6 نصائح لتربية طفل مثابر (1-2)

الرئيسية » بصائر تربوية » 6 نصائح لتربية طفل مثابر (1-2)
نصائح لتربية طفل مثابر

إحدى الخصائص والسمات التي يتفق الآباء على أنهم يرغبون في أن يروا أنها تتطور لدى أطفالهم مع تقدمهم في السن، هي الثقة بالنفس والمثابرة على اعتبار أنها صفات عالية القيمة، ولكنّ السؤال هو هل يمكن أن تساعد طفلك على اكتساب تلك الصفة؟

الجواب هو نعم !

الدكتورة "أنجيلا دكوورث" أكبر باحثين في هذا الموضوع تعرّف المثابرة على أنها: "العاطفة والمواظبة لتحقيق أهداف طويلة الأجل"، المثابرة هي أكثر أهمية لتحقيق النجاح من معدل الذكاء IQ، وجدت دوكوورث، من خلال بحثها في جامعة هارفارد، أن الاتصاف بالمثابرة كان مؤشرا أفضل لنجاح الفرد من الذكاء، ما يعني أن وجود أذكى طفل في الغرفة لا يضمن أي مستوى من النجاح في مستقبله، يمكنه أن يكون رائعاً، ولكن إذا لم تكن لديه دوافع صحيحة، فلن يكون ناجحاً.

المثابرة تحدد إمكانية النجاح على المدى الطويل، إذا لم يستطع الطفل أن ينهض ويحاول مرة أخرى بعد الفشل، فكيف سيكون بإمكانه القيام بذلك كبالغ؟

أفضل هدية يمكن أن تقدمها لطفلك هي أن تشركه بطريقة تساعده على التعرف على مشاعره ومواهبه، وتطوير المثابرة لبلوغ أهدافه، فيما يلي بعض النصائح حول كيفية تربية طفل واثق ومثابر:

المثابرة تحدد إمكانية النجاح على المدى الطويل، إذا لم يستطع الطفل أن ينهض ويحاول مرة أخرى بعد الفشل، فكيف سيكون بإمكانه القيام بذلك كبالغ؟

1 – التشجيع هو المفتاح

عندما يبدأ طفلك بتعلم ركوب الدراجة هل ينسحب بعد أول سقوط أم يعيد الكرّة؟

إذا لم تشجع الطفل على النهوض في تلك اللحظة والمحاولة مرة أخرى وبدلاً من ذلك أخبرته أنه يمكنه المحاولة في يوم آخر فسيعتقد أن تعلم الأشياء لا يمكن أن ينجح إلا من خلال الطرق آمنة.

في الواقع إن تدليل الطفل وحثّه على اختيار الجانب الآمن دائماً لن يساعده في بناء مهارة المثابرة ، يحتاج الطفل إلى التشجيع على إعادة المحاولة، يمكن أن يساعده أحد الوالدين من خلال بعض العبارات على نحو: "يمكنك القيام بذلك"، "أنا أؤمن بك" و "أعرف أنه حتى لو سقطت مرة أخرى، فستحاول مرة أخرى وفي النهاية ستنجح".

التشجيع على الاستمرار في المحاولة حتى يتمكن من بناء المثابرة مفيد للغاية في بناء ثقة الطفل، هذه الثقة هي ما سيساعده في الإصرار والمحاولة مرة أخرى، إذا شعر أنه لا يمكنه القيام بذلك فلن يفعل، العقل البشري قوي،و إذا كان الطفل يعتقد أنه لا يمكنه أن ينجح في فعل شيء ما، فلن يكون ناجحًا، جزء من بناء تلك العقلية يأتي من الإيمان بنفسه والذي يأتي بدوره من تشجيع الوالدين، أو الأوصياء، أو المعلمين، لذلك ينبغي أن تقوم بالآتي:

اهتف لتقوم بتشجيعه: كم مرة سمعت بقصة نجاح شخصٍ لأن شخصًا آخر آمن به؟

يمكن أن يكون أحد الوالدين، المعلم، المدرب... أو غيرهم، يمكن أن يكون لهؤلاء تأثير كبير من خلال الإيمان بقدرة الطفل على النجاح والتعبير عن ذلك بتشجيعه، وبث الكلمات القوية التي يمكن أن تهتف بها مع كل محاولة من طفلك لبناء الثقة لديه، وإخباره أنه يمكنه القيام بذلك حتى لو حاول مرارًا وتكرارًا.

كن نظام دعمه من خلال كونك المشجع الذي لا يملّ، ففِرقُ التشجيع في الملاعب لا تهتف فقط عندما يفوز الفريق، إنما تهتف بكلمات التشجيع للحفاظ على استمرار الفريق.
الشيء نفسه ينطبق على الأطفال، لا نحتاج إلى تشجيعهم على نجاحاتهم فقط، ولكن أيضًا تشجيعهم على مواصلة القتال وخوض المعركة عندما تصبح الحياة صعبة!

لا يمكنك إجباره: ضع في اعتبارك أنه لا يمكنك إجبار الطفل على الاستمرار في المحاولة كثيراً وبشكل مبالغ فيه، عليه أن يفعل ذلك بنفسه.

