أنا مسؤول عن عمل دعوي، وأردت ان أشكل فریقا دعویاً.. لكنني محتار بین شخص كفء لكنه كثیر الاعتراض، وقد یؤخر عملنا في مناقشات جانبیة، إلا أنه رائد في مجاله هذا.. وبین شخص آخر لا أراه بكفاءته، بل هو أقل منه كثیراً لكنني دائم الانسجام معه، فأیهما اختار؟
____________________________________
الجواب: د. إبراهيم المنسي
على كل من يقود أي فريق يجب عليه أن يعلم أن الفريق يمر في خمس مراحل وهي على النحو التالي:
1- مرحلة التشكيل: ويجب أن يكون التشكيل متنوعاً وضمن المهمة التي يسعى الفريق لتحقيقها، ولا بد لكل فرد في الفريق أن يكون كل منهم له هوية تخصصية تخدم تلك المهمة بغض النظر عن نمطه طباعه وصفاته، ما لم يكن هذا الأمر بخلل أخلاقي أو فساد في النفس والذات للعضو لهذا الفريق، وفي هذه المرحلة يجب أن يحرص قائد الفريق أن يشكل الفريق بطريقة متنوعة تعظيما لخدمة المهمة التي كلف فريقه بها.
2- مرحلة الصراعات: وفي هذه المرحلة يبدأ أعضاء الفريق التعرف على بعضهم البعض فمنهم من يألف الآخر ومنهم من لا يألف أو لا يؤلف، والدور على قائد الفريق بأن يجعل ذلك الفريق أناساً منسجمين متعاونين ويجمعهم على المهمة والهدف بغض النظر عن طبيعة تفكير كل فرد منهم، وعليه أن يفتح الحوار على مصراعيه؛ حتى يتم تذليل كافة الصعوبات التي تحول دون فهم أعضاء الفريق لبعضهم البعض.
3- وضع المعايير: في هذه المرحلة يؤكد قائد الفريق على المعايير والمؤشرات المطلوب أن يحققها الفريق، ولا بد دائماً أن يشير للمؤشرات والمعايير المطلوبة من كل فرد بغض النظر عن نمطية كل فرد.
4- الأداء: لا بد على الفريق أن يكون منجزاً في هذه المرحلة، وعلى قائد الفريق أن يحتفل بأداء الفريق وإنجازه وأن يرفع سوية الفريق بأن يرسم هدفاً قادماً أعلى من الهدف الذي تم تحقيقه في السابق، وأن يضع الهدف نصب أعين الفريق للوصول لها، وقائد الفريق سيحتاج في هذه المرحلة لكافة الأعضاء.
5- موت الفريق: وهو على نوعين:
- النوع الأول: الموت الطبيعي وهو الموت بانتهاء مهمة الفريق وبانتهاء وقت تشكيل الفريق.
- النوع الثاني: الموت غير الطبيعي، و هو الموت بعد أي مرحلة من المراحل التي تم ذكرها، فقد يكون هناك موت بعد مرحلة تشكيل الفريق نتيجة لسوء التشكيل، وقد يكون هناك موت بعد مرحلة الصراعات نتيجة غياب قدرة القائد على إدارة الصراعات، وقد يكون هناك موت بعد مرحلة وضع المعايير نتيجة انشغال أعضاء الفريق بالمؤشرات والجودة والتقارير وغيرها، وقد يكون موت بعد الإنجاز وهو الموت الطبيعي.
الآن في حال كان هناك أحد أعضاء الفريق شخص كفء لكنه كثير الاعتراض وهو ما استفسر عنه السائل، فأقول أن هذا النوع مطلوب في الفريق فعلينا أن ننظر للكفء ونقدمه على غير الكفء إذا ضمنا أن قائد الفريق واسع الصدر ويستطيع أن يستوعب الجميع ويتقبلهم.
وماذا لو قام قائد الفريق بضم غير الكفء لأنه منسجم مع الفريق وأقصى الكفء لأنه كثير الاعتراض؟ هذا قد يكون سببا من أسباب أن يعوق الفريق، وأن يموت الفريق في مرحلة ما بعد التشكيل ولا يكون قادرا على النجاح ولا على الإنجاز، وإنما يجب على قائد الفريق أن يعاهد نفسه بأن ياتي بالكفء ويديره كمورد، وبهذا ينافس الفريق الفرق الأخرى وكل ما هو مطلوب من قائد الفريق أن يعظم سعة الصدر، وهناك من أعضاء الفريق من يحتاج إلى تمكين وأن ياخذوا دوراً قيادياً، وهناك من يحتاج للتدريب وأخرون يحتاجون للتوجيه، وهناك من يحتاج إلى استيعاب وهو الكفء المعترض وهو مطلوب داخل الفريق وضمنه وله دور كبير وحيوي وله أثر في الإنجاز.