كيف تشن الحرب علينا يومياً؟ (1)

الرئيسية » بصائر تربوية » كيف تشن الحرب علينا يومياً؟ (1)
mind13

في زماننا الذي نعيشه ونعايش أيامه ولياليه تُشن ضدنا -يومياً- العديد من الحروب التي لا تنتمي للحروب العسكرية أو الحربية المعتادة بأشكالها المعروفة، ولكنها في ذات الوقت أشرس بكثير في نتائجها وآثارها من الحروب العسكرية، إنها الحروب النفسية أو غسيل الأدمغة أو حرب التلاعب بالأفكار والعقول.

فتلك الحروب (الحروب النفسية) لا تستهدف الأجساد على قدر استهدافها للأنفس البشرية والمعنويات الإنسانية لبني آدم؛ فإنها تتخذ من النفس البشرية ميداناً للصراع وبيئة للقتال والعراك، وتتلاعب بالعقول فتحول وتحوّر الأفكار، وتتنافس في تغيير القناعات والاتجاهات في الفرد أو الشريحة المستهدفة، فسرعان ما تخور معها قوى الشخص أو المجتمع الذي اختير كهدف لآلة الحرب النفسية.

لقد أيقنت الأطراف المتصارعة -منذ قديم الأزل- بأهمية استهداف النفس البشرية قبل استهداف الجسد كجزء منها ومكون من مكوناتها؛ فقد علمت وتوارثت الأطراف المختلفة للصراع أهمية التأثير والضغط واستغلال حاجات الإنسان (الجسدية – الروحية) في تغيير سلوكه وتوجيه اختياراته.

وإن الإسلام قد أمعن في التعامل المتقن والمحكم مع النفس البشرية، بسياستها واحتوائها بكافة السبل والوسائل المختلفة بشكل تخصصي وكفاءة كبيرة جداً لا تسمح بإهانة النفس البشرية، أو تدليلها، ولكن بتوجيهها بشكل صحيح وسليم، فالله -سبحانه وتعالى- خالق البشر والإنسان لا محالة هو الإله الأوحد الواحد الأحد القادر على تسيير أمورها والوصول إلى طمأنتها وسعادتها.

إن الإسلام قد أمعن في التعامل المتقن والمحكم مع النفس البشرية، بسياستها واحتوائها بكافة السبل والوسائل المختلفة بشكل تخصصي وكفاءة كبيرة جداً لا تسمح بإهانة النفس البشرية، أو تدليلها، ولكن بتوجيهها بشكل صحيح وسليم

وإننا في هذا المقال وأجزائه المكملة له سوف نوجه نظرك سيادة القارئ إلى عدة نقاط مهمة ومنها:

- تعريف الحرب النفسية.
- أهداف الحرب النفسية.
- النظرة الإسلامية والغربية للنفس البشرية.
- أسس وركائز الحرب النفسية.
- أسلحة الحرب النفسية (الدعاية)
- أسلحة الحرب النفسية (الشائعات)
- أسلحة الحرب النفسية (غسيل الأدمغة)
- نماذج عملية مختلفة للحرب النفسية تاريخياً وحديثاً.
- النموذج الإسلامي للوقاية من الحرب النفسية ومقاومتها.

دعونا نبدأ، وسوف تتوالى النقاط في سلاسة ويسر؛ لكي تعي ما يدور حولك من تكتيكات واستراتيجيات مختلفة للحروب والمعارك الدائرة في هذا الكوكب وعلى هذه الأرض:

- تعريف الحرب النفسية:

حسب تعريف حلف الناتو فإن الحرب النفسية psychological warfare هي أنشطة سيكولوجية مخططة تُمارَس في السلم والحرب، وتوجَّه ضد الجماهير المعادية والصديقة والمحايدة؛ من أجل التأثير على مواقف وسلوكيات هؤلاء؛ لكي تؤثر إيجابياً نحو إنجاز هدف سياسي أو عسكري معين .

دققوا في التعريف جيداً، إنه يحتوي على عناصر مهمة جداً:
- أنشطة سيكولوجية.
- خطة للحرب والسلام.
- ضد الجماهير المعادية والصديقة والمحايدة.
- من أجل تغيير السلوك.
- لتحقيق وانجاز هدف سياسي أو عسكري.

ويعرف الكولونيل (بلاو) الحرب النفسية بأنها تعني: الاستخدام المدبَّر والكُفء للدعاية، أو لأية تأثيرات نفسية أخرى؛ لإسناد السياسة المطلوبة بالتأثير.

بينما تعرّفها وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون بأنها: استخدام مخطط من جانب دولة -أو مجموعة من الدول– للدعاية، وغيرها من الإجراءات الإعلامية التي تستهدف جماعات معادية أو محايدة أو صديقة؛ بغية التأثير على آرائها واتجاهاتها وسلوكها، بطريقة تساعد الدول المستخدمة لهذا المخطط على تحقيق سياساتها وأهدافها ومصالحها.

- أهداف الحرب النفسية:

أ‌. التأثير على أفكار ومواقف وخطط الخصم، ابتداءً من مراحل الإعداد للحرب وحتى مراحل التنفيذ.
ب‌. تدمير الروح المعنوية للمجتمع، وبالتالي للجيش كجزء مهم من المجتمع.
ت‌. التأثير على القوات المسلحة وزعزعة ثقتها بقيادتها وبقضيتها.
ث‌. إثارة المشاكل الاجتماعية والنعرات الطائفية والدينية والعرقية والسياسية بين فئات المجتمع الواحد.
ج‌. استغلال أية ثغرة لتشجيع وزيادة الخلافات بين العدو في الداخل والخارج.
ح‌. تحطيم الروح المعنوية لقوات العدو باستخدام مختلف الوسائل التي تحقق ذلك كالمنشورات والإذاعة والتلفزيون والصحف والعملاء ومكبرات الصوت.
خ‌. التأثير على مشاعر وأفكار المواطنين ومحاولة تغيير سلوكهم وانتمائهم الوطني.
د‌. التأثير على إرادة القتال للعدو من خلال الخطط والبرامج المخصصة لهذا الغرض.
ذ‌. رفع المعنويات وسط صفوف قوات التحالف وصفوف المجموعات المحلية العسكرية الصديقة.

وللحرب النفسية أسس وركائز وأطرٌ واستراتيجياتٌ متعددة ومختلفة، وهذا ما سوف نتناوله في المقال القادم بعون من الله عز وجل.

 

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتب مصري ومستشار اجتماعي وإعلامي .. مهتم بمجال تربية الأبناء

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …