عند زيارتي للمكتبة تلفتني عناوين الكتب والروايات وألوان الأغلفة الزاهية فأقوم بشراء عدد كبير من الكتب، لكني أفاجأ عند عودتي للمنزل بأن منها بمحتوى غير جذاب كما توقعت، أو أن المضمون صيغ بأسلوب لا أحبه، أعرف أني لا أجيد اختيار الكتب، لذا تصيبني حالة من العزوف عن القراءة.
سؤالي كيف أختار الكتاب بطريقة صحيحة؟ هل علينا أن ننتقي النصوص والكتب بناء على المؤلف أم العنوان أم التخصص؟ صديق قال لي أن علي أن اقرا كل ما تقع عليه عيناي وأن أجاهد نفسي على ذلك لكي أصبح قارئاً .. ما رأيكم بهذه المقولة؟ وما هي نصائحكم للشباب الذين لا يقرؤون كثيرا لاكتساب هذه العادة الجميلة؟
________________________________________
الجواب: الروائي والكاتب د. أيمن العتوم
الإنسان ليس لديه كل الوقت لكي يقرأ كل الكتب، فوقته موزع بين أشياء كثيرة، والقراءة إحداها، ولو كان كل وقته للقراءة فإنه لن يستطيع قراءة كل الكتب. ولذلك عليه أن ينتقي، واختيار الكتاب لأحد ليس خبيراً سيكون صعباً وبالتالي فإنه وعند الذهاب لشراء كتب" وأنا أفعل ذلك أحياناً" وبعض أساتذة الجامعة أحياناً يستشيرونني في قراءة كتاب ما.
لذا فإن النقطة الأولى في اختيار الكتاب هي: اسأل خبيراً: العنوان وحده لا يكفي، والطباعة وحدها لا تكفي، والألوان الجميلة المبهجة وحدها لا تكفي، يفترض أن تسأل خبيراً، يقول الله تعالى في القرآن الكريم: {الرحمن فاسأل به خبيراً} فحتى الرحمن أنت لا تعرف من هو الله إلا إذا سألت الخبراء بالله، وهذا ينطبق أيضاً على القراءة.
النقطة الثانية بعد سؤال الخبير الذي سيدلك على الكتاب الجيد من الكتاب غير الجيد، وعلى الكتاب الذي يهمك من الكتاب الذي لا يهمك، أن تمنح نفسك وقتاً من قراءة فصل على الأقل من الكتاب قبل أن تشتريه، بإمكانك عندما تذهب لمعرض الكتاب أو المكتبة أن تتصفح الكتاب وأن تقرأ المقدمة وأن تقرأ عناوين الفهرس الدالة على المضمون.
وثالثاً: قبل أن تذهب لشراء الكتب ادخل إلى الإنترنت واقرأ الكتاب بصيغته الإلكترونية وبالتالي هذا الأمر يعطيك فكرة عن الكتاب ويحببك بشراء الكتاب أو لا يحببك.
ورابعاً: الشجرة لن تثمر وهي نبتة صغيرة، ويفترض أن نتعاهدها بالسقاية والرعاية والصبر، وأهم شيء أن تكون صبوراً وأن لا تمل من أولها، عليك أن تجهد نفسك قليلاً وأن تتعب نفسك حتى تتمكن في النهاية من التعود على القراءة.