الطالب القالِب

الرئيسية » بأقلامكم » الطالب القالِب
students-taking-exam

بعدَ شهادة الثَّانوية العامَّة، يتم تصنيفُ الطلابِ حسب نسبهم المئوية، من خلالِ إجبارهم على حفظِ مناهج تحتوي على معلوماتٍ يُمكنُ أن يجدوها في المكتباتِ والإنترنتِ عندَ الحاجةِ إليها من خلال ما يُسمَّى بالبحثِ العلمي، و بناءً على هذه النَّتائج الوهميَّة غير الواقعية، يتم تحديد مصير الطالب ومستقبلهُ باتجاهاتٍ لا يرغبها هو، ولا يعرف أنه لا يرغبها أصلاً، ولا تُلبي ميوله الذي ربما لا يعرفه، ولا تُشبعُ شغفهُ، فلم يتعوَّد على حرية الاختيار!

لهذا لا تجد صاحبَ مهنةٍ مرتاحاً في مهنته، لأنه لم يَقُم باختيارها منذ الطفولة بناءً على نقاطِ قوَّتهِ أو هواياته، بل من خلال الضَّغط المُجتمعي على الأسرة التي تلجأ إلى إجبارِ الابن لدراسةِ تخصُّصٍ يرغبه الأب أو الأم للتفاخرِ أمامَ الآخرين، لا من أجلِ خدمةِ ذاتهِ والمجتمعِ بهذا التَّخصُّص، بالإضافة إلى الأسباب المادِّية الشخصية، دونَ مُراعاة للضمير، فيكونُ الطالبُ هنا ضحيَّة، بالإضافة إلى النَّظرة الدونية لبعض التَّخصصاتِ والمهن التي تحتاجُ إلى ذكاءٍ أيضاً والتي بَرمَجَنا عليها آباونا ونحنُ صغار، في سؤالٍ أذكرُ أنه كانَ يكرر لي كثيرا: "بدك تصير دكتور ولا بياع تُرمس؟.

ولكن هل عمليَّة التقييم في كل المراحل التعليمية التي مررنا بها كانت صحيحةً وتُعبِّر عنا، وتكشفُ كل المهاراتِ والهواياتِ التي نمتلكها وأتحدَّثُ هنا عن نفسي شخصياً، لأنني اكتشفتُ بعد سنواتٍ طويلةٍ ما هو ميولي الحقيقي بعيدًا عن المدرسة، بالإضافة إلى الجانب الذي يمكنني الإضافةُ فيه؟

وهل يقتصر الإبداعُ على الهندسة، أو الدكتوراه، التي لا نرى لها أثرًا إلا داخل أسوارِ الجامعاتِ، وقاعات المؤتمرات، والدراسات البحثية الموغلة بالمصطلحات العلمية غير المفعَّلة في الواقع، لتُوضعَ على الرفوفِ وتكسوها الأتربة، بينما باقي المهن الحرفية التي تلامس حياة الناس، لا تأخذ إلا الطلاب المتأخرين في الدراسة لأسبابٍ عديدة خارجَ مسئولية الطَّالب غالباً، لهذا لا نجد أطباء يحبونَ مهنتهم، ولا مهنيين يبدعونَ في الحرفة التي يقومونَ بها، ونسألُ لماذا نحنُ في ذيلِ الأُمم؟

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

بين عقيدة الإسلام و”عقيدة الواقعية

للإسلام تفسيرٌ للواقع وتعاملٌ معه بناءً على علم الله به ومشيئته فيه، كما يثبتهما الوحي. …