِ" (صحيح الجامع).

4- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سُئِل رسولُ اللهِ ﷺ أيُّ الناسِ أكرَمُ؟ قال: (أكرَمُهم عِندَ اللهِ أتقاهم). قالوا: ليس عن هذا نَسأَلُك، قال: (فأَكرَمُ الناسِ يوسُفُ نبيُّ اللهِ، ابنُ نبيِّ اللهِ، ابنِ نبيِّ اللهِ، ابنِ خليلِ اللهِ). قالوا: ليس عن هذا نَسأَلُك، قال: (فعن مَعادِنِ العربِ تَسأَلونَني). قالوا: نعمْ، قال: (فخِيارُكم في الجاهليةِ خِيارُكم في الإسلامِ، إذا فَقُهوا) (رواه البخاري).

تعلمت من حياة نبي الله يوسف عليه السلام

1- تعلمت كيف أخطط لكل صغيرة وكبيرة في حياتي فمن يفشل في التخطيط فهو يخطط للفشل والعمل الارتجالي لا يُؤتي ثماره.

• خطط نبي الله يوسف عليه السلام كيف يُظهر براءته مما نسبته إليه امرأة العزيز وكان له ذلك.
• وخطط أن يكون أميناً على اقتصاد مصر لأنه عليه السلام رأى في نفسه القدرة والأهلية وكان له ذلك.
• وخطط كيف يستقدم أخاه إلى مصر وكان له ذلك.
• وخطط كيف يستبقي أخاه معه في مصر وكان له ذلك.
• وخطط كيف يستقدم والديه إليه في مصر وكان له ذلك.

2- تعلمت التحدث بنعمة الله تعالى مع الثقات ومع من يُقدِّرون ذلك ويعينونني على شكر النعمة.

3- تعلمت أن أستشير في خصوصياتي من هم أهل الثقة والحكمة.

4- تعلمت أن أوقر أهل الثقة والحكمة وأن أنفذ نصيحتهم اختصاراً للوقت والجهد واستفادة من خبرتهم وتجاربهم في الحياة.

5- تعلمت العفة والأمانة وصيانة الأعراض وأن أكون أهلاً للثقة التي يمنحني إياها من هم حولي.

6- تعلمت الاستعانة بالله تعالى في كل أموري وطلب العون على عقبات الحياة ومشكلاتها فالإنسان ضعيف بنفسه قوي بربه.

7- تعلمت الصبر على المعصية، والصبر على الطاعة، والصبر على قدر الله تعالى وابتلائه.

8- تعلمت الأخذ بالأسباب حتى وإن بدا لي انقطاع الأسباب.

9- تعلمت أن أدافع عن نفسي وأقدم حُجتي مهما كان بطش من هم حولي.

10- تعلمت أن الطاهر العفيف ربما يدفع ثمن طُهره وعفافه سجناً وألماً وغُصة لرفضه الوقوع في أوحال الخيانة التي يخوض فيها من هم حوله.

11- تعلمت أن أرض الله مهما ضاقت فكل شبر فيها يصلح لكي يكون محراب عبادة وميدان دعوة.

12- تعلمت ألا أساوم على شرفي ولا على سُمعتي وألا أقبل الهبة التي تنتقص منهما.

13- تعلمت ألا أنتظر الفرج إلا من الله تعالى وألا أرجع الفضل إلا لله تعالى أولاً وأخيراً.

14- تعلمت أنه مهما طال ليل الظلم فلابد من طلوع النهار ومهما أحكم الباطل تدبيره فإن تدبير الله تعالى لا يُغلب وأنه سبحانه يتولى الصالحين.

15- تعلمت أن أعاتب من أساء إليَّ وأجلي له حقيقة موقفي وأفند حُجته.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
خبير تربوي وكاتب في بعض المواقع المصرية والعربية المهتمة بالشأن التربوي والسياسي، قام بتأليف مجموعة من الكتب من بينها (منظومة التكافل في الإسلام– أخلاق الجاهلية كما صورها القرآن الكريم– خير أمة).

شاهد أيضاً

بين عقيدة الإسلام و”عقيدة الواقعية

للإسلام تفسيرٌ للواقع وتعاملٌ معه بناءً على علم الله به ومشيئته فيه، كما يثبتهما الوحي. …