المظلوميه بين الحقيقة والوهم

الرئيسية » بأقلامكم » المظلوميه بين الحقيقة والوهم
muslims brotherhood7

تنوعت مناهج التربية عند الإخوان المسلمين حتى تخرج فردا قويا منتجا نافعا، ملتزما بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف مكتسبا لكل مقومات الشخصية القوية.

ووفقا لمنهج التربية عند الإخوان المسلمين فإن من صفات المسلم العشرة التي يجب ـن يتمتع بها الفرد، قوي الجسم، متين الخلق، مثقف الفكر، صحيح العبادة، سليم العقيدة، حريصا على وقته، نافعا لغيره، قادرا على الكسب، منظما في شئونه، ومجاهدا لنفسه.

فرد بتلك الصفات الحية لاتجده غير شخصية متوازنه قوية، جمع خصال الخير والبر، حتما سترقى بلاده بسعيه وحرصه وقدراته على الإنجاز والعطاء، ليس شخصا عليلا في قوته البدنية أو عقيدته الروحية ـوقدراته الفكرية والإبداعية!
إذا كانت تلك هي رؤية الجماعه في تربية الفرد، فكذلك تتعجب من رؤية الجماعه في إصلاح المجتمع وتحريره من كل أنواع العبودية والاستعمار و الظلم.

وكذلك تعجب من طموحات الجماعة وغاياتها الكبرى، حتى أنك ترى سخرية كبرى من المترقبين،إذا كان من رؤية الجماعه هو أستاذية العالم وليس مجرد عودة الخلافة الراشدة، فكيف نستمع إلى من يشيعون كذبا أن الإخوان المسلمين يمسكون بالمظلومية ويستمدون منها كل قوتهم باستعطاف العالم للمظلومين؟

وكيف في نفس الوقت نهزأ برؤية الجماعة وتتطلعها إلى أستاذية العالم؟

هناك فريق يهزأ من المظلومية وهناك فريق يسخر من أستاذية العالم، وفي حقيقة الأمر الإخوان المسلمين ليسوا هؤلاء ولا هؤلاء، الإخوان المسلمون ربوا رجالهم على العزة والفخار و الاستعلاء في موضع الاستعلاء، وأيضا الصبر والاحتساب عند وقوع الابتلاء، فكانوا رجالا في هذا الموضع وذاك.

ولأن دعوة الإخوان المسلمين وقوتها مستمدة من جذور هذا الدين، فلا عجب عندما ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم مطاردا ويتبعه سراقة ليظفر بالجائزة، فيقول له (ارجع ولك سواري كسرى) برغم ـنه في المحنه إلا إنه يرى المنحة رأي العين، ويرى التمكين قادماً لامحالة، ورغم أنه صلى الله عليه وسلم توفي قبل أن يتسلم سراقة سواري كسرى لكنه كان موقناً غير مستهزئ بطريقه.

وفي حصار غزوة الخندق يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر بمعوله فيقول الله أكبر ستفتح الشام،ثم يتابعها بالأخرى الله أكبر ستفتح العراق،وقصور اليمن تلوح له، وبرغم ذلك البلاء و الابتلاء يخرج المنافقين بقولهم (يعدنا محمد بالشام والعراق واليمن ولايأمن أحدنا على نفسه أن يذهب إلى الغائط؟)

وفي نفس السياق تدور الأحداث اليوم لأنها سنن الله لاتتبدل ولا تتغير،الفارق الوحيد بين أمتنا والأمم الاخرى أن طموحاتنا وغاياتنا ممزوجة بالعقيدة والدين، وأن الخسارة و الابتلاء سنة الله في التغيير مع الفارق أن من يموت أو يصاب بالأذى لن يضيع ذلك هباء {إن تكونوا تـألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون}.

واذا كانت التربية عند الإخوان المسلمين قد ركزت على معنى الابتلاء وحتمية حدوثه، فليس معنى ذلك الوقوف عنده أو الادعاء كذبا أنه منهج الإخوان المسلمين في مداراة أخطائهم والسيطرة على أفرادهم وغسيل لأدمغتهم،أو الهروب من مسئوليتهم أو كسبا للتعاطف بالمظلومية ومعايشة دور الضحية، بل هو أن يستعد الفرد لاحتمال ما قد يقع عليه من أذى وهو لا شك سيقع نظرا لعظم الغاية وعقبات الطريق، فمن كانت أهدافهم سيادة العالم ليس من طريقهم السكوت عن الظلم أو الرضى به على أي حال.

ومن داخل كل محنة تعرض لها الإخوان المسلمون كانت المنح و الانتصارات، فلا عجب عندما يثبت هؤلاء عند المحنة ويتخلى غيرهم ويقفز من السفينة بزعم عدم وضوح الرؤية أو طول الطريق دون تحقيق نتائج!

وبرغم الضعف في بعض المراحل إلا أن أعين الجميع على تجاوز المحنة والوصول إلى المنحة و التمكين،من خلال الصبر و الاحتمال لبعض الوقت ولربما هناك فترات من التاريخ يرتبط تجاوزها بمدى الصبر والثبات دون الذوبان أوالتفريط.

لو استعدنا قراءة التاريخ بهدوء لرأينا حجم الانتشار والانتصار و التغيير في المعتقدات والأفكار الذي حققته الجماعة في تاريخها،وكل تلك الانتصارات توطئة لبلوغ منتهى الهدف، ومن فهم من هو فى داخل جماعة الإخوان المسلمين أنه تربى على المظلوميه فهو خاطئ بلا شك، ومن كان في خارج الجماعة وينظر إلى صبرهم أنه تمسك بالمظلومية فهو واهم وعليه أن يستعيد الفهم مرة أخرى!

نحن أمام جماعة هدفها أستاذية العالم، اقرؤا منهج التربية عند الإخوان المسلمين، وستتعرفون عليه أكثر بدلا من ترديد عبارات لا علاقة لها بالواقع.

وللحديث بقية إن شاء الله، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

بين عقيدة الإسلام و”عقيدة الواقعية

للإسلام تفسيرٌ للواقع وتعاملٌ معه بناءً على علم الله به ومشيئته فيه، كما يثبتهما الوحي. …