في اليوم العالمي للمرأة – قرري التغيير الذي يناسبكِ

الرئيسية » بصائر الفكر » في اليوم العالمي للمرأة – قرري التغيير الذي يناسبكِ
march_8_international_womens_day_card_tulips اليوم العالمي للمرأة

تطلقُ الصفحة الإلكترونية المخصصة لمناسبة اليوم العالمي للمرأة – الذي أقرته الأمم المتحدة في 1975م بعد جهود مكثفة وتظاهرات مستميتة - شعاراً رناناً وتجيش الإعلام ليكون موضوع العام 2019: "نطمح للمساواة، نبني بذكاء، نبدع من أجل التغيير".

يحمل الشعار دعوات إيجابية وتقدّم الصفحة أفكارا وطرقًا ابتكارية لتمكين المرأة في مجالات محددة وتدريبها على اقتناص واستثمار الفرص، وتقديم برامج تنمية مستدامة للنهوض بها ثم بالمجتمع، إلا أن الأمر أعمق وربما أخطر مما يبدو بكثير وهذا ما جعلني أجمع بعض الإحصائيات لأعرضها للمرأة العربية المسلمة عرضاً موضوعياً.

وتكمنُ خطورة هذا الأمر في الإصرار على الترويج للنموذج الغربي – وغير المسلم على أنه النموذج الناجح للمرأة وللحياة عموماً، والقادر على إدارة الحياة وإنجاز كل ما يروّج له وشدّ انتباه المرأة العربية المسلمة لتتبعه مغمضة العينين، وليكون أحد أهداف هذا الترويج تعميق عقدة الخواجة لدى العرب فيما يخص المرأة في هذا اليوم وزعزعة إيمان المرأة ورضاها بمقدراتها ورسالتها.

ليس من المنصف رفضُ الثقافة الغربية بأكملها، إلا أننا نشجع بقوّة انتقاء ما يناسب ثقافتنا وغربلته، حتى لا نفقد الكثير من الرسائل السامية التي خلقت المرأة من أجل أدائها، وكي لا تفقد المرأة معنى وجودها بتعويم أهدافها

المرأة الغربية، واقع مؤلم وبقاء مهدد:

فيما يروج الإعلام الغربي والسينما وغيرها من وسائل التعويم صورة اصطناعية عن واقع براق لحياة المرأة الغربية، وللنموذج الأوروبي المشوّه في معاملة المرأة، تفضح الدراسات والإحصاءات الواقع الحقيقي للمرأة بفضل دوائر الإحصاء، ومراكز حقوق الإنسان والباحثين، كما أن وزارة العدل الأمريكية تصدر تقارير دورية بالحالات التي يجري التبليغ عنها فقط، وسأورد بعضاً من نتائجها؛ لتتأملها المرأة العربية / المسلمة فتكوّن خلفية معلوماتية تحصنها ضد الانبهار بالنموذج الغربي:

• 1320 امرأة أمريكية تقتل سنوياً، 40 إلى 50% منهن قتلهن الشريك الحميم لهن، وتوجد 4 نساء كل ساعة يقتلن على أيدي المحارم والأزواج، و 3 إلى 4 ملايين امرأة أمريكية يتعرضن لاعتداء من الأزواج والمحارم سنوياً، و 22.2% من النساء تعرضت لاعتداء جسدي على يد شريكها السابق أو الحالي.

• عدد النساء المعنّفات والقتيلات على أيدي محارمهنّ في أوروبا 3.7 ملايين امرأة، 26 ألف منهن في أمريكا فقط، بواقع 224 امرأة في عام واحد ما يمثل 33% من مجمل النساء.

عدد النساء المعنّفات والقتيلات على أيدي محارمهنّ في أوروبا 3.7 ملايين امرأة، ما يمثل 33% من مجمل النساء

• في أمريكا وحدها تغتصب 78 امرأة في ساعة واحدة و 683 ألف امرأة تغتصب سنويًا.

