كيف نخدم قضية الأسرى؟

الرئيسية » بأقلامكم » كيف نخدم قضية الأسرى؟
prison2271

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لقادة فصائل فلسطينية وهم يرتدون ملابس الأسر داخل مكان يشبه السجن، في خطوة تضامنية رمزية تحاكي واقع الأسرى، وكالعادة اختلفت الآراء بين مؤيد ومعارض، بررها المؤيدون بأنها فكرة انتجتها الظروف بهدف زيادة إثارة الانتباه لواقع الأسرى المرير، ولخلق نوع من التفاعل والتضامن معهم في إضرابهم، بينما استند المعارضون على أن هذه الصورة تُظهر الأسرى بمظهر ضعف، وأنه كان الأجدر بالقادة أن يجسدوا مشهدا يحمل معالم القوة مثل أن يظهر كل قائد فصيل وكأنه يمسك جندي صهيوني أسير.

الجدير ذكره أن من المعترضين على الصورة هم من داعمي المقاومة، وهذا أمر ايجابي طالما أن الاختلاف هو اختلاف إثراء وليس تناقضاً، وشخصياً، لا أنكر على أحد اعتناق ما يراه مناسباً من الآراء، لكن الذي أثار استغرابي هو أن كثيراً ممن اعترضوا على الصورة باعتبارها إهانة للأسرى من وجهة نظرهم، يصفقون لمن يهين الأسرى سواء وهم داخل السجون من خلال ترك قضيتهم بلا حراك يشفى صدور الأسرى وأهلهم، ومساومتهم على حقوقهم لو شاركوا في الإضرابات، وسواء هم خارج السجون حين يقطع رواتبهم.

هنا سؤال، أليست الصورة والمقال والتقرير الصحفي والقصيدة والقصة القصيرة والطويلة والبرنامج الإذاعي والمرئي والفيلم والدعاء والمسلسل والمسرحية والوقفة التضامنية والمهرجان، أدوات نضالية لإبراز أي قضية ونصرتها؟ أليست هذه الأفكار هي التي تحبذها المجتمعات الغربية باعتبارها خالية من مشاهد القسوة؟

إن الإعجاب بمثل هذه الأفكار لا يعني أنها تغني عن فكرة أسر الجنود التي هي العمود الفقري لأي عمل حقيقي مساند للأسرى، والمقاومة الفلسطينية سجلها حافل بعمليات أسر جنود صهاينة وآخرها "وفاء الاحرار"، ولازالت المقاومة تحتفظ في جعبتها بمفاجآت تسر قلوب الشرفاء، وما تغريدة ابو عبيدة إلا تأكيدا على ذلك حيث قال: إن قيادة القسام أصدرت الأوامر لوحدة الظل بتفعيل المعاملة بالمثل، وهذا حديث يُستشف منه أن لدى المقاومة لديها جنود أحياء.

إن المنطق يقول بأن كل فكرة يمكن أن تخدم القضايا الوطنية هي فكرة تصبح واجبة التنفيذ مهما كانت بسيطة، وعلينا ألا نستهين بصغيرة لأن الجبالَ من الحصى، وهنا استذكر أنه قبل فترة نظمت حركة الأحرار الفلسطينية ندوة بعنوان "آليات دعم وإسناد الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية" وكان من ضمن المتحدثين الأستاذ محمد الإفرنجي مدير منتدى الاعلاميين الفلسطينيين، والذي أمطرنا بوابل من الأفكار الدسمة لخدمة الأسرى، منها:

1_ تفعيل الساحات الغربية بإرسال رسائل للسفارات الأجنبية وتنظيم فعاليات في الجامعات وامام السفارات الصهيونية والدول الداعمة لها وامام المؤسسات الدولية والمراكز الشبابية، لشرح معاناة الاسرى وأهلهم.

2_ اصطحاب أهالي أسرى و أسرى محررين لزيارات خارجية.

3_ إنتاج أفلام سينمائية عن الأسرى وترجمتها بعدة لغات وعرضها على القنوات العربية ودولية.

4_ توزيع بطاقات دعائية تتحدث عن الأسرى على المسافرين في كافة وسائل النقل والمواصلات الفلسطينية والعربية والدولية.

5_ وضع فواصل إعلانية عن قضية الأسرى بين البرامج على الفضائيات العربية والدولية وبلغات عديدة.

6_ استثمار طاقات الشباب الفلسطيني والعربي في الخارج للتعريف بهذه القضية بكل اللغات وعلى كل وسيلة ممكنة مواقع تواصل اجتماعي ،صحف و مجلات، إذاعات، جامعات.

وأنا أقترح :

1_ إنشاء فضائية باسم " الثوابت " تتحدث عن القضايا المركزية الفلسطينية (الأسرى، القدس، الحصار، التغول الاستيطاني ،وقضايا أخرى).

2_ التنسيق مع صحف دولية ضخمة لنشر تقارير إعلامية ومقالات ورسوم كاريكاتور تحمل وجهة النظر الفلسطينية.

3_إعادة تفعيل وزارة الأسرى والمحررين وتأسيس فرع لها في كل سفارة ويقودها مُحرر لشرح معاناة الاسرى.

4_ الوقوف بيافطات تحمل صوراً للأسرى في دور السينما العربية والغربية كل بلد.

5_تسمية كل فصل دراسي باسم أسير ووضع بطاقة تعريفية عنه على باب الفصل.

6_ تخصيص مساقات جامعية تذكر بطولات الأسرى كل باسمه.

7_ الحديث في الإذاعة المدرسية بشكل أسبوعي عن أسير .

8_ وضع صور الأسرى في الميادين العامة والمؤسسات الخاصة والعامة.

إن معين الأفكار الوطنية لا ينضب، فكل منا مطالب بأن يجتهد على قدر علمه وجهده، ولنا في ما قاله أبو الطيب المتنبي قدوة حسنة:

عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ وتَأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

بين عقيدة الإسلام و”عقيدة الواقعية

للإسلام تفسيرٌ للواقع وتعاملٌ معه بناءً على علم الله به ومشيئته فيه، كما يثبتهما الوحي. …