يقول "إبراهيم الفقي" هناك حكمة قرأتها في الفلسفة الهندية القديمة تقول:" أنتَ اليوم حيثُ أتتْ أفكارك وستكون غداً حيث تأخذك أفكارك، وفي ذلك حقيقة؛ لأنّه لكي يحدث إحساس أو سلوك يجب أن يبدأ بالفكر، فالفكر هو جذور كل سلوكياتنا ونتائجنا وهو السبب في حالتنا النفسية والعضوية وصورتنا الذاتية وتقديرنا الذاتي وفي الثقة في النفس أو عدمها".
لو كان الإنسان حريصاً ألا يضع في جسمه شيئاً يؤذيه، فلماذا إذن يضع في ذهنه أفكاراً قد تؤثر على كل أركان حياته بما في ذلك صحته النفسية والجسمانية؟ لماذا يضع غذاء فكرياً في ذهنه من سلة المهملات، لذلك قد حان الوقت لكي نختار أفكارنا كما نختار الطعام الذي نأكله والثياب التي نلبسها، ويجب أن نعرف طريقة التفكير الصحيحة لتنعكس على حياتنا بشكلٍ إيجابي من خلال هذا الكتاب الذي يطرح أساليب تجعل حياتك أفضل وتكون أكثر تحكماً في أفكارك، لأن أي شيء تفكر فيه ينعكس عليك من نفس النوع سواء بالإيجاب أو السلب.
مع الكِتاب:
قسّم الدكتور إبراهيم الفقي كتابه إلى خمسة أبواب وهي:
الباب الأول: قوة التفكير
يقول الفقي: إنّ الفكر له برمجة راسخة مكتسبة من سبعة مصادر مختلفة جعلوا منه قوة راسخة ومرجعاً للعقل يستخدمه الإنسان داخلياً وخارجياً وهذه المصادر هي: ( الوالدان- العائلة- المجتمع- المدرسة- الذات- الإعلام- الأصدقاء).
تتكون عند الإنسان ملفات في عقله بها: الإدراك والمعنى واللغة والقيم والاعتقادات والمبادئ، وكُلّما واجه الإنسان في رحلة حياته تجربة من التجارب فإنّ المخ يتعرف عليها من الملفات الموجودة به فيخزن المعلومة الجديدة في نفس المكان، لذلك لكي يكون التغيير متكاملاً يجب أن يبدأ الإنسان من الداخل، فمهما كانت المساعدات الخارجية قوية وفعالة لن تساعدك إلا إذا ساعدت نفسك وذلك بالرجوع إلى الله، ثم بتغيير معنى الإدراك الموجود في الملفات الداخلية وهنا يكون التغيير شاملاً.
ويُعرّف "الفقي" الاستراتيجية العقلية بأنها: مجموعة من الأفكار المتتالية والمحددة يربطها الإنسان بزمان أو مكان ويدعمها باعتقاد وتوقع حتى تصبح حقيقة وواقعاً ينتظره في نفس الزمان والمكان، فالشخص الذي يقول إنه يصاب بالصداع عندما يستيقظ في الصباح فهو يستخدم متتالية من الأفكار والتصورات الداخلية التي بدورها سببت له الصداع.
ويؤكد "الفقي" أن الفكر يؤثر على قوانين العقل الباطن، فالفكر هو برمجة راسخة يصنع ملفات العقل ويصنع الاستراتيجيات العقلية، ويؤثر على الذهن والجسد والأحاسيس والسلوك والنتائج وعلى الصورة الذاتية والتقدير الذاتي والثقة في النفس وعلى الحالة النفسية والصحية، والفكر يتخطى الزمن ولا يعرف المسافات ولا الوقت ويصعد وينقص بالطاقة ويولد العادات.
الفكر وتأثيره على قوانين العقل الباطن:
قانون نشاطات العقل الباطن: أي شيء تفكر فيه سواء كان ذلك سلبياً أو إيجابياً ينتشر ويتسع من نفس النوع.
قانون التفكير المتساوي: أي شيء تفكر فيه سواء كان ذلك سلبياً أو إيجابياً ينتشر ويتسع من نفس النوع ويضيف إليه العقل ملفات من مخازن الذاكرة تكون متشابهة له.
قانون التركيز: أي شيء تركز عله يؤثر في حكمك عليه وفي أحاسيسك وسلوكك ويسبب ثلاثة أشياء الإلغاء والتعميم والتخيل.
قانون المراسلات: العالم الداخلي هو إدراك ومعنى ووجهة نظر الإنسان في الأشياء وفي الحياة وهو السبب في وجود العالم الخارجي.
قانون الانعكاس: العالم الخارجي هو انعكاس لما يوجد في العالم الداخلي.
قانون التوقع والانجذاب: أي شيء تفكر فيه وتتوقعه وتربط به أحاسيسك ينجذب إليك من نفس النوع.