• تتعرض للتحرش 78% من الأمريكيات العاملات في القوّات المسلّحة، 70% في التمريض، 5.4 مليون في المدارس، والمتسبب: الاختلاط بدون ضوابط، العري الذي ينتهك الحرمات، لا قانون يجرّم الاغتصاب، كما أن ملفات الشكاوى والبلاغات التي تقدّم ضد المعتدين تهتم بها دائرة الإحصاء أكثر من دوائر القضاء.

• 50 ألف امرأة وطفلة يُهرّبن سنوياً إلى أمريكا لاسترقاقهنّ وممارسة البغاء، و12 مليار دولار تدخل خزائن أمريكا سنويًا مصدرها استغلال أجساد النساء بصورة إباحية مهينة، منها: تقدم بعض مطاعم أوروبا وأمريكا الطعام على أجساد النساء العاريات، وكذلك غسل السيارات في أستراليا وبريطانيا هو مهمة النساء العاريات.

في أوروبا توأد البنات وهن أجنّة؛ فبعد إفلاس المنظّمات النسوية عجزت الحضارة المزعومة عن حفظ حق الأنثى في الحياة ، وبناءً على ذلك: أكثر من 90% من حالات الإجهاض تتم في الأسبوع 13 من الحمل؛ لأن العائلات تُجري أشعة كشف جنس الجنين في الأسبوع 20، ثم تجهض إناث الأجنّة بدون تردد والمستشفيات تتكتم على الموضوع بشدّة، أما البرلمان البريطاني فيبحث إلغاء قانون تجريم الإجهاض.

• 22% من عمليات الإجهاض في أوروبا هي لبنات تحت العشرين، والسبب أن نحو 45% من الإناث في أوروبا يولدن بدون آباء وينشأن بدون أسرة، فيحرمن من الحنان والاحتواء، لتكبر البنات على برودة العلاقات وجفاف المعاملات، كما أن 2 من كل 10 مراهقات في أوروبا يتعرضن لعنف واعتداء جنسي من الأب أو المحارم، قد ينتج عنه حمل فإجهاض .

45% من الإناث في أوروبا يولدن بدون آباء وينشأن بدون أسرة، فيحرمن من الحنان والاحتواء، لتكبر البنات على برودة العلاقات وجفاف المعاملات

8 عجائز من بين كل 10 أوروبيات يعشن بلا معيل، ولا يسأل عنهن أبناؤهن.

• 58% من النساء الألمانيات في المدن الكبرى و 75% منهن في المدن الأصغر يخفن من الخروج من بيوتهن ليلاً وحين سئلن عن طرائقهن في حل المشكلة أجابت 26% منهن بأنهن يتجنبن شوارع وأماكن معينة، بينما 25% لا يغادرن البيت مساءً نهائياً، و 25% يطلبن من ذويهن مرافقتهن أو يوظفن رفقة لحمايتهن.

• ينتحر شخص في مكان ما من العالم كل 40 ثانية، ويحاول شخص الانتحار كل 3 ثوان، وبين كل 3 أشخاص توجد (أنثى) واحدة، بينما تحتل أوروبا أول 100 ترتيب في قائمة أعلى نسب الانتحار، 80% من المنتحرين هم من الملاحدة، وغير المسلمين، وأسباب الانتحار، حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية هي: (اليأس - التعاسة – التفكك الأسري - العيش بلا هدف - انعدام الإيمان - الخوف من المستقبل)  إن كانت أوروبا جنة الدنيا، فلماذا يهربون إلى الموت!

المرأة في أوروبا ... عقيدة مشوشة وأمان منعدم:

مقارنة واقع المرأة في الإسلام بواقعها في غيره هو محضُ عبث؛ لأن تكريم الإسلام لها لا يضاهى ، إلا أنه وفي حين أن الإسلام الجميل لخّص حقّ المرأة بحنان وبلاغة في القرآن الكريم: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ" [سورة النساء: الآية: 19] تجد مفكرا مثل الفرنسي غوستاف لوبون، يقول: "لم يقتصر فضل الإسلام على رفع شأن المرأة، إنه أول دين فعل ذلك" أما جان مارش فيقول: "إن المشكلات العائلية التي يعاني منها الغرب، لا وجود لها بين الأسر المسلمة التي تنعم بالسلام والهناء".

