رغم سياسة الاحتلال التهويدية.. المقدسيون يتجهزون لاستقبال شهر رمضان المبارك

الرئيسية » تحقيقات وحوارات خاصة » رغم سياسة الاحتلال التهويدية.. المقدسيون يتجهزون لاستقبال شهر رمضان المبارك
RAMADAN-IN-JERUSALEM

يتجهز المقدسيون بلمساتهم الخاصة وأعمال التزيين لشوارع مدينة القدس وباحات الأقصى لاستقبال شهر رمضان المبارك الذي يطل على الأمة الإسلامية غداً.

فما أن يقترب الشهر الفضيل حتى يبدأ المقدسيون بتزيين أزقة المدينة والبلدة القديمة على وجه الخصوص بالأضواء والفوانيس والألوان الزاهية في أكبر تحدٍ للاحتلال الصهيوني الذي يواصل سياسته التهويدية وانتهاكاته بحق المدينة والمسجد الأقصى المبارك، والسماح لمستوطنيه بالاقتحام اليومي لباحات المسجد في الوقت الذي يمنع فيه المقدسيين وأهل المدينة من الوصول إليه لأداة صلواتهم.

تزيين شوارع القدس والأقصى

وفي هذا الإطار بدأت دائرة الأوقاف الإسلامية بكل تحضيراتها وترتيب المسجد الأقصى وجميع مصلياته ومرافقه استعدادا لاستقبال الشهر الفضيل واحتضان عشرات آلاف المصلين في باحاته، فيما بدأت كافة لجان الأحياء والحواري والبلدات المقدسية في تزيين المدينة بحواريها وشوارعها وأزقتها وكل ركن فيها بأحبال وفوانيس رمضان التي تأخذ طابع التحدي للاحتلال.
كما انطلقت حملات تطوعية من قبل مرابطات المسجد الأقصى اللواتي تجمعن لتقسيم عمليات تنظيف ساحات المسجد لاستقبال المصلين في رمضان.

ومن ضمن لجان العمل التطوعي لجنة حارات البلدة القديمة التي اجتمعت قبل أيام مع ممثلي حارات البلدة القديمة وعدد من رجالها وشخصياتها الاعتبارية قبيل بدء شهر رمضان المبارك وذلك من أجل وضع خطة برامجية لخدمة ضيوف المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك.

كما اتفق المقدسيون على توحيد صفوفهم من أجل العمل المشترك في هذه الفترة وذلك من خلال تقسيم البلدة القديمة إلى حارات وهي باب حطة والسعدية والواد وحارة النصارى إضافة للحارات الصغيرة الأخرى وانتخب الناشط والصحافي المقدسي ومدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس رئيساً للجنة حارات البلدة القديمة.

وحول طبيعة عمل اللجنة قال قوس لبصائر: "إنها ستشكل صوت البلدة القديمة الموحد والإدارة الجماعية لكافة حارات وتجمعات وأطياف سكان البلدة القديمة التي سيكون عليها الاستعداد لاستقبال ما لا يقل عن مليوني زائر خلال شهر رمضان حسب التوقعات الأولية".

كما تم الاتفاق على آلية توزيع زينة رمضان وتقسيم أدوار المتطوعين وتعزيز دور الشباب، والاستفادة من الخبرات والكفاءات لتقديم أجمل صورة للبلدة القديمة وأهلها المرابطين حول المسجد الأقصى ومحاولة تخطي الاختلافات الدينية والإبقاء على الهدف الأساسي وهو خدمة المسجد الأقصى وزواره.

تحضيرات نهائية

من جهته كشف ناجح بكيرات مدير دائرة الأوقاف بمدينة القدس أن الدائرة قامت بنصب عشرات المظلات في باحات المسجد الأقصى لتقي المصلين من حرارة الجو والشمس، كما حضرت لاجتماعات مع اللجان الطبية ووزارة الصحة واللجان الاجتماعية في داخل البلدة القديمة لتنظيم الصفوف يومياً في صلاة العشاء وخاصة في العشر الأواخر وليلة القدر، وللتأكد من الأمن والوقاية الصحية وتوفير أهم سبل الراحة للمصلين.

وقال بكيرات أن الأوقاف قامت بترتيب البرامج الدينية وتنظيم برامج لدروس الوعظ والإرشاد بعد صلاة الفجر وقبل صلاة الظهر وبعدها، وقبل صلاة العصر وترتيب برنامج قراءة القرآن في المصلى القبلي ومسجد قبة الصخرة.

وأضاف: ”كما رتبت الدائرة برامج صلاة التراويح داخل المسجد في صلاة موحدة وبرنامج الأئمة الحافظين لكتاب الله من أجل ختم القرآن الكريم، والدروس اليومية المقدمة للمصلين".

