قراءة القرآن في رمضان

الرئيسية » بأقلامكم » قراءة القرآن في رمضان
quran12

يُقال بأنه (إذا أردت أن يكلمك الله، فاقرأ القرآن، وإذا أردت أن تكلم الله، فصلِّ)!

هذا القول الرائع يدفعنا للتساؤل، تصور لو جاءتك رسالة من رئيس بلدك، يوضح لك فيها أموراً لو سرتَ عليها ستكون من الفائزين، أكنتَ تُهملها، أو تقرأها دون تمعن؟ أغلب الظن أنك ستقرؤها بدقة وتمهل وقد تحفظها وتطبقها بحذافيرها، سواء حباً أو خوفاً من الرئيس.

مع فارق التشبيه، ولله المثل الأعلى، لو كان حديثنا عن كلام الله عزوجل "القرآن الكريم" ، فكيف سنتعامل معه؟ هل سنقرؤه بالمستوى الذي يليق به، وإلى أي مدى نطبقه؟

سننطلق في الإجابة من الواقع، وهي أن الكثير منا ينكب على قراءة القرآن في رمضان، و يتفاخر بأنه ختم القرآن مرتين وأكثر، وما أن ينتهي رمضان حتى يُعيد المصاحف لقواعدها، لتشكو الهجران، وكأن القرآن لرمضان فقط، وكأن رب رمضان غير موجود قبل أو بعد رمضان، صحيح أن ثواب القراءة في رمضان يتضاعف، لكن هذا ليس داعياً للاقتصار على القراءة فقط في رمضان، فيجب ألا تخضع قراءة القرآن لمعايير الموسمية، بل تكون دائمة ولو قليلة لأن (خير الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) هكذا علمنا الرسول عليه الصلاة والسلام، وهنا يمكن تسمية قارئ القرآن في رمضان فقط "القارئ الموسمي الكمي".

وهنا نطرح تساؤلات هل ثمة آية قرآنية تمجد العمل الكمي على حساب العمل النوعي؟ وكيف لشخص يتبنى القراءة الكمية أن يبدع في الفهم والتأمل ومعرفة ما وراء المباني؟ لم أعثر على إجابة قرآنية تمجد العمل الكمي، بل إن القرآن ذم الكثرة على حساب النوعية، ولن يبدع القارئ الكمي في التأمل لأنه يقرأ الآيات باعتبارها كلمات مباني، وليس باعتبارها جواهر ومعاني، وكل شغله الشاغل أن يقلب الصفحات.

مواصفات القارئ الكمي :

1_ يجهل معاني كلمات كثيرة وقد لا يتأمل تحت ضغط سيف الإنجاز الكمي لطائف الآيات وقد يفوته فهم قصص القرآن وتذوق جمالياته المتنوعة.

2_ إنسان_ وأتمنى ألا أكون مجحفا_ يقرأ من أجل قضاء الوقت.

3_ هو نموذج للمؤمن التقليدي الذي يمارس الشعائر الدينية دون البحث في تفاصيلها.

4_ هو من القوم الذي لا يتجاوز القرآن حلوقهم.

اذكر ما قرأته ذات يوم عن نجم الدين اربكان أنه قال: "يقولون لي،أأنت ستقود العالم؟ تفرّغ لقراءة القرآن ، فقرأتُ القرآن فقال لي: قم وصارع الظالمين، وأنتج علوماً، وأعمر الدنيا."

لذا اقترح أن يخرج الانسان من قصر "كم قرأت" ؟ والتوجه لفهم القرآن تدبراً ومعرفة معاني الكلمات واللطائف وأسباب النزول، وحينها سيعرف كم كان مقصرا في ذلك، وسيزداد نهمه للقرآن قراءة وفهما وتطبيقا.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

بين عقيدة الإسلام و”عقيدة الواقعية

للإسلام تفسيرٌ للواقع وتعاملٌ معه بناءً على علم الله به ومشيئته فيه، كما يثبتهما الوحي. …