كما أشارت صحيفة (أثينز نيوز) الناطقة بالإنجليزية إلى أن المرأة الأوروبية مضطرة للكدح، ومهانة فيه فلا تحصل إلا على وظائف حقيرة وبأجر متدنٍ جداً، وإن بعضاً من مقولات اشتهرت عن سيدات المجتمع الأوروبي كشهادة منهن بذلك: "عندما يتعلق الأمر بالعنف ضد المرأة فإن أوروبا لا تزال قارة نامية وليست متقدمة " كما تقول أندريا ليفيسون - رئيس منظمة أكتيف الأوروبية، وفي حين يروّج لخلع الحجاب في الشرق العربي تجد الأوروبية روز ماري تقول: "إن الحجاب يحافظ على كرامة المرأة، ويحميها من نظرات الشهوات، ويكفّ الفتنة"

وقد غرّمت امرأة مسلمة في إيطاليا 500 يورو لارتدائها الحجاب، وشرّعت بلجيكا حظر النقاب، تبعتها فرنسا فمنعته تماماً.

في إثر ذلك تسأل فتاة بريطانية زميلاتها المسلمات: ما سبب السعادة التي تشعرن بها؟ لماذا تخالفن القوانين؟ وكل الإجابات تشير إلى سبب واحد: الإسلام، والنتيجة: 60% من معتنقي الإسلام في أوروبا هن من النساء، 2% فقط من مجموع السكان يترددون على الكنائس، وكل عام ترتفع نسبة معتنقي الإسلام والحرب على الإسلام فإن ذلك يؤدي إلى نشر الإسلام من حيث لم يحتسب أهله ولا محاربوه .

كيف يصوّر الغرب المرأة في عقيدته المحرّفة؟

المرأة في العقيدة الغربية لا تتعدى كونها: أداة للمتعة، جاسوسة تستخدم جسدها لتخترق صف العدوّ، ووسيلة رخيصة للإيقاع بالند عبر التسلل إلى فراشه ، أما بطولة المرأة في الكتب المقدّسة فهي حكر على العاهرات القديسات، مثل: يهوديت، وراحاب، ولا تذكرهن الكتب المحرّفة إلا في مواضع المتعة والجاسوسية والعهر.

شاع بين فلاسفة الرومان قول: "ليس للمرأة روح، إن قيدها لا ينزع، ونيرها لا يخُلع"، وفي تراث سقراط: "إن وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة والانهيار في العالم، إن المرأة تشبه شجرة مسمومة حيث يكون ظاهرها جميلاً، ولكن عندما تأكل العصافير تموت حالاً".

وكذلك في حضارة الصين العظمى، كانت المرأة سلعة تباع، وتشترى، وتوأدُ حَيّة، أو توزّع على الورثة ، وهي في عرفهم مياه مؤلمة تغسل السعادة والمال، أما عقائد الهنود فتعد المرأة أسوأ من الصبر المقدر، والريح، والموت، والجحيم، والسم، والأفاعي، والنار.

يقول القديس النصراني سوستام: "المرأة شر لا بد منه، وآفة مرغوب فيها، وخطر على الأسرة والبيت، ومحبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموهة".

حتى في ما يتعلق بالطبيعة الفسيولوجية للمرأة تجد الكتاب المقدّس يعلن أن الحمل و الولادة وآلامهما، تعد عقابًا للمرأة على إغوائها لآدم وإخراجها له من الجنة ، وكانت حضارة الفرس تفرض أن تنفى المرأة خارج البلاد في فترة الحيض، وللرجل كامل الحق في أن يحكم عليها بالشقاء وبالموت، أو ينعم عليها بالحياة.

أما الإسلام فيشعرها بأن الحمل والولادة والحيض فضيلة، ولها أن تفتخر بها، فيفسح لها في التكليف الديني شفقة بحالها، ويوصي أبناءها وزوجها بها خيراً.

وفوق ذلك كله يسمو النبي المسلم محمد صلى الله عليه وسلم بنظرة الإسلام فيقول: "سووا بين أولادكم في العطية فلو كنت مفضلاً أحداً لفضلت النساء".

