كيف نحب الله و نشتاق إليه؟

الرئيسية » كتاب ومؤلف » كيف نحب الله و نشتاق إليه؟
8886848

إن الكثير من المسلمين إذا ما سألتهم عن مدى حبهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم لتسابقوا على من منهم هو أكثر حبًا لهم، ثم إذا نظرت إلى أعمالهم وتصرفاتهم لرأيتها أبعد ما يكون عمّا يحبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو من يحبون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ذلك أنك تجد تعلّقهم بالبشر والدنيا أكثر من تعلقهم بالله، فكيف يمكننا أن نحب الله بالطريقة التي تجعله أقرب إلينا من حبل الوريد؟ كيف نحبه بحيث يكون هو الأحب إلينا، ويكون إرضاؤه هو غايتنا الأسمى؟ يجيب الدكتور "مجدي الهلالي" في كتابه عن هذه الأسئلة وغيرها بأسلوب منطقي وموضوعي، مع عرضه لأهم الوسائل والطرق التي تعين على تقربنا من الله وحبه إلى درجة تجعلنا نشتاق إليه.

مع الكتاب:

يأتي الكتاب على أربعة فصول، يتناول في كل فصل عدة مواضيع مختلفة، ونعرض أهم أفكار الفصول ومواضيعها على النحو التالي:

أولًا: التمهيد:

يُقدِّم "الهلالي" لمعنى العبودية وترابطها مع المحبة، وينتهي بطرح سؤال: "كيف نفتح باب المحبة؟!" في نهاية التمهيد على أن يجيب عليه في بقية الكتاب.

الفصل الأول: أهمية المحبة الصادقة من العبد لربه:

فيبين فيه كيف أن طاعة الله ومشاعر الخوف والرجاء الموجودة في داخلنا تجاه الله لا تتأتى إلا بالمحبة، ويدلّل على هذا الكلام بقول "ابن تيمية" رحمه الله: "فمن لا يحب الشيء لا يمكن أن يحب التقرب إليه، إذ التقرب إليه وسيلة، ومحبة الوسيلة تبع لمحبة المقصود".

وتلك المحبة إذا ما انغرست في قلوبنا أنبتت العديد من الثمار، ويذكر "الهلالي" بعضًا منها وهي: الرضا بالقضاء، التلذذ بالعبادة وسرعة المبادرة إليها، الرجاء والطمع فيما عند الله، الحياء من الله، الغيرة لله، الغنى بالله.

ونعرض للثمرة الأولى وهي: "الرضا بالقضاء" كمثال، حيث يشرح "الهلالي" كيف أن المسلم إذا ما أحب الله حقًا أحب قضاءه بخيره وشره، ولم يتذمر أو يتأفف، وإنما يصبر ويحتسب.

الفصل الثاني: لماذا يحب الله عباده؟

ومن أبرز مواضيعه: أليست نفسًا؟! مباهاته بعباده، ضحكه سبحانه، فرحه بتوبة العاصين، أحب العباد إلى الله.

وفي النقطة الأخيرة: "أحبّ العباد إلى الله"، يوضح "الهلالي" كيف أن الشرك بالله هو من أبغض الأمور إلى الله، ويلخص في حديث النبي صلى الله عليه وسلم صفات أحب الناس إلى الله، فيقول صلى الله عليه وسلم: (إني لأعرف ناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء بمنزلتهم عند الله سبحانه يوم القيامة، الذين يحبون الله ويحببونه إلى خلقه، يأمرونهم بطاعة الله فإذا أطاعوا الله أحبهم الله) (رواه أبو داود وغيره)،

الفصل الثالث : مظاهر حب الله تعالى لعباده:

ويذكر الكاتب أمورًا سبق فضل الله علينا قبل أن نوجد، وتدلل على حب الله لنا، ومنها: الإسلام، اللسان العربي، ثم يتطرق لذكر أمثلة أخرى لحبه تعالى لعباده، وهي: هدايته ودوام عافيته، وقيامه على شؤوننا، وتسخير الكون لنا، ويستفيض "الهلالي" في هذا الباب في ذكر الكثير من النعم، خاصة الجسدية الفردية من السمع والبصر والتنفس والقدرة على الحركة، والانطلاق.