ولفت بكيرات إلى أن الأوقاف ستفتتح هذا العام مرافق صحية جديدة تابعة لباب الغوانمة حيث يوجد بها 76 دورة مياه و25 حماماً للاغتسال وذلك لخدمة المعتكفين في العشر الأواخر، علاوة على الاتفاق مع المساجد القريبة المحيطة بالأقصى على فتح أبوابهم وخاصة مرافقهم الصحية طيلة الشهر الكريم وتجهيزها، إلى جانب أن الأوقاف ستفتح أيضا مرافق صحية خاصة بالنساء بالقرب من باب الأسباط وباب المطهرة.

وتابع بكيرات: ”كما جهزت الدائرة لجان توعية لحالات الطوارئ، كما أن المصليات ستكون مفتوحة لتوحيد الصلاة خلف إمام واحد طيلة أيام الشهر بما فيها مصلى باب الرحمة، وكذلك اتفقت الدائرة مع وزارة الصحة لتجهيز سيارات إسعاف للطوارئ إذا ما حدث أي مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال".

وأشار إلى أن هناك اتفاق مع سبع جمعيات على نوعية الطعام الذي سيقدم للمصلين والقائمين على تقديمه، لافتاً إلى أن معظم العاملين في الأقصى برمضان من المتطوعين في لجان الكشافة وجيران الأقصى.

وأوضح أن الأوقاف أوقفت الإجازات لكافة حراس الأقصى لضمان تواجد أكبر عدد منهم على مدار اليوم والليل خلال رمضان، وذلك للإشراف على سير النظام والعمل ولإتمام المهام الملقاة على عاتقهم والتي تزداد وتكتظ خلال الشهر الفضيل.

كما نوه مدير المسجد الأقصى إلى أهمية دور الحارسات اللواتي سيعملن على خدمة النساء في مصلى قبة الصخرة والمصلى القديم بإشراف تام من مديرية الأقصى.
وعن لجان النظافة قال إنه تم تكثيف عدد العمال خصوصا في الفترة الصباحية لتنظيف دورات المياه، لافتا إلى أن الأوقاف تعاقدت مع مقاول مختص بأعمال النظافة وسيكون مسؤولاً عن إحضار مائة عامل لتنظيف باحات الأقصى يومياً بعد الإفطار وبعد السحور.

لجان العمل التطوعي

إلى ذلك دعت لجنة حارات البلدة القديمة جماهير شعبنا وزواره من العرب والمسلمين الالتزام بتوجيهات لجان النظام والحفاظ على الأمن والسلم واتباع إرشادات متطوعي البلدة القديمة خاصة في ليالي رمضان وخاصة ليلة القدر وأيام الجمع، واعتبار هذا الشهر الفضيل شهر المحبة والصلاة ونبذ الفرقة.

كما دعت اللجنة أهالي البلدة القديمة لمد يد العون لكل زائر، وتوفير كافة المستلزمات لضيوف الرحمن.

ومن ضمن الأفكار التطوعية كان مخيم "القدس أولا" العاشر الذي أطلقته الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، وهو عبارة عن مخيم يضم عشرات الطلاب المتطوعين لخدمة الأقصى والذين سيعملون على تنظيف باحات الأقصى ضمن التحضيرات التي تسبق شهر رمضان المبارك إلى جانب ورشات ثقافية تعليمية إرشادية لكافة الفئات العمرية، وترميم بعض المدارس والبيوت في البلدة القديمة وحي سلوان.

كما انطلقت عشرات الحافلات والسيارات من مناطق الجليل والمثلث والمدن الساحلية والنقب في اتجاه القدس بعد أن نقلت آلاف المتطوعين والمتطوعات من الداخل الفلسطيني للمشاركة في معسكر "القدس أولًا" العاشر.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
صحفي فلسطيني مقيم في قطاع غزة، حاصل على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية بغزة عام 2000، عمل في العديد من الصحف والإذاعات والمواقع الإلكترونية العربية والدولية أبرزها: العودة اللندنية، العرب اللندنية، القدس الفلسطينية، موقع إخوان أون لاين. وله العديد من المقالات في مجالات متنوعة، يعمل حاليا مديرًا لموقع الرسالة نت الفلسطيني بغزة وكاتب في موقع " بصائر " الالكتروني.

شاهد أيضاً

طفلي بلغ السابعة.. كيف أبدأ بتعويده على أداء “الصلاة” ؟

مما ينعش قلب الأبوين أن يقف إلى جوارهما طفلهما الصغير في سنوات عمره الأولى وهو …