نظرة واحدة متعمقة لماضيك وحاضرك ستؤكد لك أن حياتك ليست سوى نتاج أفكارك وقراراتك بشكل رئيس، ثم تأتي تأثيرات الظروف والجغرافيا والمحيطين، ولذلك فإن تغيير معتقدك سيغير حياتك لا شك، والطريقة المضمونة –والوحيدة ربما- لإحداث ذلك هي التفكير النقدي القائم على تحليل الأفكار والأحداث والرسائل والتعمق فيها؛ بغرض استثمار ما يمكن استثماره.
فيما يلي 9 خدع قوية تعمل على تحسين وتحفيز ملكة التفكير النقدي:
1. لا تترك افتراضاتك بدون التحقق من صحة إحداها
طبيعي أن نضع عشرات الافتراضات يومياً بشأن أي شيء وكل شيء؛ لأن صناعة الافتراضات جزء مهم من إطار عمل أدمغتنا، وهي تولّدها تلقائياً عند حاجتنا لمعالجة معلومة ما .
ليس ضروريا أن تكون كل تلك الافتراضات منطقية، كما ليس غريباً ألا تكون أي منها صحيحة، ويمكننا أن نصل لهذه الاستنتاجات -فقط– عن طريق التفكير النقدي وتحليل مدى أهميتها وصدقها.
كلما وصلت لنتيجة بشأن افتراضاتك عن حدث ما، اسأل: "لماذا؟" وهذه هي الخدعة؛ فعن طريقها تصل إلى استنتاجات أقوى وأكثر موثوقية!
2. تحقق من المعلومات قبل قبولها كحقائق ووقائع وأخبار
وابل المعلومات التي نتلقاها يومياً أشبه بوابل الرصاص الذي لا تستطيع التدقيق فيه لفحص ملابسات إطلاقه!
كل معلومة تتلقاها وتوافق عليها كمعلومة صالحة وأكيدة، أو تمررها لغيرك كفائدة لم تتحقق منها، هي ثغرة يمكن أن يؤتى عقلك من قبلها؛ فبوساطتها تبرمجه على التفكير الخاطئ ثم الممارسة والسلوك المؤذي .الأمر يتطلب المرور على نقطة التفكير النقدي في عقلك، قبل تمريره إلى اللاوعي، حلل المعلومة، اربطها بمخزونك المعلوماتي، اسأل عن المصدر؛ لتحدد مدى جدارتها بالثقة.
3. اسأل عن كل شيء، التفكير النقدي يعني أن تسأل
لا تتردد في التشكيك بأي معلومة تمر عليك، وأي خبر تسمعه، وأي بيانات يمررها المسؤولون.
لا تكن اعتباطياً في أسئلتك، وانتبه دوماً لما يلي:
اسأل أسئلة دقيقة وموجهة ومحددة، بشكل صحيح وفي الوقت المناسب؛ لكي تحصل على إجابات مفيدة وبنّاءة.
لا تتردد في التشكيك بأي معلومة، اسأل أسئلة دقيقة وموجهة ومحددة، بطريقة صحيحة وفي الوقت المناسب؛ لكي تحصل على إجابات بنّاءة
4. راجع ما تميل إليه ومِلْ إلى ما هو حقيقي وموثوق
كل إنسان لديه أفكاره ومبادئه ومعتقداته عن الحياة، واستنتاجات مبنية على خبراته السابقة وتقديراته الشخصية التي يتحيز لها، وفي المقابل توجد حقيقة.
أعد النظر فيها، افحصها باستمرار، طوّرها، غيرها لتجددها كما تغير ممتلكاتك حينما تبلى.
5. اسبق منافسيك وأقرانك وخصومك بأكبر عدد ممكن من الخطوات
خطوة واحدة تسبقهم بها لن تكفي لكي تتفوق، أنت بحاجة استراتيجية/ خطة تجعلك تسبقهم بأميال حين تتوقع طرق تفكيرهم بقوّة تفكيرك الناقد.
كما أن التفكير الناقد سوف يحفزك لتتوقع التحديات المحتملة، العقبات التي يمكن أن تعترضك، وتستعد لمواجهتها سلفاً.
تخيّل أنك تبارز الجميع عبر رقعة شطرنج غير منتهية، فكر مسبقاً كيف ستتحرك وماذا ستفعل لتفوز – تحت أي ظرف .6. حدد غايتك الكبرى
نحن لا نقرر اعتباطاً، ولا بشكل عشوائي غير مبني على أفكار وأحلام وخطط – في ضوء الديانة والمبادئ ومعاني الوجود الإنساني - نريد الوصول إليها ونتحرك في إطارها.
لتكن غايتك الكبرى التي تعيش لأجلها نصب عينيك على الدوام عندما تقرر، وأولِ الأولوية بعدها لأهدافك المرحلية .
عندها ستفكر تفكيراً ناقداً وتحلل ما إذا كان القرار سيخدمها، أو يؤثر عليها – إن سلباً أو إيجاباً – فتقرر وأنت مطمئن.
نحن لا نقرر اعتباطاً، ولا بشكل عشوائي غير مبني على أفكار وأحلام ومعتقدات نريد الوصول إليها ونتحرك في إطارها
7. فكّر في العواقب
تربينا على قاعدة فيزيائية مهمة تنص على أن: "لكل فعل رد فعل مساو في المقدار ومعاكس في الاتجاه" ولأن نتيجة القرارات ستنعكس على حياتك بشكل كبير، فكر جيداً في العواقب.
يمكنك –عن طريق التفكير النقدي– التنبؤ بالنتائج المحتملة أو تقديرها، وإنشاء خطط بديلة / احتياطية تغطي احتمالات عواقب قراراتك المختلفة.
ضع نفسك مكان من سيتأثرون بقرارك، فكر كيف سيشعرون أو يتفاعلون معها، ماذا ستغير استجابتك أو استجابة الآخرين لقرارك .8. افهم عقلك، وتعلم أكثر عن طريقة معالجته للأمور
الدماغ من أكثر أعضاء الجسم البشري تعقيداً في هيكله وطريقة عمله، وعملية التفكير التي تجري بين ثناياه هي عملية مذهلة.
ويفكر الناس بعدة طرق مختلفة، إحداها طريقة الاستدلال التي تقوم على صناعة إشارات ودلائل يستخدمها العقل لمعالجة أكبر قدر من المعلومات في أقصر وقت ممكن، وتبنى على ما نتحيز ونميل إليه وإلى أحكامنا الشخصية على الأشياء، أعود على ما ذكرته في الخدعة رقم 4؛ لأقول لك إن هذه الطريقة تجعلك تجانب التفكير النقدي المثمر، فاستبعدها قدر إمكانك.
ألق نظرة أعمق، ودرّب عقلك على استخدام التحليل والتعمق في الأمر الواحد بكل ملابساته؛ ليتعوّد التفكير بأسلوب بحثي متعمق وشامل، بدلا من البناء على ما تميل إليه .
9. استعن بما فكر به الآخرون، قبلك، ومعك
لا يتعيّن عليك اختراع كل شيء بنفسك، كما أننا أشرنا سابقاً لإمكانية أن تكون افتراضاتك جميعاً غير سليمة وعليه فإنه يتعين عليك النظر إلى حلول الآخرين.
ربما تعجز عن حل مشكلة أو فكفكة رموز قضية ما، لكن غيرك قد حلها بالفعل، استطلع، واستعن بغيرك ممن مرّ بذات المشكلة، ولا تقض على نفسك باليأس.
هذا يُحسّن مهارة التفكير النقدي لديك، والأهم أنك ستصل إلى درجات أفضل في طريقة التفكير عموماً، وتستطيع تصحيح وتوجيه قراراتك.
أخيراً..
التفكير النقدي التحليلي يعزز فرصك في النجاح أكثر، حين تتساءل كما لو أنك تتنفس - "لماذا" "كيف" "ماذا سيحصل لو..." – سوف تتمكن من تحسين مهاراتك في التفكير، وتحقيق نتائج منافسة ، وبالتالي تحصل على حياة نوعية.
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- https://greatperformersacademy.com/health/improve-your-critical-thinking-skills-with-these-9-powerful-tricks