كذلك يذكر الكاتب أنه من نعم الله علينا هدايا الله المتنوعة، والتي تتمثل في عظم الأجور التي منحنها الله إياها في أعمال يسيرة، كصيام يوم عرفة، وعاشوراء، وأجر الصدقة مهما صَغُرت قيمتها.
ومن مظاهر حبه تعالى رحمته ورأفته بنا، ويظهر هذا حتى في ابتلائه لنا، ويشرح الكاتب كيف أن الابتلاء يحمل في طياته الكثير من الرحمة والحب، لما فيه من تكفير للذنوب، ونيل أجر الصابرين والحرص على الآخرة.

ومظاهر أخرى يتطرق لذكرها "الهلالي" بالتفصيل، ومن أهمها: حلمه و صبره و ستره، ومواساته للمبتلين.

الفصل الرابع: الوسائل العملية لتمكين حب الله في القلب:

يقول "الهلالي" في بداية هذا الفصل، إنه إذا كانت المعرفة مهمة للمحبة فإن تلك المعرفة تحتاج إلى التذكير، والذي يكون من خلال القيام بالأعمال الصالحة، ويوضح أن التذكير يتأتى بأمرين رئيسين، وهما تدبر القرآن الكريم، والتأمل في ملكوت الله.

ثم يقترح "الهلالي" قائمة من الأعمال الصالحة منها:

• ذكر النعم.
• كثرة حمد الله باللسان.
• تحبيب الناس في الله عز وجل.
• الإلحاح على الله بأن يرزقنا محبته.

ويفَصِّل الكاتب كيفية القيام بكل أمر من هذه الأمور بذكر أمثلة قابلة للتطبيق على مدار الفصل.

كلمة أخيرة: حول الطريق إلى محبة الله:

وفي الختام يلخص "الهلالي" طريق الوصول لمحبة الله من خلال تدبر وفهم القرآن، وتحليل أحداث ومواقف الحياة اليومية، سواء التي تحدث مع الإنسان نفسه، أو مع الآخرين؛ لئلا يتم التعامل معها على أنها محض صدف وأحداث بلا مغزى.

وأخيرًا فمن الضروري أن نضع في الاعتبار أن التقرب إلى الله والوصول إلى محبته لا يتم في يوم وليلة، وإنما يستلزم من الإنسان مجهودًا وجهادًا، ورغبة صادقة في الآخرة، وعدم التعلق بالدنيا، ومعرفة الغاية من كليهما، حتى يعطي كل ذي حق حقه، ومن ثم يقع حب الله في قلبه ويشتاق إليه.

مع المؤلف:

الدكتور مجدي الهلالي، طبيب تحاليل طبية، وداعية مصري، ومن أعلام الدعوة الإسلامية.  كان له دور فى العمل الطلابي أثناء دراسته الجامعية، ثم اتجه إلى التأليف، فقدم عشرات الكتب فى الدعوة و التربية الإيمانية، والتى تهدف إلى ارتقاء الفرد بنفسه والتخلص من مثبطات الهمم.  و له العديد من الخطب والتسجيلات والمقالات فى مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية. شارك فى العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية. من مؤلفاته: حطم صنمك، كيف نغير ما بأنفسنا؟ من فقه الأولويات، كيف ننتفع بالقرآن؟

بطاقة الكتاب:

العنوان: كيف نحب الله و نشتاق إليه؟
المؤلف: د. مجدي الهلالي.
عدد الصفحات: 159 صفحة.

كتب ذات صلة بالموضوع

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

تراث القدس.. سلوة النفس

يعد هذا الكتاب القيّم تراثًا مقدسيًّا فلسطينيًّا مبسّطًا - إلى حد ما - ومجمّعًا بطريقة …