أعاني من مشكلة أني أتأثر كثيراً بكلام الناس وعندما يوجه لي أحدهم انتقاداً فإني أتردد في إنجاز أي شيء، ويوثر الانتقاد على أدائي كثيرا ودائما ما أحمل نفسي المسؤولية، وحاولت كثيرا عدم الاهتمام لكني لم أفلح، حتى أصبحت أدخل في قوقعة مع ذاتي وأبتعد عن الناس، وقلّت نشاطاتي بشكل كبير.
كيف السبيل لتجاوز هذه المشكلة؟
________________________________________________
الإجابة: الأستاذة أفنان الحلو
في البداية أختي الكريمة دعيني أخبرك أن الانسان الحساس هو إنسان مريح لغيره لكنه متعب لنفسه، فكما تفضلت أنت تحرمين نفسك من قضايا عدة فقط كي لا تضايقي أحدهم، بينما هو يضايق كل من حوله دون أن تهتز له شعرة!! لذلك أختي الكريمة من الحكمة فعلا البحث عن حل فأنت الخاسرة الوحيدة بهذه المعادلة.
- دعينا نتفق أن هناك حساسية جيدة وأخرى سيئة. الحساسية الجيدة عندما يكون لديك تعاطف مع مشاكل الآخرين وقدرة على رؤية الأمور من وجهة نظرهم. أما الحساسية السيئة فهي التي تجعلك تتركين الخير الكثير وتتقوقعين على الذات وتغرقين في عالم من السلبية. لذلك أنا لا أدعوك لنبذ هذه الحساسية بقدر تحويلها إلى الجانب الجيد.
- من الأفكار المهمة التي عليك وعيها أن الانسان الوحيد الذي يهتم بك حقا هو أنت. فعلا قد يوجه لك أحدهم انتقاداً ثم ينسى كل شيء عنه بعد ثانيتين، لأنه ببساطة لا يهتم بك. فلا تعتقدي أن الناس مشغولة بمتابعة تصرفاتك وعثراتك لأنه ببساطة لا أحد يهتم.
- لا يوجد إنسان خالي من العيوب، فكري أن الشخص الذي يوجه لك الانتقاد هو نفسه يعاني من العديد من المشاكل وإلا لما وجه لك انتقاداً مؤذياً من الأساس، وإذا لماذا تأخذين كلامه على محمل الجد طالما أنه لا يستحق؟
- الانتقادات الوحيدة التي عليك الاهتمام بها هي التي تأتيك ممن تحبين وتعرفين أنهم يهتمون لمصلحتك، وهؤلاء عادة تكون انتقاداتهم إيجابية مصحوبة بحلول، وحتى هذه الفئة ليس مطلوبا منك الاهتمام بما يقولون حرفيا إلا لو تكرر نفس الانتقاد من عدة أشخاص يحبونك ليس بينهم مصلحة مشتركة عندها عليك التفكير في التغيير جدياً. وبمجرد أن تبدئي رحلة التغيير تكوني قد عملت ما عليك.
- أنصحك بالقراءة في مجال تعزيز الثقة بالنفس وتقبل العيوب وحبها كما هي وعدم الخجل منها، وربما يحضرني في هذا المجال كتابين محددين: فن اللامبالاة للكاتب مارك مانسون وكتاب دع القلق وابدأ الحياة لديل كارنيجي، وأضيفي لهما أي كتب تقع تحت يديك لابراهيم الفقي تتحدث في هذا المجال.
وأسأل الله لك حياة مليئة مزدهرة بالحب الله والنفس والآخر.