تقديم الخدمة للأهل سواء من قبل الزوجة تجاه أهل زوجها، أو من قبل الزوج تجاه أهل زوجته تمثل تحدياً كبيراً أمام الأزواج، وقد تحدث العديد من المشكلات والأزمات فتمنع نجاح تلك العلاقة، ولذا كانت هذه السطور من أجل الوقاية من تلك المشكلات قبل حدوثها، أو العلاج لها في حالة وقوعها:
همسات قبل البداية:
- خدمة الأهل تعني تحمّل بعض الأعباء أو الكثير من الأعباء التي تخص الأهل، ولهذا أمثلة عدة: (إعداد الطعام – أعمال المنزل – أعمال خدمية – قضاء الحاجيات من الخارج – رعاية المريض... الخ).
- علينا أن نفرق بين خدمة الزوجة لزوجها، وبين خدمتها لأهل زوجها.
- خدمة الزوجة لزوجها تعود إلى العرف السائد في البيئة التي يعيش فيها الزوجان، والتي تربيا فيها، فتكون خدمتها للزوج وفق العادات والأعراف السائدة في تلك البيئة.
- يجب أن نوضح أن خدمة الزوجة لأهل زوجها في كل الحالات وتحت كل الظروف هي إحسان منها إليهم، وحسن عشرة، وأدب في حق الزوج، تزيد به من رصيدها لدى الزوج، وليس فرضاً أو واجباً عليها تجاهه أو تجاههم.
خدمة الزوجة لأهل زوجها في كل الحالات وتحت كل الظروف هي إحسان منها إليهم، وحسن عشرة، وأدب في حق الزوج، تزيد به من رصيدها لدى الزوج، وليس فرضاً أو واجباً عليها تجاهه أو تجاههم
- خدمة الأهل أمر يجب أن يكون من الأمور المهمة المطروحة للنقاش خلال فترة الخطوبة (بل وأرى من الواجب طرحه للنقاش قبل الاتفاق والقبول) ولا عجب فهو يمثل مشكلة خطيرة في بعض الأحيان، أما وأن الوقت قد مرَّ فتابعي معنا مقترحات حل المشكلة أو التخفيف من آثارها وتحجيمها.
- وجب أيضاً أن نفرق بين (خدمة أهل الزوج) و (تدخل أهل الزوج) فتلكما مشكلتان مختلفتان، قد تكونان قائمتين في ذات الوقت، ولكنهما مختلفتين، فوجب التنبيه لتقليل آثارهما وعدم الخلط بينهما.
مظاهر المشكلة:
- تذمر الزوجة وتأففها المستمر من خدمة الأهل وتحمل الأعباء.
- تذمر الزوج وتأففه ما بين الحين والآخر من طلبات أهل زوجته.
- المَنُّ بخدمة الأهل والمعايرة أحياناً بتقديم الخدمات لهم.
- كثرة الأحمال والأعباء مع عدم التقدير والاحترام.
- كثرة طلب الزوج من زوجته بخدمة الأهل أو القيام ببعض الأعمال من أجلهم.
ساعدي نفسك:
في حالة ملاحظتك لكثرة الطلبات من أهلك تجاه زوجك عليك بالتالي:
- في حالة رضا زوجك بهذا وعدم التذمر من قبله تجاه طلباتهم، عليك التوجه إليه بشكره والثناء عليه ومدح ذلك فيه من حسن العمل وحسن المعاملة، وأن تخلفيه في أهله خيراً، وتسدي لهم كما يسدي لأهلك من خدمات.
- عليك أن تنصحي أهلك بأسلوب وذوق رفيع أن يقللوا من هذه الطلبات والحاجيات من زوجك.
- عليك أن تقدمي كل ما تستطيعين لأهلك بعد استئذان زوجك في هذا الأمر؛ كي لا تشُقّي عليه أو تزيدي أحماله.
- عليك بتوصيل رسائل الشكر والامتنان والعرفان من أهلك إلى زوجك، وإظهار مدى السعادة والرضا لجميل صنعه معهم.
- في حالات استمرار أهلك في التجاوز في هذه النقطة، عليك بأخذ موقف جدي بأسلوب راقٍ تجاههم، ارفضي ذلك التصرف بأدب، ووجهيهم إلى أنه من الذوق والواجب التوقف عن ذلك التصرف.
ساعدي زوجك:
- عليك بالاتفاق منذ البداية مع زوجك على مبدأ خدمتك لأهله من عدمه وحجم هذه الخدمة.
- خدمة أهل الزوج هي إحسان منك إليهم، وهي وسيلة لكسب حب الزوج ورضائه وحسن العشرة، فقدميها برضى تام إذا ما كان في مقدورك ذلك، وبدون أن يشكل عبئاً عليك أو حملاً زائداً .
- تفاهمي مع زوجك بحسن الحوار وبالإقناع فأغلب الأزواج لا يعون هذه التفاصيل، وبحسن النصح والتفاهم قد يتغير الأمر.
- وضحي لزوجك ما إذا كان هذا الحمل أكبر من قوة تحملك أو زائداً عنها، لا تخجلي، ولكن اختاري الوقت المناسب والطريقة المناسبة لذلك.
- حاولي دائماً تحسين علاقاتك بأهل زوجك فكلما زادت العلاقات قرباً ووداً كلما زاد التفاهم وتوضحت الأمور .
- ضعي المشاكل في حجمها الطبيعي، فلا تضخمي ما لا يتحمل التضخيم، ولا تصغري ما لا يتحمل التصغير، وتوقفي عن هذا الإحسان عندما يتعدى حدود طاقتك وقدرتك.
- اطلبي المساعدة من زوجك في بعض الأعمال، وحثي زوجك على برّ أهله ومساعدتهم وودهم وتقديم الخدمة لهم فهذا يغنيك عن دفع هذا الأمر بدلاً منه.
ما بال أقوام:
للأهل أقول:
- اتقوا الله في أبناء الناس ولا تحمّلوهم ما يتخطى طاقتهم ومجهودكم.
- اعلموا أن أبناءكم هم المسؤولون عن خدمتكم، وليس أزواجهم، فلتوجهوا أوامركم للاتجاه الصحيح.
- إذا ما قدمت إحدى زوجات أبنائكم لكم خدمة، فإن جزاء الإحسان إحسانٌ مثلـُه، والشكر واجب حينها .
- حسنوا العلاقات وقربوا المسافات وأسدوا الفعل الحسن، يكن ذلك دافعاً لحسن صنيع الآخر تجاهكم.
للزوج أقول:
- عليك أن تعي أن خدمة زوجتك لأهلك من باب الإحسان وحسن العشرة لك وحسب.
- عليك أن تعزز من خدمة زوجتك لأهلك، إذا ما كان في مقدورك فعل ذلك وقدر استطاعتكم.
- قوموا بواجبكم تجاه أهلكم وبروا آباءكم وأمهاتكم، ولا تكلوا الأمور لغير المعنيين بها.
- قدروا حجم ما تقدمه زوجاتكم من أجل حسن العشرة وحسن المعاملة، فأسدوا إليهن الشكر والعرفان، ولا تبخلوا عليهن بكلمات الشكر والتقدير.
- الزوجات لا يطلبن مقابلاً لما تقدمنه لأهاليكم، سوى أن يرين ابتساماتكم، وأن يشعرن بأن ما يقدمنه ينال إعجابكم، وأقلّه ألا تبخلوا به.
- عليكم أن تبروا أهل زوجاتكم قدر المستطاع؛ فهذا يعزز طاقة زوجاتكم لرد الجميل في أهلكم .