في #رمضان من كل عام، يتجدد الجدال حول ذهاب الأطفال لصلاة التراويح في المسجد، وككل سنة كل طرف يتمسك برأيه، ولا يصل الطرفان إلى حل، والسبب في عدم الوصول إلى حل أن كل طرف يتحدث من جهة مختلفة، مَن يؤيدون حضور الأطفال لصلاة #التراويح، يتحدثون من مبدأ ضرورة تحبيب أولادنا وتعليقهم بالمسجد منذ عمر مبكر، وأيضًا من مبدأ أن للأم الحق في حضور المساجد، وخاصة في رمضان، وألا يكون وجود الأطفال عائقًا لها أمام ذلك.
أما مَن يرفضون ذلك، فيرفضونه بسبب أن الأوضاع الحالية لأولادنا ومساجدنا غير مُهيأة لاستقبالهم، وأن الذين يأتون إلى المساجد من حقهم الصلاة في جو من الهدوء والسكينة.
وللوصول إلى حل يرضي الأغلبية، إليكم بعض المقترحات التالية:
- الطفل تحت عمر السنتين، يحتاج إلى الروتين والنظام والنوم في مكان محدد ووقت محدد، لذلك من المحتمل جدا أن يهيج في الأماكن الجديدة، مثل المساجد، فلا يُنصح بأن يأتي الأطفال بهذا العمر إلى المسجد، إلا في حال كانت الأم متأكدة أن ابنها أو ابنتها هادئة تمامًا.
- الأولاد بعمر أكبر من أربع سنوات، لا يجب أن يكون أول عهدهم بالمسجد في ليالي رمضان، بل على الوالدين أن يأخذوا الأولاد إلى المسجد قبل رمضان بوقت كافٍ؛ كي يعتادوا على زيارة المسجد ويتعرّف على آداب المسجد ويتدرب عليها... ومن الأفكار لتعليم الطفل آداب المسجد أن نرسمها على لوحة ونعلقها في البيت، كي يشاهدها يوميًا، وربما مثّلناها معًا في المنزل، وإذا حدث أننا لم نعلمه قبل رمضان، فلم تفت الفرصة بعد، بإمكانكم أن تأخذوه عدة أيام في غير أوقات صلاة التراويح، ريثما يعتاد على آداب المسجد.
- يمكن للأمهات في الحي أن يتفقن فيما بينهن، بحيث كل يوم تكون واحدة منهن مسؤولة عن العناية بأولاد جارتها، ثم في اليوم التالي يتبادلن الأدوار.
- ممكن أن يتفق أهل الحي، ويبنوا ملحقًا خارجيًا بالمسجد فيه ألعاب أطفال، وقد تتطوع يوميًا إحدى الأخوات بالإشراف عليه، هذا الملحق يمكن تأسيسه بتكلفة بسيطة من أهالي الحي، وقد رأيت أحد المساجد يطبق هذه الفكرة في السعودية.
- من الأحكام الفقهية التي تغيب عن كثير من الناس، أنه بإمكانهم حمل الطفل الصغير أثناء الصلاة، روى أحمد وأبو داود والنسائي عن أبي قتادة قال: (رأيت رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يحمل أمامة أو أميمة بنت أبي العاص، وهي بنت زينب، يحملها إذا قام ويضعها إذا ركع) وهكذا يمكن للأم حمل الطفل الصغير أثناء الصلاة، فلا يزعج المصلين، ولا تفوت الأم الصلاة.
- يجب أن تضع الأم في ذهنها، أنها قد تضطر أن لا تُكمل صلاتها مع الجماعة، في حال بكاء أو إزعاج أولادها، فلتصلِ ما تستطيع، خيرًا من أن تُكمل صلاة الجماعة، وتترك أولادها يزعجون المصلين.
- بين كل ركعتين، تحضن الأم طفلها وتلاعبه، وتسأله إن كان يريد ماء، حتى لو كان هادئاً ولم يطلب شيئاً، لأن تصرفها هذا يعتبر بمثابة إعادة شحن لصبر الطفل، كي لا ينفذ أثناء صلاتها.
- لا بأس أن تُحضر الأم معها للطفل قصة، أو ورقة وألوان، أو لعبة لا تصدر ضجيجًا، أو ربما أكلات خفيفة يتسلى بها.
هذه كانت بعض النصائح، كي نوفق بين حضور أولادنا للمساجد، وتعلقهم بها منذ صغرهم، وأيضًا حفظ حق المصلين بالصلاة في مكان هادئ، ويمكن تطبيقها قبل دخولنا العشر الأخير، حيث تلتزم الأمهات أكثر. بحضور التراويح وقيام الليل... تقبل الله منا ومنكم.