تمهيد
أصدرت إدارة الثقافة الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كتابًا جديدًا ضمن سلسلة (روافد) بعنوان (أدب الوصايا) تضمن نحو 130 وصية معزوّة الى مصادرها المتنوعة مع شرح وافٍ لكلماتها. والمؤلف هو الأستاذ زهير محمود حموي، الباحث الشرعي بقطاع الإفتاء والبحوث في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت. وتعد الوصية لونًا من ألوان النثر التي عرفها العرب في الجاهلية. وهي قولٌ حكيم صادر عن مُجرّب خبير، يوجهه إلى من يحب أن ينتفع به.
مع الكتاب
يشمل الكتاب ستة فصول:
الفصل الأول: بعنوان (مباحث تمهيدية). وفيه تطرّق الكاتب للحديث عن الوصية وأخواتها، ودور أدب الوصايا في مشروع الإصلاح، وفي تعزيز الانتماء للهوية وتفعيل القيم الأخلاقية، والارتقاء بالذائقة الأدبية. وأوضح المؤلف أن أدب الوصايا جزء مهم من ثقافتنا العربية والإسلامية، اعتنى به أسلافنا العرب والمسلمون. وربما يكون سبب هذه العناية توافقه في شكله ومضمونه مع ثقافتهم، وانسجامه مع أهدافهم الداعية إلى رياضة النفس ومكارم الأخلاق.
الفصل الثاني: بعنوان "وصايا جامعة لمكارم الأخلاق". وفيه أورد المؤلف 31 وصية لعدد من سلف أعلام المسلمين، منهم: ساداتنا أبي بكر الصدّيق وعلي بن أبي طالب والعبّاس وعبد الله بن عباس رضوان الله عليهم أجمعين، وأبي الأسود الدؤلي وسفيان الثوري والإمام مالك وابن المقفع والزمخشري رحمهم الله أجمعين.
الفصل الثالث: بعنوان "وصايا خاصة بالتربية والتعليم وطلب العلم الشرعي". وتضمّن: تعريف العلم والوصايا العشر لطلبة العلم، ووصايا للمعلم، ووصايا للمُدرّس (ويقصد به من يعلّم العلوم الشرعية خصّيصًا من التفسير والحديث والفقه والنحو، ونحو ذلك، وهو مأخوذ من درستَ الكتاب ً دراسة: إذا كررته للحفظ). ثم أورد 28 وصيّة لعدد من سلف الأعلام كذلك، منهم: معاوية بن أبي سفيان وشُرَيْح القاضي وهارون الرشيد وعبد الحميد الكاتب وابن حزم وأبي حنفية والغزالي، رحمهم الله أجمعين.
الفصل الرابع: بعنوان "وصايا في العلاقات الأسرية". وتكلم فيه عن العلاقات الأسرية والسعادة ثم وصيّة لنيل أعلى درجات السعادة مقتبسة من كتاب "سلوك المالك في تدبير الممالك" لشهاب الدين ابن أبي الربيع. ثم أورد 10 وصايا في إكرام الزوجة ورعاية الزوج وتربية الأبناء وصلة الرحم، منها الوصيّة الشهيرة لأمامة ابنة الحارث لابنتها ليلة زفافها، ووصيّة أبي جفنة بالتحذير من المرأة السّوء، ووصيّة الكندي لولده أبي العباس بالأقارب.
الفصل الخامس: بعنوان "وصايا في السياسة والإدارة وتدبير الملك". ووردت فيه 24 وصيّة لأبرز الساسة من الخلفاء والوزراء، على رأسهم وصايا ساداتنا أبي بكر الصدّيق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما؛ ثم وصايا لمعاوية بن أبي سفيان وزياد بن أبي أبيه والجاحظ وعمر بن هبيرة، وغيرهم.
الفصل السادس: بعنوان "في الطعام والشراب وصحة البدن". وبدأ فيه بمقدمة عن علم الطبع، أتبعها بتِسْع وصايا أبرزها وصايا الحارث بن كَلَدة الملقّب بطبيب العرب، وابن القيّم والشافعي ومالك، رحمهم الله تعالى.
وحملت الخاتمة عنوان: "خاتمة المطاف.. الفوائد والثمرات والنتائج". وذكر المؤلّف فيها بنودًا هي خلاصات ما وقف عليه في رحلته عبر أدب الوصايا. وخلص فيها إلى أن "هذا اللون الأدبي لم يحظَ بالعناية اللائقة به من قبل المختصين، كما حظيت الفنون الأدبية الأخرى. لذلك أتمنى أن يكون هناك اهتمام ورعاية لهذا الفن كما هو الحال بالنسبة للفنون الأدبية الأخرى". واعتبر الوصايا "خطوة في طريق الإصلاح، والارتقاء بالواقع من خلال التأثير على القارئ إيجابا بالمجالات النفسية والسلوكية والأدبية".
مع المؤلف
من مواليد حلب بسوريا، خريج دار نهضة الْعُلُومِ الشرعية، وحاصل على درجة الإجازة العالية من جامعة الأزهر. يعمل إماما وخطيبا أول بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت. له مؤلفات عديدة، منها: "الإنسان بين السحر والعين والجان"، و"وصايا وعظات قيلت في آخر الحياة"، و"صنعة الكِتاب وأخبار الكُتّاب"، و"أدب الوصايا" الذي عرضنا له، وغيرها.
بيانات الكتاب:
العنوان: من أدب الوصايا
المؤلف: زهير محمود حموي
الناشر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت
الطبعة: الأولى 2012
عدد الصفحات: 313