حضارة ملغومة وتجديف طائش:

أجرت إحدى المنظمات النسوية الأوروبية استطلاع رأي للمسلمات تحديداً: إن كان يمنعهن الإسلام عن التقدم والرقيّ، أو تشعرهن تعاليم الالتزام والقوامة بالإهانة، وسئلن عن آرائهن في معاملة المرأة في الغرب، فتهاوت الأهداف الخبيثة للاستطلاع أمام نتائجه؛ لأن أغلبهن قُلن: إن المسلمات يؤذيهن الانحلال الأخلاقي في الغرب، ويرين الحرية الحقيقية في معرفة المرأة لمعنى حياتها، وأن راحة المسلمات في ظل دينهن تدفعهن لمزيد من العطاء.

المسلمات يؤذيهن الانحلال الأخلاقي ويرين الحرية الحقيقية في معرفة المرأة لمعنى حياتها، والراحة في ظل دينهن تدفعهن للعطاء

وقد شهد المُفكر مارسيل بوازار بقوله: "تثبت التعاليم القرآنية وتعاليم محمد صلى الله عليه وسلم أنها حامي الحمى الذي لا يكلّ لحقوق المرأة ".

والحضارة الغربية ملغومة منذ الأزل فالأمر ليس طارئاً ولا وضعا جديداً مفاجئاً، وإليكِ ما يثبت ذلك:

- في العام 1405 ألّفت الشاعرة الفرنسية كريستين دو بيزان كتاب (مدينة السيدات) لتدافع عن حقوق المرأة وتواجه ما كان ينشره رهبان ورجال الكنيسة من احتقار صريح للمرأة وتقليل من شأنها، بالرغم من أن معظم ما كانت تطالب به النساء وقتها هي مطالب مشروعة وأساسية: كالملكية الفردية، حق التعلُّم وحق التصرف في ما تملك.

- في العام 1622 ألفت ماري دو كروناي كتاب (المساواة بين الرجل والمرأة) كمطالبة بحق المرأة في التعليم.

- وفي العام 1791 نشرت الكاتبة الفرنسية أوليمب دو غوج إعلاناً حول حقوق المرأة بعد سنتين من الثورة، ليكون سبباً للحكم عليها بالإعدام فوق منصة المقصلة عام 1793 بتهمة مناهضة الثورة.

- في عام 1792 ألفت البريطانية ماري وولستونيكريفن كتاب (الدفاع عن حقوق المرأة) والذي يعدّ أصلاً للحركة النسائية العالمية.

وبعد كل ذلك لا يزال يقال مجنونة من ترفض حياة هانئة كهذه في جنان الحضارة الملغومة، وهذا وحده مبرر لفكرة تخصيص يوم عالميّ ينصفُ المرأة.
كل عام والمرأة التي عرفت معنى أن تكون امرأة بخير!

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة فلسطينية من قطاع غزة، تحمل شهادة البكالوريوس في علوم المكتبات والمعلومات، وعدة شهادات معتمدة في اللغات والإعلام والتكنولوجيا. عملت مع عدة قنوات فضائية: الأقصى، القدس، الأونروا، الكتاب. وتعمل حالياً في مقابلة وتحرير المخطوطات، كتابة القصص والسيناريو، و التدريب على فنون الكتابة الإبداعية. كاتبة بشكل دائم لمجلة الشباب - قُطاع غزة، وموقع بصائر الإلكتروني. وعضو هيئة تحرير المجلة الرسمية لوزارة الثقافة بغزة - مجلة مدارات، وعضو المجلس الشوري الشبابي في الوزارة. صدر لها كتابان أدبيان: (وطن تدفأ بالقصيد - شعر) و (في ثنية ضفيرة - حكائيات ورسائل).

شاهد أيضاً

إلى أي مدى خُلق الإنسان حرًّا؟

الحرية بين الإطلاق والمحدودية هل ثَمة وجود لحرية مطلقة بين البشر أصلًا؟ إنّ الحر حرية …