عندما نتحدث عن كتاب يحتوي على كل العلوم أو على مكتبة تحتوي على كل الكتب منذ بدء الخليقة أو على مكان يوجد فيه كل المعلومات الضارة منها والنافعة، فإنك تتحدث عن (الإنترنت).
المؤسف في الأمر أنه موجود بين أيدينا، في الهاتف، في الحاسوب وفي الجهاز اللوحي (التابلت كما يطلق عليه البعض) وفي أماكن أخرى، ولأننا لم نأخذه على محمل الجد وبهدف الفائدة أصبحنا نستخدمه في أمور كثيرة منها:
المحرمات، تضييع الوقت، وهذه الآفة الخطيرة التي تدعى (مواقع التواصل الإجتماعي)، وهي ليست خطيرة ولكن نحن جعلناها كذلك، وغيرها الكثير، والمؤسف والمحزن أيضا وهو أن الغرب عرفوا قيمة هذا الشيء اللامع وأخذوه بهدف العلم والتعلم وعلى محمل الجد، أما نحن العرب نصفان: نصف أفسد ودمر حياته وأولاده وزوجته وعائلته به، ونصف قدر هذه النعمة المعلوماتية واستخدمها أحسن أستخدام وهو الآن مثال يحتذى به.
إنه موجود ومجاني ولكن بلا فائدة، ليس لأنه بلا جدوى ولكن لأنه موجود بين أيدينا ولكننا لا نستخدمه وإن استخدمناه في يوم من الأيام استخدمناه أسوأ إستخدام.
ليتنا نطور بدل أن ندمر وليتنا نحسن بدل أن نسيء ، فلو أننا نرسخ ونوضح أهمية الإنترنت لكل فئات المجتمع من خلال عقد محاضرات ومؤتمرات تتعلق بكل شيء يندرج تحت كلمة الإنترنت لما أثرت هذه الآفة في شبابنا، وهذه قد تكون أحد أفضل الطرق لنشر الوعي عند الأطفال عن أهمية ومخاطر الإنترنت، فهم في هذا المجتمع فئة مستهدفة لمخاطره وللجانب المظلم منه.
ولو أننا نراقب أطفالنا عند استعمالهم الأجهزة الحاسوبية، لما حدثت هذه المشاكل الفكرية والنفسية التي قد تؤدي في أيامنا إلى الانتحار وغيرها من المصائب.
أيها المجتمع المستهدف المسكين افتح عينيك جيداً لهذا الأمر الخطير الذي قد يؤدي إلى أمور عديدة بشعة لا تعد ولا تحصى، صحيح أن الإنترنت هو باب العلم والفقه والأدب أو باب كل شيء بمعنى آخر ، ولكن خيره يبقى خيراً وشره يبقى شراً للإنسان.
إن الإنترنت قد فتح لك بابين لتدخل إليه من أحدهما، باب فيه كل ما ينفعك ولا يوجد فيه ما يضرك، وبابٌ إن دخلته فقد سكب عليك شراً لا مهرب منه وسحبك في دوامة إلى أسفل السافلين، فالنهاية هذا هو اختيارك إما أن تطلب خيراً منه وإما أن تقفز في دوامة الشر التي لا مفر منها.
ولكنني أعدك أنك لن تكون من المستهدفين لمخاطر الإنترنت إذا استخدمته بهدف العلم والتعلم وإذا تجنبت كل المحرمات التي لا ترضي الله عز وجل.
أتمنى لأمتنا التوفيق والازدهار وأن تكون هي من تضيء شمعة العلم والمعرفة في دروب الأجيال وأن تنظر لما هو أفضل، وتذكر القول: "الحياة لها وقتها ولكنها أيضا لها نهايتها، فلا تضيعها باللهو واللعب".