الأطفال والتكنولوجيا: الجيّد، السيئ، والأسوأ

الرئيسية » بصائر تربوية » الأطفال والتكنولوجيا: الجيّد، السيئ، والأسوأ
الأطفال والتكنولوجيا

نحن نعيش اليوم في عالم جديد كلياً يتمتع بالجرأة والسرعة والتغيرات الكبيرة، وأطفال اليوم يعيشون تجربة مختلفة أو لِنَقُل يعيشون تجربةَ حياةٍ رقمية مختلفة تماماً، من تجربة عصير الليمون الافتراضي (Virtual Limonade - وهي منصة جديدة لمشاركة كوب من عصير الليمون عن بعد، عن طريق استشعار معلومات النكهة والتواصل معها ومحاكاتها رقمياً، من خلال التقاط خصائص النكهة، مثل اللون والحموضة، وVirtual Limonade – أو تجربة عصير الليمون الافتراضي قابلة للنقل عن بُعد رقميًا، ومحاكاة نكهة عصير الليمون) ومنها إلى الألعاب الرقمية التي لا نهاية لها.

لقد استُبدِلت مُتع أطفال اليوم، ومظاهر أفراح الطفولة وانتقلت من الفناء الخلفي للمنزل إلى الفضاء الرقمي المُخيف.

1 - الجيّد

بفضل مستوى وصولهم إلى التكنولوجيا وزيادة قدرتهم على فهمها واستخدامها، يمكن لأطفال اليوم استكشاف عجائب الدنيا السبع مثلا، واستخدام تطبيقٍ ما لتعلم كيفية القراءة والكتابة والتهجئة، كل ذلك أثناء انتظار تقديم العشاء ربما، وبدلاً من معارضة هذا التغيير في أساليب تعلم أطفالنا، تتبنى المدارس التقدم التكنولوجي كوسيلة لتمكين الأطفال في البيئات التعليمية.

وجدت دراسة استقصائية عام 2012 لمشروع Pew Internet، والتي أُجريت بالتعاون مع مجلس الكلية ومشروع الكتابة الوطني، أن ما يقرب من 75% من حوالي 2500 مُدرّس اتفقوا على أن محركات البحث والإنترنت لها تأثير إيجابي -في معظمه- على مهارات البحث الطلابية، يساعد هذا في جعل الطلاب أكثر اكتفاءً من الباحثين من أي وقت مضى .

كما مكّنت التكنولوجيا الأطفال ذوي المشاكل النفسية والبدنية، من التغلب على العقبات في الفصل الدراسي، أصبح الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم مثل عُسر القراءة وخلل الرسم الآن قادرين على استخدام التكنولوجيا للتغلب على الصراعات التي عَزَلتهم ذات يوم عن أقرانهم.

مكّنت التكنولوجيا الأطفال ذوي المشاكل النفسية والبدنية، من التغلب على العقبات في الفصل الدراسي

اقرأ أيضا: أبي أريد هاتفا ذكيا

2 – السّيئ

على الرغم من الفوائد التي توفرها التكنولوجيا، هناك كثيرون ممن يرفضونها ويثيرون مخاوف بشأن الآثار الضارة للتكنولوجيا، كشف مسح مشروع Pew Internet 2012 أيضًا عن أن 87% من المعلمين استشعروا أن التقنيات الحديثة تخلق جيلًا ينصرف انتباهه بسهولة، يعاني من نقص التركيز ومن الاهتمام قصير المدى.

التقنيات الحديثة تخلق جيلًا ينصرف انتباهه بسهولة، يعاني من نقص التركيز ومن الاهتمام قصير المدى

بصرف النظر عن فترات الاهتمام الأقصر، يمكن أن يؤدي الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا أيضًا بالأطفال إلى تفويت التفاعلات الواقعية ، بعد عقد من الزمن أو نحو ذلك فقط عند دراسة التأثيرات الاجتماعية للتكنولوجيا، لا يمكننا التنبؤ بمدى تأثير نمط الحياة المتواصل لأطفال اليوم على تفاعلاتهم الاجتماعية المستقبلية.

اقرأ أيضا: المراهقون وسحر مواقع التواصل الاجتماعي

3 – الأسوأ

أعلن ستيف جوبز عن الجيل الأول من أبل آي باد في يناير 2010، ولم يستطع العالم الانتظار للحصول على جهاز الكمبيوتر المصغر المحمول بين أيديهم، وهرع المراهقون والبالغون على حد سواء لشراء الجهاز الجديد، وقد بيعت 300000 نسخة في الساعات الأربع والعشرين الأولى، مما أدى إلى تغيير طريقة نظرتنا إلى العالم والتفاعل معه.

توقع خبراء المستهلك والتكنولوجيا جنون المراهقين والبالغين، ولكنهم فوجئوا بالتبني المبكر للتكنولوجيا من قبل الأطفال والأطفال الصغار جدا، بشكل سريع إلى اليوم، فيبلغ عمر مستخدم iPad الأصغر ثلاث سنوات ونصف فقط، في هذه السن المبكرة ليست لدينا طريقة لمعرفة الآثار طويلة المدى للأجهزة اللوحية والهواتف الذكية على أطفالنا.

تأمّل في مدى قرب وجه الطفل الذي يحمل الجهاز من الشاشة، وطول المدة التي يقضيها محدقا فيها، ما هو الضرر طويل الأجل الناجم عن الضوء الأزرق المنبعث من الجهاز؟

أظهرت الدراسات أن الضوء الأزرق المنبعث من LEDs والأجهزة الرقمية قد يتسبب في تلف شبكية العين ويمكن أن يؤدي إلى حالة عين مزمنة تعرف باسم الضمور البقعي المرتبط بالعمر.

أظهرت الدراسات أن الضوء الأزرق المنبعث من LEDs والأجهزة الرقمية قد يتسبب في تلف شبكية العين ويمكن أن يؤدي إلى حالة عين مزمنة تعرف باسم الضمور البقعي المرتبط بالعمر

اقرأ أيضا: انتبه: هذا ما تفعله الأجهزة الذكية بعقل وجسد طفلك!

ما الذي يمكننا فعله؟

برغم أنه من المبكر جدًا تحديد أي خطر ذي صلة يمكنه أن يحدق بالطفل جراء الاستخدام المفرط للتكنولوجيا بجميع وسائلها، إلا أن هناك خطوات استباقية يمكننا اتخاذها لتقليل اتصال أطفالنا المباشر بالضوء الضار الذي قد يضر أعينهم:

1. قلل من تعرض طفلك اليومي للأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة التلفزيون.

2. شجع طفلك على اللعب في الخارج.

3. استبدل الكتب الإلكترونية لأطفالك على الجهاز اللوحي بالكتب الورقية.

4. وفّر بدائل عن التكنولوجيا تكون ممتعة وجذابة: استمتع بقضاء الوقت مع العائلة، شجعهم على اللعب بالألعاب الحقيقية في الفناء الخلفي، أو خطط لرحلة جديدة مع أطفالك.

اقرأ أيضا: 6 أفكار لمساعدة طفلك في التغلب على التبعية التكنولوجية

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • مقال مترجم بتصرف: https://www.essilorusa.com/newsroom/children-and-technology-the-good-the-bad-and-the-ugly
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة من الجزائر، مهتمة بشؤون التربية، والأدب والفكر، متخصّصة في التسويق بالمحتوى.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …