أهم حاجة عند الأطفال هي حاجتهم للشعور بالحب، كلنا نحب أولادنا، لكن حبنا لهم فقط لا يروي حاجتهم، بل لابد من أن نوصل حبنا لهم، ويشعروا به.
إذا مدحك أحدهم بلغة لا تفهمها، فلن تشعر بأي شعور إيجابي تجاه مديحه هذا، بينما عندما يمدحك أحدهم بلغة تفهمها، ستكون سعيدًا وفخورًا، وكذلك أبناؤنا، حين نقول لهم أننا نحبهم بلغة لا يفهمونها فلن تؤثر بهم كثيرًا، أما إن تكلمنا بلغة حبهم، فسيكون التأثير كبيراً.
فيما يلي أستعرض معكم ملخصًا لكتاب "لغات الحب الخمس عند الأطفال"، مع الإشارة إلى أن الطفل يحتاج جميع اللغات، لكن هناك لغة واحدة منها تؤثر أكثر من غيرها:
-التلامس الجسدي: الطفل الرضيع يحصل على حاجته من التلامس الجسدي عند الرضاعة وعن طريق الحضن، لكن ما إن يكبر الطفل حتى ينسى الوالدان هذه الحاجة، عليك أن تجد دومًا مناسبات لتلامس ابنك، سواء باللعب معه، أو بالتربيت على جسده، أو باحتضانه في المناسبات . الضرب يوثر سلبًا على جميع الأطفال، لكن عندما تكون لغة حب الطفل هي التلامس الجسدي، فإن الضرب يؤثر عليه أكثر بكثير.
-كلمات التوكيد: ونعني بذلك كلمات الفخر بالطفل، كلمات مديح أفعاله، مثلًا: "غرفتك مرتبة أحسنت أنك تهتم بها"، "أنا سعيد أنك ابني"، صحيح أن الكلمة الطيبة صدقة، وكلنا نحتاجها، لكن بعض الأطفال يتأثر بالمديح أكثر من غيره، وهو نفسه يتأثر بالكلمات السلبية أكثر من غيره.
صحيح أن الكلمة الطيبة صدقة، وكلنا نحتاجها، لكن بعض الأطفال يتأثر بالمديح أكثر من غيره، وهو نفسه يتأثر بالكلمات السلبية أكثر من غيره
-الوقت النوعي: وهو وقت مخصص لكل طفل على حدة، حتى لو عشر دقائق كل أسبوع، وخلال هذا الوقت ممنوع أية نصائح أو توجيهات، فقط تتحدثون وكأنكم أصدقاء، وحبذا لو تتكملون مع طفلكم عن ذكرياتكم، الأطفال الذين تكون لغة حبهم الأساسية الوقت النوعي، تراهم يقولون لأمهم تعالي العبي معنا، ولوالدهم تعال العب معنا باستمرار، لكن المشكلة أن الوالدين قد يكونان مشغولين حينها، مما يجعلهما ينهران الولد، الحل في مثل هذا الوضع أن يخصصا وقتاً ولو دقيقتين للطفل، قبل بدء العمل كي يُشبع حاجته دون أن ينقّ على والديه.
-الهدايا: تهادوا تحابوا سنة نبوية، ربما نغفل عن نية تطبيق السنة عندما نُهدي أولادنا شيئاً، قد تقولون: كلنا بلا استثناء نحب الهدايا، هذا صحيح، لكن بعض الأطفال يهتم بالهدايا أكثر من غيره، فتجده يضعها في مكان بارز في غرفته، ويريها للجميع، ويحب أن يقدم هدايا لغيره، المهم في هذا الأمر حتى تكون مؤثرة، أن تكون الهدية بلا مناسبة، وليس من الضروري أن تكون شيئاً تشترونه من متجر الهدايا، فوردة من الحديقة، أو طعامًا يحبه تخصونه به، يمكن اعتباره هدية.
-أعمال الخدمة: كل الأمهات والآباء يقومون بخدمات لأولادهم، لكن ما أقصده هو الاهتمام بخدمة معينة تُقدّم للطفل، قد يرغب الطفل الذي أتقن لبس حذائه أن تقوم والدته بتلبيسه في بعض الأحيان، وقد ترغب الطفلة التي تستطيع المشي أن يحملها والدها بعض المرات، وجودكم بقرب أولادكم ومساعدتهم عندما يحتاجونكم هي لغة حب قوية عند بعض الأطفال ، وخاصة عندما تقدمونها بحب، وليس كواجب تريدون إنجازه والتخلص منه.
أما كيف تكتشفون لغة حب طفلكم، فإن هذا يظهر بعد عمر ثلاث سنوات، أما قبل ذلك فلا يمكنكم اكتشافها، راقبوا أطفالكم، واسألوهم كيف يعلمون أنكم تحبونهم، وعندها تستطيعون اكتشاف لغتهم، مع الإشارة إلى أن اللغة غير ثابتة وقد تتغير بحسب العمر.