قانون الاعتقاد: أي شيء تعتقد أنه حقيقي بالنسبة لك يحدد تصرفاتك وسلوكك بما يتماشى معه حتى لو كان هذا الشيء غير واقعي أو حقيقي.
قانون السبب والتأثير: أي شيء تفعله سيعطيك نتيجة من نفس نوعه فلو كررت هذا الفعل سوف تحصل على نفس النتيجة.
قانون التراكم: أي شيء تفكر فيه يسجله العقل ويفتح له ملفاً خاصاً من نفس نوعه ولو كررت هذا التفكير سيتراكم في نفس الملف ويسبب لك أحاسيس من نفس النوع.
الفكر والتسلسل الذهني:
- الفكر يسبب الواقع من نفس نوعه في وقت حدوثه وهذا الواقع يتسع وينتشر.
- دائماً يندم وينسجم الإنسان مع واقعه الحالي.
- دائما سيجد العقل البرهان الذي يدعم واقعه.
- يبني العقل البشري على آخر واقع.
- دائماً ستصبح أكثر مما أنت عليه الآن.
الباب الثاني: التفكير السلبي
الحقيقة أن التفكير السلبي أخطر مما يتصوره أي إنسان بل هو إدمان، والواقع أن الإدمان في حد ذاته ما هو إلا نتيجة عدم اتزان وحالة نفسية سلبية جعلت الشخص يحاول الهروب والخروج منه، فاتجه إلى شيء يعتقد في وقته أنه الحل لمشاكله، كما أن التفكير السلبي يجعل الحياة سلسلة من المتاعب والأحاسيس والسلوكيات والنتائج السلبية مثل: الأمراض النفسية والعضوية والشعور بالضياع والوحدة والخوف.
ومن مسببات التفكير السلبي:
البعد عن الله سبحانه وتعالى، والبرمجة السابقة، وعدم وجود أهداف محددة، والروتين السلبي، والمؤثرات الداخلية والخارجية، والعيش في الماضي، والتركيز السلبي، وحالة المزاج المنخفض، والصحبة السلبية، وبعض وسائل الإعلام.
نتائج التفكير السلبي:
مبدأ الهجوم أو الهروب: تذكر أن حالة الهروب مرتبطة بالخوف وحالة الهجوم مرتبطة بالغضب وفي كلتا الحالتين السبب هو التفكير السلبي الذي يجعل الإنسان لا يفكر بطريقة منطقية.
القَتَلَة الثلاثة: اللوم، والنقد، والمقارنة، فعندما يستخدم الشخص أي نوع من هذه الأنواع الثلاثة فهو ينعكس عليه هو بسلبيات أسوأ من التي تحدث للشخص الآخر.
تقوية الذات السفلى: الذات السفلى هي التي تجعل الإنسان يخاصم ويقاطع أقرب الناس إليه ويجد التسامح ليس إلاّ ضعفاً.
صفات الشخصية السلبية: (الاعتقاد والتوقع السلبي، ومقاومة التغيير، غير فعّال في حل المشاكل دائم الشكوى، لوّام يجد السلبيات في كل شيء، الشعور بالإحباط والضياع والفشل من وقتٍ لآخر، إنجازاته المهنية أو الشخصية ضعيفة ولا يحقق إلا القليل من أهدافه، منعزل وغير اجتماعي، احتمال إصابته بالأمراض النفسية والعضوية).
الباب الثالث: التفكير الإيجابي
من المُحتمل ألاّ تستطيع التحكم في الظروف ولكن تستطيع التحكم في أفكارك فالتفكير الإيجابي يؤدي إلى الفعل الإيجابي والنتائج الإيجابية.
فالتفكير الإيجابي مصدر قوة وحرية، فهو مصدر قوة؛ لأنّه سيساعدك على التفكير في الحل حتى تجده، وبذلك تزداد مهارة وثقة وقوة، كما أنه مصدر حرية لأنك ستتحرر من معاناة وآلام سجن التفكير السلبي وآثاره الجسيمة.
أنواع التفكير الإيجابي: (التفكير الإيجابي لتدعيم وجهات النظر، التفكير الإيجابي بسبب التأثير بالآخرين، التفكير الإيجابي بسبب التوقيت، التفكير الإيجابي في المعاناة، التفكير الإيجابي المستمر في الزمن).
صفات الشخصية الإيجابية: (الإيمان بالله سبحانه وتعالى والاستعانة به والتوكل عليه، العيش بقيم عُليا مهما كانت المؤثرات أو الإغراءات، الرؤيا الواضحة، الاعتقاد والتوقع الإيجابي، التركيز على الحل عند مواجهة الصعوبات، الاستفادة من التحديات والصعوبات، واثق من نفسه يحب التغيير وخوض المخاطر، يعيش بالأمل والكفاح والصبر، اجتماعي ويحب مساعدة الآخرين).
