ثمانية مفاتيح للمعلمين؛ لإعانة الأطفال على ملكة التفكير

الرئيسية » بصائر تربوية » ثمانية مفاتيح للمعلمين؛ لإعانة الأطفال على ملكة التفكير
thinking- students

رغم أن جيل أواخر التسعينات وأوائل الألفية الجديدة نشأ في زمن التكنولوجيا، وعصر السرعة إلا أن وسائل التعليم -مع الأسف- ما تزال في معظم الدول حتى المتقدمة منها تميل للأساليب التقليدية في التعليم، والدراسة الأكاديمية ما تزال مبنية على الحفظ وقليل من البحث، والتفكير ما يزال غير حاضر في صفوف الدراسة، والكثير من الباحثين في أصول التربية وعلم النفس العصبي ينادون بضرورة وأهمية إضافة التفكير -سيما النقدي منه- كجزء من مناهج الدراسة، وإليكم ثمانية عوامل يمكن من خلالها تطبيق منهج التفكير في فصول الدراسة:

أولاً- الوقت:

على المعلم أن يمنح التلاميذ الوقت الكافي للتفكير، فالحصة لا يجب أن تنحصر على توصيل المعلومات والتلقين من قبل الأستاذ ، فبهذه الطريقة سيتمكن الطلبة من تحليل ما يقوله المعلم ونقده والسؤال حوله وبالتالي يزداد فهمهم ومهاراتهم النقدية.

ثانياً- الفرص:

وذلك من خلال جعل الطلبة متفاعلين أكثر في العملية التعليمية بدمجهم في نشاطات تساعدهم على التفكير، فجعل الحصة عبارة عن درس استماع، الأطفال فيها هم المستمعون الوحيدون، وجعلهم يشاركون في شرح نقطة مذكورة في المنهج الدراسي، لا يعد فرصة كافية، فلابد من إعطاء الطلبة مساحة كافية وتامة للتعليق، والسؤال وإبداء وجهة النظر، وإن خالفت وجهات نظرهم المنهج الدراسي أو فكر الأستاذ.

لابد من إعطاء الطلبة مساحة كافية وتامة للتعليق والسؤال وإبداء وجهة النظر، وإن خالفت وجهات نظرهم المنهج الدراسي أو فكر الأستاذ

ثالثاً- الروتين:

وذلك من خلال تنظيم عملية التفكير وجعلها مستمرة وموجودة في كل المواد، وإضافة التفكير في العملية التعليمية سيجعل الطلبة يدركون أنه لا يتوجب عليهم دائمًا الاعتماد على الكبار أو علم الآخرين؛ ليصبح لديهم وجهة نظرههم الخاصة بهم وتفكيرهم المستقل.

إضافة التفكير في العملية التعليمية، سيجعل الطلبة يدركون أنه لا يتوجب عليهم دائمًا الاعتماد على الكبار أو علم الآخرين ليصبح لديهم وجهة نظرههم الخاصة وتفكيرهم المستقل

رابعاً- اللغة:

إعطاؤهم الفرصة للتواصل باللغة التي يتعلمونها، وبالتالي يمنحهم القدرة على التفكير فيما يتعلمونه، وتطبيق اللغة على النحو الصحيح، على عكس ما يحدث، وهو الاعتماد على فهم الطلبة للقواعد وتطبيقها وكتابة وتأليف مواضيع إنشاء طويلة، ولكن حين يأتي الأمر للمحادثة لا يُحسن الطالب لفظ الكثير من الكلمات بالشكل الصحيح وبطلاقة إلا فيما ندر.

خامساً- صنع نماذج جديدة:

وهذا يحدث من خلال انخراط الأطفال مع بعضهم البعض وتبادل الأفكار وطرق التفكير المختلفة، وهذه الطريقة لا تساعد فحسب على إثراء وصقل مهارة التفكير لدى الأطفال، بل تساعد على تقبل الآخر كذلك.

سادساً- العلاقات المتبادلة:

من الضروري أن يحرص المعلم على توفير بيئة مرنة و مريحة للأطفال، والسماح لهم بقول كل ما يرغبون فيه، ومناقشتهم دون كبتهم أو حتى الحكم عليهم، كذلك من خلال تلك العملية، سيتعلم الطلبة أهمية الاستماع لجميع الأطراف وإن خالفوهم في الرأي، كما سيتعلمون احترام وجهة نظر الآخرين طالما عرضوا رأيهم بأدب ورقي ودون معاداة غيرهم أو الخروج عن حدود الأدب.

من الضروري أن يحرص المعلم على توفير بيئة مرنة و مريحة للأطفال، والسماح لهم بقول كل ما يرغبون فيه، ومناقشتهم دون كبتهم أو حتى الحكم عليهم

سابعاً- البيئة الفيزيائية:

لا بد من تنويع بيئات التعلم لشحذ مهارة التفكير، فليكن الدرس مرة في المعمل أو في الهواء الطلق أو في متحف ، فحتى تغيير طريقة ترتيب الكراسي والطاولات في الفصل وتجهيز بعض الأدوات والألعاب العقلية يعتبر خطوة رائعة ومحفزة لعقلية أكثر إبداعًا.

ثامناً- التوقعات:

من المهم تذكير الطلبة دومًا بالهدف الحقيقي والجوهري من التعلم، وأنه ليس الهدف منه جمع معلومات وحفظها، ثم تحصيل درجات مرتفعة آخر العام، ولكن الغرض هو حث الإنسان على حب العلم والبحث، ومن خلال منحهم القدرة على التفكير وتخصيص وقت لهذا، سيرسخ هذا المعنى بسهولة في أذهانهم، وسيرغبون هم في استكمال عملية التعلم حتى بعد انتهاء سنوات التعليم.

للأسف لم تنجح طرق التدريس التقليدية والمعتمدة على الحفظ أكثر منها على الفهم، ناهيك عن التفكير، إلا في صنع جيل يخاف المخاطرة، وخوض تجارب جديدة واكتساب المهارات والتعلم الذاتي، والاستثناءات قليلة، ومن المحزن أن تتغير الكثير من الأمور بسبب التكنولوجيا، ويظل واحد من أهم الأشياء بالنسبة للإنسان -وهو التعليم- على حاله! وقد غدا رهن الطرق التقليدية غير المجدية، وأساليب التفكير العقيمة، هذا إذا وجد التفكير فيها على الإطلاق!

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • https://www.guiainfantil.com/educacion/escuela-colegio/8-claves-para-profesores-que-quieren-ensenar-a-los-ninos-a-pensar/
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …