القراءة واحدة من الهوايات الجميلة التي يتشاركها كثير من الناس على امتداد هذا العالم؛ فالكتب ذات قدرة استثنائية على إثارة العواطف، وتحفيز الخيال، وإشعال الإلهام، ونقل الأخبار، وغرس الحكمة، وتعميق الأخلاق، وتنويع التجارب، وقدح شرارة الإبداع، وتوثيق التاريخ.
وقد أشارت دراسات عديدة إلى أن قراءة الكتب تجعل الإنسان أذكى عشرات المرات؛ لأنها تساعده في رؤية الأنماط المختلفة بسهولة، وحل المشكلات بذكاء واقتدار، وإذكاء التفكير النقدي التحليلي.
وجعل #القراءة عادة يومية لديك –ولو لصفحات معدودة ومحدودة جداً- هي الوسيلة الوحيدة للحصول على هذه المزايا وأكثر، فيما يلي سأقترح عليك 9 خطوات بسيطة لبناء عادة القراءة وتطوير مهارتها لديك؛ لكي تمارسها يومياً بشكل تلقائي:
قراءة الكتب تجعل الإنسان أذكى؛ لأنها تساعده في رؤية الأنماط المختلفة بسهولة، وحل المشكلات بذكاء واقتدار، وإذكاء التفكير النقدي التحليلي
كيف تجعل القراءة عادة يومية لديك أو لدى المحيطين؟
1. استعر كتاباً من المكتبة
في العالم الذي نعيشه طغت التكنولوجيا على كل شيء، لدرجة جعلت كل حياتنا مرتبطة بالتكنولوجيا، وقد تسبب ذلك بمنع الكثيرين عن زيارة المكتبة؛ فقد اكتفى الأغلبية بالقراءة عبر الأجهزة اللوحية.
إلا أن وجود موعد إرجاع للكتاب سيجعلك تقرأه أسرع؛ فالقراءة عبر الجهاز اللوحي غير مرهونة بموعد تسليم، استغل هذه الميزة واسعر كتاباً كل أسبوع وتحدّ نفسك لإكماله ، واشترك بالخدمات الإلكترونية التي توفرها المكتبة؛ لكي تعين نفسك على ذلك.
2. اقرأ أنّى وأينما تيسّر
لا تحدد مكاناً وزماناً للقراءة، اجعلها تلقائية، املأ بها أوقات الفراغ في المنزل، أوقات الاستمتاع أمام البحر وفي المتنزهات بينما الأطفال يمرحون، ولتكن أنيسك في المواصلات العامة، وفي الانتظار داخل العيادات والطوابير.
هذا أمر مسلٍ جداً –عن تجربة– كما أنه مفيد ويساعدك على بناء عادة جيدة جداً، إلى جوار عادة القراءة اليومية، كما أن وجود كتب مسموعة سيغطي مشكلة لدى البعض كالاستماع خلال القيادة أو الوقوف، الجأ إليها ولا تنتظر حلاً؛ لأنك ربما تضطر للانتظار كثيراً !
لا تحدد مكاناً وزماناً للقراءة، اجعلها تلقائية، املأ بها أوقات الفراغ في المنزل، ولتكن أنيسك في المواصلات العامة، وأوقات الانتظار، والاسترخاء
3. قلّص من وسائل الترفيه الأخرى
إذا كنت جاداً ستستبدلها على الدوام بالقراءة والاطلاع الماتعين، وتكتفي بهما، بل وتستمتع فيما كنت تعده مملاً إذا ما قارنته بالوسائل المسموعة والمرئية والملونة.
4. اقتطع وقتاً يومياً للقراءة
أعود إلى الجدية، إذا كنت جاداً ستنوي وتحكّم إرادتك فتنفذّ مباشرة.
جميعنا نعاني من ازدحام في تفاصيل الحياة والواجبات اليومية العائلية والعملية وغيرهما، إلا أن من يريد سيفعل، ومن يتلكأ سيسوّف، والشغوف بشيء سيفسح له وقتاً برغم أنف انشغالاته.
اختر وقتاً مناسباً هادئاً تكون فيه مسترخياً كوقت الصباح قبل العمل، بعد التمرين، قبل النوم... أو اقرأ في أي وقت، إلا أن التحديد يجعل القراءة أكثر قيمة وخصوصية واحتراماً عندك.