القوة الثلاثية هي جذور الاتزان والتفكير الإيجابي في الحياة، ولو نقص أحدهم يكون الإنسان عرضة للتفكير السلبي وهي تتكون من القرار والاختيار والمسئولية، ولا يمكن أن تستغني عن أي جزء من أجزائها، ولو حدث ذلك تكون النتيجة الخروج عن الاتزان والشعور بالضياع والوقوع في مطب "القتلة الثلاثة" فتلوم وتنقد وتقارن ويصبح تركيزك سلبياً.
المبادئ السبعة للتفكير الإيجابي:
- المشاكل والمعاناة تتواجد فقط في الإدراك.
- لن تتركك المشكلة في المكان الذي وجدتك فيه بل ستأخذك لأسوأ أو لأفضل.
- لا تُصبِح المشكلة.. افصل بينك وبين المشكلة.
- تعلم من الماضي، عِش في الوقت الحاضر، وخطط للمستقبل.
- هناك حل روحاني لكل المشاكل.
- تغيير الأفكار بطريقة الاستبدال يُغيّر الواقع، والفكر الجديد يصنع واقعاً جديداً.
- لا يُغلق الله باباً إلا لكي يفتح لك باباً آخر مملوءا بالخير.
الباب الرابع: استراتيجيات التفكير الإيجابي -كيف تُحوّل التفكير السلبي إلى إيجابي-
استراتيجية تغير الماضي: ليس الماضي إلاّ كنزاً من المهارات والخبرات والتجارب بدونها يتخبط الإنسان في ظلام.
استراتيجية المثل الأعلى: تتعلق بتبني وجهة نظر ومعتقدات وقيم شخص نعتبره مثلاً أعلى لنا في مجال معين ثم نتصرف.
استراتيجية الشخص الآخر: نحن لا نرى الأشياء كما هي، نراها كما نحن.
استراتيجية تغيير التركيز: كل رجل ناجح أصبح ناجحاً عندما وضع كل قدراته وتركيزه على هدف إيجابي محدد.
استراتيجية التنقيص والتصعيد: يومياً اعمل على تنقيص ما لا تريد، وعلى تصعيد ما تريد حتى ينتهي تماماً ما لا تريد وينمو ويزدهر ما تريد.
استراتيجية النتائج الإيجابية: نحن نتعلم من الفشل أكثر مما نتعلم من النجاح.
استراتيجية إعادة التعريف: العالِم من عرف قدره والجاهل من جهل أمره.
استراتيجية التجزئة: يمكنك أن تحقق أي هدف أو تحل أي مشكلة لو جزأتها إلى أجزاء صغيرة ثم تعاملت مع كل جزء على حِدة حتى تحقق هدفك.
استراتيجية القيمة العليا: من استعان بالعقل سدده ومن استرشد بالعلم أرشده.
استراتيجية البدائل: الشخص الذي عنده أكثر من بديل لكي يحل مشكلة واحدة عرف الطريق إلى القمة.
الباب الخامس: الوصايا العشر للتفكير الإيجابي
(الرغبة المشتعلة، القرار القاطع، تحمل المسئولية كاملة، الإدراك الواعي، تحديد الأهداف، الوقت الإيجابي، التأكيدات المتضامنة، التنمية الذاتية، السكون والتأمل اليومي، الاهتمامات الشخصية والنشاطات اليومية).
مع المؤلف:
إبراهيم الفقي هو الدكتور إبراهيم محمد السيد الفقي – رحمه الله-، خبير البرمجة اللغوية العصبية والتنمية البشرية المصري، كما أنّه مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية، ورئيس مجلس إدارة المركز الكندي للتنمية البشرية، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في علم الميتافيزيقيا من جامعة ميتافيزيقيا من لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، ومؤسس علم "ديناميكية التكيف العصبي" وعلم "قوة الطاقة البشرية"، وهو خبير عالمي ومدرب معتمد في البرمجة اللغوية العصبية، والتنويم بالإيحاء، حاصل على 23 دبلوم وثلاث من أعلى التخصصات في التنمية البشرية والإدارة والمبيعات والتسويق.
له العديد من المؤلفات منها: الطريق إلى الامتياز، والمفاتيح العشرة للنجاح، وحياة بلا توتر، وسحر القيادة.
توفي رحمه الله في مدينة القاهرة في فبراير من عام 2012.
بيانات الكتاب:
اسم المؤلف: د. إبراهيم الفقي
عنوان الكتاب: قوة التفكير -وتأثيره على سلوكك وأحاسيسك ونتائجك وواقع حياتك-
دار النشر: شركات الدكتور إبراهيم الفقي العالمية للتنمية البشرية
عدد الصفحات: 392 صفحة