صفع نبأ وفاة الرئيس المصري محمد مرسي محبيه وأنصاره في عموم العالم العربي والإسلامي، الذي لم يكن في صحة جيدة، فحرمانه من تلقي العلاج داخل السجن تسبب بتدهور حالته الصحية بشكل كبير خلال فترة اعتقاله التي دامت ست سنوات، رحل مرسي عقب رفع جلسة محاكمة له بتهمة "التخابر مع قطر"، معلناً أنه لن يمثل أمام جلاديه مرة أخرى، في المثول القادم سيشكو مرسي جلاديه أمام الله عز وجل.
كيف حدثت الوفاة؟
عصر أمس الإثنين أعلن التلفزيون الرسمي المصري وفاة الرئيس المصري محمد مرسي، أثناء جلسة محاكمته، مبيناً أن مرسي طلب الكلمة من القاضي، وقد سمح له بالكلمة وفق ما ذكر التلفزيون المصري، وعقب رفع الجلسة أصيب بنوبة إغماء توفي على إثرها، ونقل جثمان مرسي إلى المستشفى.
وفي تصريحات صحفية توقع محللون سياسيون أن يكون الرئيس مرسي قد تعرض للتصفية بشكل متعمد، أي أن وفاته كانت عملية اغتيال مدبرة سلفاً، أما العلامة الأولى فهي أنه قال في جلسة محاكمته السابقة التي انعقدت يوم السابع من أيار/ مايو الماضي إن "حياته في خطر"، أما في جلسة وفاته اليوم الاثنين فطلب من القاضي الحديث للإفصاح عن شيء ما لكن لم يُسمح له ذلك حتى فارق الحياة.
أما العلامة الثانية التي تعزز التكهنات بأن الرجل مات اغتيالاً فيؤكد أحد المحللين أن "مرسي لم يفارق الحياة داخل قاعة المحكمة وإنما أغمي عليه هناك، ونقل إلى المستشفى ثم أعلن عن وفاته لاحقاً"، وهو ما يزيد من احتمالات أن تكون تصفيته قد تمت داخل المستشفى بشكل متعمد، بحسب ما يقول المحلل.
وفاة الرئيس الشهيد مرسي أثارت الأوساط العربية والإسلامية على مختلف المستويات، حيث نعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الفقيد بالقول: "أدعو الله أن يرحم شهيدنا". كما أعلنت رئاسة الشؤون الدينية التركية، إقامة صلاة الغائب على روح رئيس مصر الأسبق.
ونعى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مرسي قائلاً: "تلقينا ببالغ الأسى نبأ الوفاة المفاجئة للرئيس السابق الدكتور محمد مرسي. أتقدم إلى عائلته وإلى الشعب المصري الشقيق بخالص العزاء”.
ونعت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن الرئيس مرسي محملة سلطة "الانقلاب" مسؤولية استشهاده بعد اعتقاله لمدة سبعة أعوام من السجن الانفرادي خلف قضبان الظلم والطغيان منع فيها من أبسط حقوق الإنسان واحتياجاته، وعرض لمسرحية هزلية سميت بالمحاكمة".
وفتحت الحركة لمرسي بيت عزاء في عمان اليوم الثلاثاء، كما دعت لصلاة الغائب بعد عشاء الثلاثاء أمام السفارة المصرية.
ونعى الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي مرسي، قائلاً إنه قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه، مؤكدا أن ظروف وفاته شهادة على انعدام الشهامة عن خصومه ودليل على صلابته.
ونعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان الإثنين إلى مصر الشقيقة وشعبها الأصيل، والشعب الفلسطيني، والعالمين العربي والإسلامي، وأحرار العالم، الرئيس المصري السابق محمد مرسي، الذي وافاه الأجل.
وقالت الحركة إن مرسي توفي بعد مسيرة نضالية طويلة قضاها في خدمة مصر وشعبها وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، على جميع الأصعدة الإقليمية والدولية في سياق المشوار الطويل في الصراع مع العدو الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه قدم الكثير دفاعا عن القدس والأقصى منذ كان عضوا في البرلمان المصري.
آخر كلمات مرسي:" بلادي وإن جارت علي عزيزة"
في تصريحه الأخير أعرب محمد مرسي -بحسب ما نقله البعض- أنه متسمك ببلاده حتى وإن جارت عليه قائلاً: "بلادي وإن جارت علي عزيزة" مؤكدا عدم البوح بأسرار بلاده حتى مماته.
كانت هذه كلمات نطق بها مرسي قبل وفاته أثناء محاكمته اليوم في القضية المعروفة بالتخابر ، من خلف قفص زجاجي.
مرسي يدفن بمراسم سرية.. والحضور بعدد أصابع اليد:
دفن محمد مرسي في الخامسة صباح بأحد مقابر شرقي العاصمة المصرية القاهرة، بعد أقل من 24 ساعة على وفاته، حسبما كشف محاميه، عبد المنعم عبد المقصود.
وأوضح عبد المقصود، رئيس الفريق القانوني لمرسي الذي حضر مراسم الدفن أنه "تم دفن مرسي بمقبرة المرشدين السابقين لجماعة الإخوان بمدينة نصر شرقي القاهرة".
وأشار إلى أن أسرة مرسي حضرت مراسم الدفن، فيما لم يتمكن مناصرو مرسي من الحضور.
وأوضح أن السلطات سمحت لـ"أسامة مرسي"، نجله المحبوس حاليا بحضور مراسم الدفن، وكذلك زوجته وأولاده وشقيقين لمرسي.
وأكد عبد المقصود أنه وأفراد الأسرة، أتموا صلاتي فجر الثلاثاء، والجنازة على جثمان مرسي بمسجد سجن ليمان طره قبل أن تنتقل سيارة تحمل الجثمان برفقة زوجته ونجله إلى المقابر شرقي العاصمة.
وأشار إلى أن الأسرة جلست قرابة الثلاث ساعات في مستشفى سجن ليمان طره، حيث كان يرقد جثمان مرسي وحضرت مراسم الغسل والجنازة.
وأوضح أنه وهو والأسرة شاركوا في حضور مراسم الدفن، وتم دفن مرسي بجوار مقبرة المرشد السابق للإخوان، محمد مهدي عاكف، الذي توفي في سبتمبر/أيلول 2017 متأثرا بمرضه أيضا.
وشهدت مراسم الدفن، شرقي القاهرة، تواجدا أمنيا مشددا، وسط غياب كامل لأنصار مرسي، نظرا للظروف الأمنية موضحاً أن مراسم الجنازة استغرقت قرابة الساعة.
يشار إلى أن الرئيس مرسي هو أول رئيس مدني في مصر منذ أكثر من ستة عقود، وكان قد تم انتخابه رئيسا في العام 2012، لكن الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي أطاح به في انقلاب عسكري يوم الثالث من تموز/ يوليو 2013، ومنذ ذلك الحين وهو مسجون في ظروف مشددة وبالغة القسوة.