على سبيل المثال، عندما كانت ابنتي تتعلم ربط حذائها، كان ذلك صراعًا حقيقيًا، وعندما استسلمت بعد عديد من المحاولات، لم أستطيع أن أجعلها تريد أن تحاول القيام بذلك مرة أخرى، كان عليها أن تأخذ استراحة من الكفاح لبضعة أشهر ثم إعادة مرة أخرى.

كانت أكثر نجاحًا في المرة الثانية، لأنها نضجت وتحسنت مهاراتُها الحركية الدقيقة، كان من السخف بالنسبة لي أن أجبرها على محاولة تعلم ربط حذائها لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر وهي تبكي وتحتجّ، بدلاً من ذلك أخذنا استراحة، حاولت مرة أخرى في وقت لاحق، إنّ إجبارها على تعلم شيء لم تكن مستعدة لتعلمه كان من شأنه أن يحرضنا ضد بعضنا البعض، كان يمكن أن تكون هذه خطوة باتجاه مزيد من الصراع بيننا.

2 - أخرجه من منطقة الراحة الخاصة به

ربما سيرغب طفلك بممارسة نشاط ما، لأن فكرة أو صورة ذلك النشاط رائعة في ذهنه، ولكن قد تبدو له ممارسة ذلك النشاط أمرا صعباً فيما بعد، لأنه لا يريد الخروج من منطقة الراحة الخاصة به، عندما يثابر على فعل ما لا يشعر بالراحة بفعله، سيكتشف أن تحقيق النجاح في الأشياء الصعبة وغير المريحة بالنسبة له هو حافز للقيام بذلك في مجالات أخرى من الحياة.

هذا هو السبب في أنه من الجيد لنا كآباء أن نسمح لأطفالنا أن يناضلوا وأن يكونوا غير مرتاحين، إذا لم يختبروا ذلك عندما يكونون صغارًا، فإنهم لن يكونوا كبالغين فيما بعد مُجهّزين بالمثابرة والقوة الداخلية التي بُنِيت من سنوات من العمل الجاد من خلال الصراعات التي خاضوها وهم في طور النمو.

إن السماح لأطفالنا بالكفاح يساعدهم على بناء مهارة المثابرة، بحيث يكون لديهم الإصرار لتحقيق أشياء صعبة في الحياة يرغبون حقًا في تحقيقها.

إن السماح لأطفالنا بالكفاح يساعدهم على بناء مهارة المثابرة، بحيث يكون لديهم الإصرار لتحقيق أشياء صعبة في الحياة يرغبون حقًا في تحقيقها

3 – السماح له بالفشل

سوف يفشل طفلك في أشياء كثيرة في الحياة، دعه، لا تهاجم طفلك، ولا تُنقذه أيضا من إخفاقاته الشخصية..

إذا لم يفشل، فلن تُتاح له الفرصة للنهوض والمحاولة مرة أخرى، سيتعلم الكثير من دروس الحياة، وسيمتلك القوة الداخلية للمحاولة وبذل جهد أكبر، من أجل إحداث التغيير ، حتى عندما يشعر بالرغبة في الاستسلام.

الفشل هو أمر محرج، عندما نتعلم التعامل مع الحرج سنتخلص من الخوف، وعندما يتعلم الأطفال القيام بذلك في سن مبكرة، فإنهم بذلك يُعِدّون أنفسهم لممارسة حياة الكبار ، سوف يواجهون الفشل كشخص بالغ، سيكونون مجهزين بشكل أفضل للتعامل مع خيبات الحياة وإخفاقات الحياة إذا تعلموا التعامل مع الخوف من الإحراج والفشل عندما يكونون صغارًا.

الممارسة تبني المهارة، إن معالجة الخوف والإحراج والفشل والتعامل معها هي مهارات أيضا، يجب أن يتعلم الطفل أن ممارسة هذه المهارات يقلل من الإحراج والفشل.

هناك حاجة إلى الفشل لتعلم الازدهار، النجاح في مرحلة البلوغ لا يَسْهُلُ على الأطفال المحميين من الفشل لأنهم لم يبنوا القدرة على المثابرة

تعلُّم قيمة الممارسة وكيفية الحفاظ عليها، والتخلص من الخوف والفشل هي دروس لا تُقدّر بثمن، قد نرغب في إنقاذ أطفالنا لأننا نريدهم أن يكونوا ناجحين في الأمور التي يقومون بها، ولكن كيف سيكونون ناجحين في هذا العالم التنافسي كبالغين إذا تم تزويدهم بالفرص التي ينجحون فيها فقط؟

هناك حاجة إلى الفشل لتعلم الازدهار ، النجاح في مرحلة البلوغ لا يَسْهُلُ على الأطفال المحميين من الفشل لأنهم لم يبنوا القدرة على المثابرة.
تأتي المثابرة عندما يتعلمون مرارًا وتكرارًا كيفية مواجهة الخوف من الإحراج والفشل وممارسة التحسن.

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • https://www.lifehack.org/833083/how-to-raise-a-confident-child
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة من الجزائر، مهتمة بشؤون التربية، والأدب والفكر، متخصّصة في التسويق بالمحتوى.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …