الثقة بالنفس وأهميتها في حياتنا

الرئيسية » بصائر تربوية » الثقة بالنفس وأهميتها في حياتنا
trust- man

الثقة بالنفس هي شعور الإنسان بأن له أهمية وقيمة تجعله يتصرف بطريقة طبيعية وعفوية أمام الآخرين، بدون تكلف أو تخوف من نتائج تصرفاته.

و الثقة بالنفس هي من أهم الصفات المرغوبة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان حتى يستطيع بلوغ ما يصبو إليه ، فوصول الفرد إلى أهدافه يتطلب حضوراً قوياً وثقة عالية بالنفس وذلك على عكس من لا يثق بنفسه ولا يملك القدرة على مواجهة الآخرين أو الظهور أمام الملأ أو حتى التحدث إليهم بما في نفسه.

الثقة بالنفس هي من أهم العوامل النفسية التي تساعد الفرد على توظيف مهاراته واغتنامها بصورة صحيحة وواقعية للوصول للمبتغى. لكن انعدام الثقة أو قلتها يؤدي إلى القلق المتواصل وعدم القدرة على اتخاذ القرارات سواء كانت بسيطة أو مصيرية.

ومن جانب آخر هناك فرق واضح وكبير بين الثقة والغرور، فالثقة هي أمر محمود مطلوب لمساعدة الإنسان على معرفة كفاءاته وقدراته ورؤيتها بحجمها الطبيعي بدون مبالغة، أما الغرور فهو أمر مذموم يشعر الفرد بأنه أحسن وأفضل من غيره حتى لو لم يكن يملك مقومات ذلك.

الثقة هي أمر محمود مطلوب لمساعدة الإنسان على معرفة كفاءاته وقدراته ورؤيتها بحجمها الطبيعي بدون مبالغة، أما الغرور فهو أمر مذموم يشعر الفرد بأنه أحسن وأفضل من غيره حتى لو لم يكن يملك مقومات ذلك

الثقة بالنفس هي تلك القوة الخارقة التي تجعلك تؤمن بأنك قادرعلى تحقيق ما تصبو إليه مهما كانت الصعوبات، فهي الوقود الذي يمدك بالطاقة الإيجابية والتي تعمل على دفعك للأمام. فاترك كلام الناس وانتقادهم جانباً فكلام الناس لا ينتهي إلا بانتهاء البشرية.

كما أن الواثق من نفسه لا ينتظر إعجاب الناس به وكذلك لا يضيره عدم إعجابهم به ، فهو يعلم تماماً أن رضى الناس غاية لا تدرك. تأمل معي ما كتبه أحد الشعراء، في قصيدته الرائعة والتي تعكس حال البشرية وكيف أن إرضاء الناس أمر مستحيل.

ضحِكْتُ فقالوا ألا تحتشم -- بَكَيْتُ فقالوا ألا تبتسم!
بسمتُ فقالوا يُرائي بها -- عبستُ فقالوا بدا ما كتم!
صَمَتُّ فقالوا كليل اللسان -- نطقتُ فقالوا كثير الكَلِم!
حَلِمتُ فقالوا صنيع الجبان -- ولو كان مقتدراً لانتقم!
بسلتُ فقالوا لطيشٍ به -- وما كان مجترئاً لو حكم!
يقولون شَذَّ إذا قلتُ لا -- وإمَّعةً حين وافقتهم!
فأيقنت أني مهما أردت -- رضا الناس لابد من أن أُذم!

أسباب انعدام أوقلة الثقة بالنفس؟

من أهم الأسباب التي تجعل الإنسان صاحب شخصية مهزوزة ومترددة، لا يثق بنفسه، هو تعرضه لمواقف سابقة أثرت سلباً في ثقته بنفسة وتركت أثراً عميقاً سيئاً من الصعب نسيانه .

كذلك محاولة أن يتشبه الإنسان بغيره ممن يفوقوه قدرة ومهارة قد يؤدي إلى الإخفاق والفشل وبالتالي إلى فقدان الثقة بالنفس في أغلب الأحيان.

ومما لا شك فيه أن عدم إيمان الفرد بأنه يمتلك القدرة والمهارات المطلوبة في مختلف مجالات الحياة يجعله منطوياً على نفسه مختبئاً وراء غيره من الناس، وهذا يمكن أن يعزا أيضاً إلى عدم اهتمام الشخص بتطوير ذاته وتعليم نفسه خصوصاً في عصرنا الحاضر، عصر التغير والتطور السريع.

وعلى صعيد آخر، إنّ هناك الكثير من الناس ممن يعانون من انعدام الثقة بأنفسهم بسبب التربية الخاطئة فهناك من يربي أبناءه على الخوف والتسلط والأوامر والنواهي فيكبرالطفل ليصبح شخصاً مهزوزاً خائفاً وغير قادر على مواجهة الآخرين.