5. أنشئ قائمة مفضلات للقراءة
حدد مجموعة من الكتب لتقرأها في نطاق زمني محدد –سنة مثلاً- وتحدّ نفسك في إكمالها وإنجاز المهمة!
أدرج العناوين التي تعجبك، وخلال القراءة ستجد نفسك تصنع قائمة العام القادم تلقائياً.
لا تكثر من عدد الكتب، ابدأ بعدد محدود وبإمكانك زيادته بعد سنوات مثلاً.
6. اصنع سجّلك القرائي الخاص
ارسم جدولاً، ودوّن فيه جميع الكتب التي قرأتها، وتواريخ بدء ونهاية الإنجاز، ولا ضير في أن ترصد لها نجوماً أو درجات وتقييمات (المواقع الحديثة عبر الإنترنت تساعدك في صنع قائمة قراءاتك).
راجع قوائمك بعد شهور عدّة، ستشعر برضا كبير، وتحفيز للمزيد.
7. اقرأ لأبنائك
إضافة إلى أنها وسيلة تربوية ممتازة للتقرب من الطفل، وقضاء الوقت معه، فإن القراءة لابنك لمدة 20 دقيقة يومياً -مثلاً- سوف تحوّل القراءة إلى روتين وعادة جيدة لدى كليكما.
استثمر معارف طفلك وحفّز تفكيره وخياله وإبداعه بالقراءة –خصوصاً قبل النوم– واصنع لنفسك عادة جديدة مميزة، ولا تتحجج بأنك لست أباً، اقرأ لأحد صغار العائلة: أخيك، بنت أخيك، ابن عمك... إلخ.
8. حدد متى يجب عليك ترك الكتاب
بنفس الدرجة التي يجب أن يكون فيها نشاط القراءة مفيداً، فهو يجب أن يكون ماتعاً كذلك، ولذلك، فكلما التقطت كتاباً لتقرأه ثق بأنك منجذب إليه ومتشوّق للمتابعة وتقليب الصفحات، وإلا فاتركه تماماً؛ ولا تسمح أن تملّ فتهجر تلك العادة الجميلة .
الهدف الرئيس هو أن تكون القراءة نشاطاً ماتعاً ومريحاً، وليس مجرد فعل غير مألوف، لذلك نريدها مثيرة وجاذبة؛ لتستمر وتدوم وتستقر في اللاوعي!
9. ليكن لقاؤك بالكتاب لحظات استمتاع
أي الأنشطة تشعر فيه بالراحة والاستمتاع أكثر؟ السباحة، الرياضة، الجلوس على الشاطئ، متابعة المارين من النافذة، احتساء مشروبك في الشرفة، أو مجالسة شريك أو رفيق تودّه.
أياً كان النشاط الذي تستمتع به، ادمجه بالقراءة؛ لكي تصبح القراءة فعل إمتاع وتبني معها ذكريات ولحظات تحفزك تجاهها وتعيدك إليها كلما كدت تبتعد.
أثث بيئة مريحة للقراءة، واصحب مشروبك المفضّل والتسالي التي تحبّها؛ فهذا يحفزك على القراءة يومياً بدون أن تفشل!
أياً كان النشاط الذي تستمتع به، ادمجه بالقراءة؛ لكي تصبح القراءة فعل إمتاع وتبني معها ذكريات ولحظات تحفزك تجاهها وتعيدك إليها كلما كدت تبتعد
سوف تفتح القراءة أفقاً لا سقف له، وتأخذك إلى عوالم متميزة وراحة عظيمة، وتجمع لك بين الفائدة والرفاه.
هل أخبرك بسرّ أيضاً: لغتك سوف تتحسن، منطقك وطريقة نقاشك سوف يتحسنان، أيضاً ستلاحظ ارتفاعاً في صوت عقلك وانضباطاً في انفعالاتك، وانفتاحاً في ثقافتك، وتقبلاً غير محدود للآخرين... وتستطيع الاسترخاء والنوم والإنجاز... فالقراءة كنز، وإلا لما قال الله تعالى في أول آية أنزلها على نبينا صلى الله عليه وسلم: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1].
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- https://greatperformersacademy.com/habits/9-simple-tips-on-how-to-build-the-habit-of-reading-daily