هناك الكثير من الناس ممن يعانون من انعدام الثقة بأنفسهم بسبب التربية الخاطئة فهناك من يربي أبناءه على الخوف والتسلط والأوامر والنواهي فيكبرالطفل ليصبح شخصاً مهزوزاً خائفاً وغير قادر على مواجهة الآخرين

كذلك إن لم يجد الفرد أناساً يساندوه ويحبوه ويساعدوه ويشجعوه ويرفعوا من معنوياته في مواجهة صعوبات الحياة سواء كانوا من الأهل، الأصدقاء أو الأقارب والجيران قد يفقده ثقته بنفسه. علاوة على ذلك، يجب أن لا ننسى أن كثرة انتقاد الناس لأي شخص قد تؤدي إلى فقدان الثقته بالنفس.

كيف تزيد أو تستعيد ثقتك بنفسك؟

-  عليك أولاً أن تؤمن بنفسك كإنسان قادر على تحقيق كل ما تصبو إليه بعد التوكل على الله عز وجل، وطلب العون منه تبارك وتعالى. فكر بشكل إيجابي دوماً وقل لنفسك صباح كل يوم بأنك ستصل إلى هدفك مهما كانت الصعوبات. درّب نفسك على أن تصبح أكثر ثقة وإيجابية وإيماناً بقدراتك فما عليك إلا أن تتخيل يومياً أنك ذلك الإنسان الذي تحب أن تراه في شخصك وذكّر نفسك دائماً بأنك قادر وتمتلك قدرات ومهارات مختلفة. فقط أغلق عينيك وارسم لنفسك صورة ذهنية رائعة تؤمن بها وتصرعلى الوصول اليها يوماً بعد يوم، فهذه المرحلة هامة جداً لأن الثقة بالنفس تنبع أولا من قناعة الإنسان بنفسه ثم تزيد بتشجيع من هم حوله.

- حاول أن تقضي وقتاً مع نفسك تتأملها وتنقدها حتى تستطيع فهم أعماقك وما يقف أمام طموحك ونجاحك مما يسهل عليك مواجهة مخاوفك والتغلب عليها .

- اشتغل على تطوير قدراتك وصقل مهاراتك لمواجهة الآخرين، وتذكر أن ذلك يزيد من ثقتك بنفسك مع مرور كل يوم. خاصة وأن في أيامنا الحالية هناك الكثير من الدورات العديدة التي تعقد خاصة في تطوير الذات وإصلاحها.

اشتغل على تطوير قدراتك وصقل مهاراتك لمواجهة الآخرين، وتذكر أن ذلك يزيد من ثقتك بنفسك مع مرور كل يوم

- قم بعمل شيء كنت تتردد بعمله سابقاً لتثبت لنفسك أن ثقتك بنفسك أصبحت تؤهلك لعمل ما لم تكن قادراً على فعله في السابق، فتحدّي النفس تدريجياً هو أمر هام يساعد على الإقدام وعدم التخوف أوالتردد في تحقيق أي شيء.

- تخلص من كلمة لا أستطيع وامسحها من قاموس حياتك كلياً واستبدلها بكلمة أستطيع وأقدر وأن ليس هناك ما يسمّى بالمستحيل.

- حاول مساعدة الآخرين فذلك يساعدك على استرجاع وزيادة ثقتك بنفسك، فمساعدة الآخرين تمدّك بطاقة إيجابية كبيره تؤثر إيجاباً عليك.

وأخيراً لنلخص ما تم قوله سابقاً فيما يلي:

إنّ من أهم ثمار الثقة بالنفس هي أنها تساعدنا على اتخاذ القرارات بحكمة وعلى النجاح والإصرار والعزم على تخطي العوائق والوصول إلى الأهداف بعزيمة قوية . كما أنها تساعدنا على مواجهة المشكلات وعدم الهرب منها وحلها والانتهاء منها بلا خوف أو تردد. وأخيرأً حتى الفشل بالنسبة لمن يثق بنفسه هو بمثابة درس يحفزه على إعادة المحاولة لتحقيق النجاح. واعلم أنك إذا كنت ممن لا يثق بنفسه فلا يمكن أن يثق بقدراتك أحد من الناس؛ لأن الناس بطبيعتهم كثيروا الانتقاد في كل الأحوال لذا ثق بنفسك وارق بذاتك واترك كلام الناس للناس.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
باحثة وأديبة ومحاضرة في الأدب والفكر، لها العديد من البحوث والمؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية. حاصلة على شهادة الدكتوراة في التعليم (القيادة التربوية والإدارية). تقوم بتقديم العديد من الدورات التدريبية وورش العمل في مجالات عديدة. درست الأدب الانجليزي والشريعة الإسلامية. وقدمت مساهمات في العديد من المؤتمرات العالمية والمحلية فيما يختص بتطوير التعليم وطرائقه. لها اهتمامات عديدة في مجالات الأسرة وكذلك تنمية وتطوير الذات.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …